الجماعة الإسلامية
شريف عيسي:
وأكدت الجماعة الإسلامية فى بيان لها منذ قليل، على أنها ستقوم بتدشين حملة شعبية واسعة لدعوة جموع المصريين لمقاطعة الاستفتاء، وذلك باعتبار أن هذا الدستور قام بوضعه مجموعة علمانية إقصائية، على حد قول البيان، غير منتخبة بإرادة شعبية سعت بكل ما تملك لمصادرة الهوية الإسلامية كما ورد بنص البيان، إلى جانب الانتقاص من دور الشريعة الإسلامية، وإلغاء كل القيود والضوابط الشرعية والأخلاقية والقيمية التى تحافظ على أخلاق وعادات وتقاليد الاسرة المصرية، وتأسيس الدولة العسكرية القمعية، وترسيخ الدولة العلمانية الاقصائية، وانتهاك الحريات العامة والخاصة وإهدار حقوق المواطنين وكرامتهم.
وأشارت الجماعة الاسلامية خلال بيانها، إلى أن المشاركة فى عملية الاستفتاء هو اعتراف كامل بالنظام الحالي وشرعيته وممارساته التي أسمتها بـ”القمعية الاستبدادية”، وأنها تمثل قبولا كاملا بـ”التزوير” المؤكد حدوثه، بحسب قول الجماعة، والذى ستشارك فيه جميع مؤسسات الدولة وهيئاتها فى ظل انعدام أية ضمانات لنزاهة عملية الاستفتاء، كما أنه لا تصح عقلا أو منطقا المشاركة فى استفتاء على دستور لم يقم على توافق وطنى أو شعبي وتمت صياغته بعيدا عن حوار مجتمعي بل كرس لاقصاء التيار الإسلامى وهيمنة العلمانيين على مؤسسات الدولة الوطنية، كما تصبح المشاركة غير مبررة مع استمرار الإجراءات القمعية وحملات القتل والترويع الممنهج الذى تقوم به الأجهزة الأمنية التابعة للنظام ضد المؤيدين للنظام السابق، برئاسة الدكتور محمد مرسى، كما أن المشاركة فى الاستفتاء فى ظل عدم إعلان السلطات عن البديل فى حالة عدم الموافقة على هذا الدستور وإقراره نوعا من العبث والاستخفاف بالإرادة الشعبية.
وتساءلت الجماعة، كيف يمكن أن يشارك الشعب المصرى العظيم فى عملية الاستفتاء على دستور لم تتحدد فيه معالم العديد من الأمور والقضايا الجوهرية المتعلقة بالنظام الانتخابى، أو تحديد أي الانتخابات أولا الرئاسية أم البرلمانية، وماهى نسبة تمثيل الأقباط أو المرأة أو الشباب فى البرلمان القادم.