من المتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى النهائية جراء الفيضانات في شرق ليبيا بشكل هائل في ظل وجود 10 آلاف مفقود، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الثلاثاء.
وقال المسؤول في المنظمة تامر رمضان للصحافيين في جنيف “لا نملك أرقاما نهائية” لعدد القتلى حاليا لكنه أوضح أن “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف”، فيما أكد أن “عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص”. وأعرب عن أمله في التوصل إلى أرقام أكثر دقة في وقت لاحق الثلاثاء.
ولاحقا أشارت أجهزة الطوارئ في ليبيا إلى أكثر من 2300 قتيل في مدينة درنة شرق البلاد جراء الفيضانات.
وقال رمضان متحدثا من تونس إن “الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط إمكانيات الصليب الأحمر الليبي وإمكانيات الحكومة”.
حصيلة القتلى النهائية
وتابع أنه “لهذا السبب أطلقت الحكومة في الشرق نداء للحصول على مساعدات دولية وسنطلق نحن نداء عاجلا قريبا أيضا”.
من جانب آخر، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مقتل ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي أثناء مساعدتهم ضحايا الفيضانات في ليبيا.
وضربت العاصفة “دانيال” شرق ليبيا بعد ظهر الأحد، خصوصا بلدات الجبل الأخضر الساحلية (شمال شرق) إلى جانب بنغازي حيث تم الإعلان عن حظر للتجول وإغلاق المدارس.
ووصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه “كارثة مأساوية”.
وفي الوقت نفسه، لفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى اختفاء “أحياء بأكملها” في درنة حيث “جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين، ما جعل الوضع كارثيا وخارجا عن السيطرة”.
ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضا أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة حيث أسفرت عن سقوط 27 قتيلا على الأقل بأنها “شديدة للغاية من حيث كميّة المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة”.
وأعلنت حكومة حمّاد المنافسة للحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا والمدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، درنة “منطقة منكوبة” الاثنين.
جثث مكدّسة ومتراصة في الشوارع وداخل الأحياء في انتظار دفنها.. هذا هو المشهد في مدينة درنة التي تعرّضت إلى سيول مدمرة جراء العاصفة دانيال، وسط مخاوف من تعرضها للتحلل بعد انجراف المقابر القديمة وبلوغ المقابر الحديثة طاقة استيعابها القصوى.
الجثث متروكة على قارعة الطريق
وأظهر مقطع فيديو جديد من مدينة درنة، أعدادا كبيرة من الجثث الملفوفة بأغطية والمتروكة والمكدسة على قارعة الطريق وتحت الأشجار وداخل الأحياء في انتظار التعرّف على هوياتها قبل دفنها، وذلك بعد تعذّر وضعها في غرف أموات المستشفيات التي خرجت عن الخدمة بعدما اجتاحتها السيول.
ويقر المسؤولون الليبيون بصعوبة إحصاء أعداد الجثث المنتشرة في الطرقات وتقدير عدد الضحايا، في وقت تكافح فيه فرق الإنقاذ لانتشال الجثث من تحت الأنقاض والركام في المدينة.
وتسبّبت السيول التي ضربت شرق ليبيا في قتل وفقدان الآلاف، وتدمير البنية التحتية، خاصة في مدينة درنة التي لا تزال معزولة بسبب الدمار الذي لحق بالطرقات الموصلة إليها بشكل يجعل من الصعب وصول فرق الإنقاذ والإمدادات الإنسانية.
وكان المجلس البلدي في درنة قال إن هذه الخسائر البشرية والمادية سببها انفجار السدين المائيين بالمدينة، وطالب بفتح ممر بحري، كما طالبت السلطات الليبية بتدخل دولي عاجل.