بعد إقرار مشروع قانون تقنين زراعة «الحشيش» لأغراض طبية من قِبل اللجان النيابة اللبنانية، أصبح هذا القانون في انتظار الموافقة النهائية فقط من قِبل اللجنة العامة لمجلس النواب اللبناني.
يأتي هذا القانون الفريد من نوعه عربيًّا بعد تردي الأوضاع الإقتصادية بلبنان، وخرج رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في 2018 للإعلان عن دراسة اقتراح شركة استشارات عالمية مكلفة بوضع خطة للنهوض بالاقتصاد اللبناني، وهو تشريع زراعة الحشيش للأستخدامات الطبية.
«الجارديان»: زراعة وتجارة الحشيش ستدر حوالي مليار دولار
يعاقب القانون اللبناني كل من يتاجر بالحشيش بالسجن، ومع ذلك فهناك العديد من التجار يقومون بزراعة الحشيش في أماكن متطرفة.
ونشرت جريدة «الجارديان» البريطانية، فى أحد تقاريرها، أن مؤشر الدين في لبنان يبلغ 153% نسبة إلى الناتج القومي المحلي (ثالث أعلى نسبة في العالم)، حيث أدى الصراع الدائر في سوريا إلى تفاقم الوضع الاقتصادي اللبناني.
وسجل تراجع في النمو الاقتصادي من 9% قبل الحرب في سوريا إلى 2% في الوقت الحاضر. وقدَّرت الجريدة أن تدرّ زراعة وتجارة الحشيش حوالي مليار دولار، ويمكن أن تحسن الأوضاع الاقتصادية إلى حد ما.
زراعة الحشيش في الدول الأخرى
بالرغم من أن الحشيش يعتبر نوعًا من أنواع المخدرات الممنوعة، فإنه يسمح في عدة دول بزراعته واستخدامه للأغراض الطبية، مثل التخفيف من الألم المترتبة عن حالات التشنج العضلي وتصلب الأنسجة.
وتحتل القارة الأوروبية المرتبة الأولى حيث سمحت كل من ألمانيا والنمسا وبريطانيا وإسبانيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والجمهورية التشيكية ورومانيا وسلوفينيا وكرواتيا، ببيع بعض المنتجات المشتقة من القنب الهندي- نبتة الحشيش- لتسكين آلام بعض الأمراض، وبيع المنتجات المشتقة من “الماريجوانا” والتي تحتوي على مادة “تي إتش سي” للمرضى المصابين بالسرطان والصرع والإيدز .
وفي المرتبة الثانية تأتي دول أمريكا اللاتينية؛ قامت كولومبيا بإصدار مرسوم رئاسي، يسمح باستخدام القنب الهندي لأغراض العلاج، ويجيز منح رخص لشراء بذور القنب الهندي و”الماريجوانا” وزراعتها لأغراض طبية وعلمية بحتة.
واتخذت العديد من الدول الأخرى، منها تشيلي والمكسيك، النهج نفسه، حيث سمحوا بموجب مرسوم بتسويق أدوية مشتقة من “الماريجوانا” في الصيدليات؛ لكن تحت مراقبة مشددة.
وبالرغم من أن القانون الفيدرالي بالولايات المتحدة الأمريكية يحظر زراعة القنب الهندي وبيعه واستخدامه، لكن 23 ولاية شرعت في استخدام القنب الهندي لأغراض طبية.
كما سمحت كندا بموجب قانون صادر في عام 2001 باستخدام القنب الهندي لأغراض طبية.
المغرب تتصدر قائمة الدول الأكثر تصديرًا للحشيش
أفاد تقرير صادر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات بأن المغرب وأفغانستان تتصدران قائمة الدول الأكثر إنتاجًا وتصديرا لنبتة القنب الهندي أو الحشيش.
أشار التقرير في 2013 إلى أن منطقة المغرب العربي شهدت ضبط أكبر كمية من القنب الهندي في أفريقيا.
وأضاف أن بيانات المنظمة العالمية للجمارك تشير إلى أن 65% من الكميات التي ضبطتها السلطات الجمركية عالميًّا، كان مصدرها المغرب.
كما أشار التقرير إلى أن التحقيقات كشفت أنه تم اعتبار المغرب كمصدر للحشيش من طرف 17 دولة، 11 منها في غربي أوروبا ووسطها، في حين تم تسجيل أفغانستان كمصدر لزراعة هذه المادة من طرف دول الجوار ودول الشرق الأوسط وحتى أوروبا.