تستند الجامعات المصرية فى استقطاب الطلاب الوافدين على عدة ميزات تنافسية، تتمثل فى تعدد البرامج التعليمية والتخصصات المختلفة والتوأمة مع الجامعات العالمية، ليحصل الطالب على شهادتين، إحداهما من الجامعة المصرية والأخرى من الشريك الأجنبى، فضلاً عن تنوع الفرص ما بين جامعات ومعاهد عليا حكومية وخاصة ودولية.
وتعد تكلفة الدراسة فى مصر منخفضة مقارنة بالدول العربية، وتتراوح ما بين 3 إلى 6 آلاف دولار فى العام الدراسى حسب التخصص، كما يعد انفراد مصر بجامعة الأزهر من أبرز العوامل الداعمة للمنافسة بقوة على شريحة كبرى من الوافدين.
استهداف جذب 20 ألف طالب سنويا واستراتيجة من عدة محاور لدعم الصدارة
واهتمت مصر على مدار العامين الماضيين بصورة كبيرة بتطوير منظومة جذب واستقبال الطلاب الوافدين، مستهدفة وصول عددهم بالجامعات المختلفة إلى 20 ألفاً سنويا.
وفى سبيل ذلك انتهجت وزارة التعليم العالى العديد من السياسات، على رأسها إطلاق برامج الساعات المعتمدة بالجامعات الحكومية والخاصة، لتمكين الطالب من الالتحاق بالدراسة فى أى وقت.
وبلغ عدد الطلاب الجدد خلال العام الدراسى الجارى 12500 طالب من 75 جنسية، أبرزها الكويت، وفلسطين، والأردن، وسوريا، والسودان، والصين، وألمانيا، والمجر.
وخلال العام الدراسى الجارى بلغ إجمالى عدد الطلاب الوافدين فى كل المراحل الجامعية والجامعات نحو 87 ألفا بمختلف التخصصات الدراسية، منهم 13 ألفا بالجامعات الحكومية، والباقى فى الجامعات الخاصة وجامعة الأزهر.
ويتجه نحو %65 من الطلاب الوافدين من الدول العربية لدراسة العلوم الطبية، فيما يستهدف الأجانب دراسة اللغة العربية وعلوم الآثار والمصريات والتاريخ.
وتتصدر «القاهرة» الجامعات الأعلى استقطابا بين الجامعات الحكومية، تليها «الإسكندرية» ثم «عين شمس» و«المنصورة».
وتشترط وزارة التعليم العالى والبحث العلمى للقبول بالجامعات المصرية الحصول على شهادة الثانوية العامة، واستيفاء المعادلة الخاصة بالمجلس الأعلى للجامعات.
وطبقا للوزارة فإن الحدود الدنيا للقبول بكليات الطب %75 ونفس النسبة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، و %70 لطب الأسنان والصيدلة والإعلام، و %65 لطب العلاج الطبيعى، والبيطرى، والهندسة، والتخطيط العمرانى، والفنون الجميلة، والحاسبات والمعلومات، و %55 لكليات العلوم، والعلوم الصحية، وعلوم الثروة السمكية والمصايد، والفنون التطبيقية، والألسن، و %50 لباقى الكليات.
شراكات وأفرع معتمدة للعديد من الجامعات الدولية و«الأزهر» أهم عوامل التميز
وتستقطب جامعة الأزهر نحو 40 ألف طالب من 120 دولة حول العالم، يمثلون نحو %10 من إجمالى طلاب التعليم العالى الأزهرى.
وتمثل جامعة الأزهر القبلة الأولى للطلاب الوافدين من إندونيسيا، وتايلاند، ونيجيريا، وأفغانستان، وتركيا، والصين، وروسيا، والسنغال، وجزر القمر، والهند.
وتشترط أن يكون الطالب مسلماً، وأن يجتاز الامتحان الذى يعقد بالسفارة المصرية فى بلده لتحديد مدى إجادته للغة العربية قراءة وكتابة، بالتنسيق مع الأزهر الشريف.
توافر معلومات وافية عن البرامج الدراسية والجامعات عبر تطبيق «ادرس فى مصر»
ودشنت مصر اعتباراً من العام الدراسى الحالى تطبيق “ادرس فى مصر” لمساعدة الراغبين فى الدراسة بمصر من جميع أنحاء العالم على التعرف على المؤسسات التعليمية.
ويتضمن التطبيق بيانات وافية عن كل مؤسسات التعليم العالى المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالى، وتشمل: الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية وفروع الجامعات الأجنبية، والكليات والمعاهد التكنولوجية والمعاهد العليا.
