أكد المتحدثون خلال الجلسة الثانية لمؤتمر اليورومنى 2019، أن مصر تمتلك المقومات والمتطلبات اللازمة لإقامة قطاع مالى رقمى قوى، سواء على مستوى المواهب البشرية، أو التقنيات التكنولوجية، أو الاهتمام الرسمى من المسئولين فى الدولة.
الجلسة الثانية من المؤتمر جاءت تحت عنوان «متطلبات إقامة قطاع مالى رقمى ومدى قدرة مصر على تحقيقه»، وضمت خبراء أجانب ومحليين، هم إبراهيم سرحان، الرئيس التنفيذى لشركة E-finance، وساجار ساربهاى، رئيس قطاع العلاقات التنظيمية لمنطقة آسيا والشرق الأوسط، وفرانس فان إيرسل، الرئيس التنفيذى ومؤسس دوباى، و ميرنا سليمان، المؤسس والرئيس التنفيذى –فينتك جالاكسي.
قال إبراهيم سرحان، الرئيس التنفيذى لشركة E-finance، إن شركته تدير شبكتين ماليتين للحكومة، إحداهما لوزارة المالية، والثانية للتأمينات والمعاشات، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل منذ 12 عامًا، مع العديد من الكيانات الحكومية، مثلما تم التعاون فى تنفيذ مبادرة تكافل و كرامة، التى تم استغلال مكاتب البريد المصرى، للتوغل فى المناطق الأقل تعليمًا فى صعيد مصر.
أضاف أن المنظومة الرقمية فى مصر تم إطلاقها منذ 5 أعوام تقريبًا، مشيرًا إلى أن البنك المركزى المصرى والحكومة يهتمان بشكل كبير للغاية بالتحول صوب المجتمع الرقمى وتحقيق الشمول المالى، وأصدر البنك المركزى العديد من القرارات الجديدة التى تستهدف المدفوعات الإلكترونية.
أوضح سرحان أنه يجب أن تكون هناك محفزات لتطوير التكنولوجيا المالية، وحث الأطراف المرتبطة بالاستفادة من مبادرات البنك المركزى العديدة لتطوير التكنولوجيا المالية، مشيرًا إلى أن الحكومة تقوم بدراسات كثيرة لرقمنة الخدمات التى تقدمها للمواطنين.
سرحان: يجب إصدار رخص أمنية للشركات العاملة بالقطاع الرقمي بإشراف «المركزي» و«الاتصالات»
شدد على أن الأمن يُعد أهم الخصائص فى مجتمع مالى رقمى، ومن ثم فإنه من الضرورى أن يتم إصدار رخص أمنية للشركات العاملة فى المجال، بإشراف من البنك المركزى المصرى، ووزارة الاتصالات.
فيما قال فرانس فان إيرسل، الرئيس التنفيذى ومؤسس شركة دوباى، إن شركته توفر منصة مهمة للشركات من أجل فتح الحسابات التى تعتمد على البطاقات المدفوعة مقدمًا، مشيرًا إلى أن «دوباى» تتعاون مع 32 ألف شركة صغيرة ومتوسطة فى مصر.
أضاف أن شركته تسعى للتوسع فى السوق المصرية، بشكل أكبر من الراهن، من خلال تقديم الخدمات المالية للشركات والموظفين، من أجل الاستفادة من قدرات السوق المحلية الضخمة.
أوضح الرئيس التنفيذى ومؤسس شركة دوباى، أن وجود شركات كبيرة مثل جوجل، وفيسبوك، وإنستجرام، وتيك توك، يساعد «دوباى» على طرح منتجات وخدمات لا تحتاج إلى تسويق كثيف على الواقع الفعلى، لكن سيتم استخدام عالم الواقع الافتراضى لتحقيق الجانب التسويقي.
أكد إيرسل أنه يجب استغلال المواهب المحلية المنتشرة فى السوق المصرية، لا سيما فى القطاع المالى الرقمى، واستقطاب المواهب العالمية للعمل فى مصر، ونقل خبراتها الكبيرة للأجيال الشابة بالمجال.