ووجهت وزارة التعليم العالى جميع الجامعات بعقد شراكات مع جامعات دولية يطلق عليها التوأمة”، ومن ثم فإن الطالب يحصل على شهادتين إحداهما مصرية والأخرى من الجامعة الشريكة فى البرنامج الدراسى.
وفى عام 2019 وقعت الجامعات المصرية نحو 35 اتفاقا وبروتوكول تعاون محلية وإقليمية ودولية مع جامعات أجنبية.
وتوسعت خلال الأعوام القليلة الماضية فى تدشين برامج دراسة جديدة، واستقطاب جامعات دولية كبرى لافتتاح أفرع لها فى مصر بالعاصمة الإدراية الجديدة.
وكشفت وزارة التعليم العالى بداية العام الدراسى الجارى عن إستراتيجية لجذب الطلاب الوافدين، تتضمن تذليل الصعوبات وتيسير الإجراءات اللازمة للتقدم للدراسة فى مصر.
واعتمدت إستراتيجية تتضمن 9 نقاط، منها تطوير مقر الطلاب الوافدين، وتخفيض الحد الأدنى للقبول بنسبة 5%، والإبقاء على تكلفة الدراسة دون زيادة، بالإضافة إلى رفع وعى وقدرات إدارات الطلاب الوافدين بالجامعات المصرية، وتنظيم معارض دولية للتسويق للتعليم العالى المصرى، وإطلاق مسابقة أفضل جامعة جاذبة، وتنظيم العديد من الملتقيات، وزيادة أعداد المقبولين بنسبة %25 بكليات الطب والهندسة والحاسبات والمعلومات والاقتصاد والعلوم السياسية، وفتح التحويل من الخارج إلى الجامعات المصرية.
كما تتضمن تفعيل خدمة البريد السريع لاستقبال ملفات الطلاب الوافدين، وتفعيل خدمة الدفع الإلكترونى، والتقدم بمشروع استحداث فيزا دراسية أسوة بالبلاد المختلفة، بعد حصول الطالب على الموافقات اللازمة.
وتتميز الدراسة فى مصر بانخفاض التكلفة بصورة كبيرة مقارنة مع الدول المحيطة، وطبقا للإدارة المركزية لشئون الوافدين فإن المصروفات الدراسية لكليات الطب البشرى وطب الأسنان تبلغ 6 آلاف دولار سنوياً.
وتبلغ بكليات الهندسة والصيدلة والعلاج الطبيعى 5 آلاف دولار، والطب البيطرى والزراعة والعلوم والتمريض 4 آلاف دولار، فيما تبلغ مصروفات الكليات والمعاهد الأخرى 3 آلاف دولار سنوياً، على أن يسدد الطالب رسوم قيد لأول مرة 1500 دولار، وذلك فيما يتعلق ببرامج البكالوريوس والليسانس أو مرحلة الدراسات العليا، طبقا لقرار مجلس الوزراء المصرى 27 لسنة 2019.
وسجلت الجامعات المصرية تقدماً كبيراً فى التصنيفات الدولية خلال 2019، وتم إدراج 20 جامعة منها فى تصنيف التايمز البريطانى للعام الدراسى 2020، مقارنة مع 19 فى العام الماضى، وزاد عدد الجامعات المصرية الناشئة إلى 12 جامعة بذات التصنيف.
أما تصنيف “QS” العالمى 2020 للمنطقة العربية فتم إدراج 22 جامعة مصرية من بين 129 على مستوى المنطقة العربية.
وشهد تصنيف “US News” الأمريكى لعام 2020 للبرامج إدراج 40 برنامجًا ضمن 10 تخصصات مختلفة، هى: العلوم الزراعية – الأحياء والكيمياء الحيوية – الكيمياء – الطب الإكلينيكى – الهندسة – المناعة – علوم المواد – الصيدلة – الفيزياء – علوم الحيوان.
وشهد التصنيف نفسه إدراج 14 جامعة مصرية للعام 2020، مقارنة مع 11 جامعة العام الماضى (2019)، بزيادة ثلاث جامعات حكومية.
وأدرجت 16 جامعة مصرية فى تصنيف “شنغهاى”، ونالت مراكز متقدمة ضمن أعلى 500 جامعة عالميًا فى 54 تخصصا علميا عبر المجالات التخصصية فى العلوم الطبيعية، والهندسة، وعلوم الحياة، والعلوم الطبية، والعلوم الاجتماعية.
واتخذت وزارة التعليم العالى العديد من التدابير بالتنسيق مع وزارتى الخارجية والداخلية للتيسير على الطلاب الوافدين فى الحصول على تأشيرة دخول البلاد، والإقامة، والتأشيرة الدراسية التى تستغرق 8 أسابيع، فيما يستغرق القبول على النظام الأكاديمى وتوفير مقعد بالجامعات مابين 3 إلى 6 أيام عمل.