لفت الرئيس التنفيذى ومؤسس شركة دوباى، إلى أن استغلال التكنولوجيا المالية المتطورة أمر لا مفر منه، من أجل تحقيق الشمول المالى، مشيرًا إلى أنه بات من السهولة تجميع البيانات المختلفة من المواقع الاجتماعية الكبيرة مثل فيسبوك وإنستجرام.
فان إيرسل: الحوسبة السحابية تسهل إطلاق منتجات جديدة ويجب استغلال التكنولوجيا المالية
شدد على أن الحوسبة السحابية تسهل من عملية إطلاق منتجات جديدة فى مجال المدفوعات الإلكترونية، ومن ثم يجب الاهتمام بها ونشر الثقافة الخاصة بها.
قال ساجار ساربهاى، رئيس قطاع العلاقات التنظيمية لمنطقة آسيا والشرق الأوسط – ريبل، إن شركته تعمل فى مجال تدشين «إنترنت القيمة» وهو يعنى أنظمة تكنولوجية تسمح بانتقال الأموال خلال ثوانى، وكأنها عملية نقل معلومات.
أضاف أن عمليات نقل الأموال عبر أنظمة «إنترنت القيمة» تتميز بكفاءة مرتفعة ومعدلات أمان جيدة، فيما تنخفض أسعار تكلفة خدمة نقل الأموال عبر «إنترنت القيمة» مقارنة بالوسائل التقليدية الأخرى.
ساجار سابهاى: مصر تحتل المرتبة الخامسة في التحويلات النقدية المُستلمة
أوضح أن شركته تمتلك 2000 معهد مالى على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن مصر احتلت المرتبة الخامسة من حيث التحويلات النقدية المُستلمة.
عن متطلبات إنشاء قطاع رقمى مالى، أكد أن البنية التحتية تُعد العامل الأول فى المنظومة، ورأس المال البشرى، الذى يجب ثقل مواهبه، بجانب اللوائح والقوانين المنظمة لأنشطة القطاع والشركات العاملة فيه.
ميرنا سليمان: لدينا عوامل النجاح من حيث التقنيات والخدمات
قالت ميرنا سليمان، المؤسس والرئيس التنفيذى –فينتك جالاكسى، إن النظام المالى الرقمى ليس جديدًا على السوق المصرية، وتمتد خبرة السوق إلى 12 عامًأ، وتعمل فيه 500 شركة بمجال التكنولوجيا المالية.
أضافت أن شهية المستهلكين فى السوق المصرية تتزايد على استخدام الخدمات المالية، ما يجبر البنوك على تغيير طريقة العمل التقليدى خلال الفترة المقبلة.
أوضحت أن النظام المالى الرقمى، يعتمد على 5 ركائز أساسية، هى الطلب من المؤسسات سواء البنوك أو الشركات، وثانيًا المواهب «رواد الأعمال والشركات الناشئة»، بجانب ثالثًا الجانب التنظيمى «الحكومة والبنك المركزى ووزارة المالية» رابعًا البنية التحتية « إمكانية الوصول إلى الأجهزة المحمولة» وخامسًا رأس المال «الاستثمار» .
أشارت إلى أن المنافسة القوية لقطاع التكنولوجيا المالية المصرى، مع نظرائه فى الساحة الدولية، لا سيما الأسترالية، والأمريكية، والبريطانية، وأن البنوك تحتاج إلى التعلم، وتغيير الطريقة التى تنظر بها إلى الخدمات المالية.
أكدت أن العملات المشفرة ليس لها علاقة بأساسيات التحول الرقمى للقطاع المالى، مشيرة إلى أن الثورة الرقمية المصرية لن تتأثر بنقص العملات المشفرة فى السوق المحلية.
سمر السيد وأحمد علي ومنى عبدالباري وسيد بدر