الجارديان: نهج «أمريكا أولا» يعيق جهود التوصل إلى لقاح لعلاج «كوفيد-19»

أدى استبعاد الحكومة الأمريكية من الجهود العالمية المتسارعة لمكافحة المرض، وهو ما أثار مخاوف من أن المسعى قد يتعثر دون وجود دعم وقيادة على نحو رسمى من الولايات المتحدة.

الجارديان: نهج «أمريكا أولا» يعيق جهود التوصل إلى لقاح لعلاج «كوفيد-19»
منتصر عبد الجابر

منتصر عبد الجابر

10:57 ص, الأربعاء, 13 مايو 20

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم (الثلاثاء)، إن النهج الذى تتبعه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إزاء البحث عن لقاح لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، أدى استبعاد الحكومة الأمريكية من الجهود العالمية المتسارعة لمكافحة المرض، وهو ما أثار مخاوف من أن المسعى قد يتعثر دون وجود دعم وقيادة على نحو رسمى من الولايات المتحدة.

وفى المقالة، كتب توم مكارثى، مراسل ((الجارديان)) بالولايات المتحدة، أنه حتى مع نقل مختبرات الأبحاث الموجودة فى الولايات المتحدة اللقاحات المرشحة إلى مرحلة إجراء التجارب السريرية، وإعادة شركات الأدوية تنظيم المصانع الأمريكية لكى تستعد للإنتاج على نطاق واسع، فإن الحكومة الأمريكية “أدارت ظهرها” للتحالف العالمى لمكافحة المرض.

وفى إشارة إلى أن الولايات المتحدة لم ترسل وفدا مثل الدول الكبرى والمنظمات الدولية الأخرى إلى قمة عالمية افتراضية جمعت أكثر من 8 مليارات دولار أمريكى لتطوير لقاح لمكافحة المرض الأسبوع الماضى، قال تقرير ((الجارديان)) إن ترامب “فوّض صهره جاريد كوشنر وآخرين لقيادة ما يبدو وكأنه تحرك من جانب واحد لتطوير لقاح، فى إطار المشروع الذى أطلقت عليه الإدارة الأمريكية “عملية السرعة الفائقة”.

ونقلت الصحيفة عن ستيفن موريسون، الذى يدير برنامج الصحة العالمى فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله: “إن الولايات المتحدة اختارت فى هذه الاجتماعات الأخيرة -عدم الحضور وعدم المشاركة- واختارت بدلا (عن الحضور والمشاركة) البدء فى الحديث عن نهج من التصرف المنفرد”، متابعا بقوله “يبدو أنها تتبنى نهج ‘أمريكا أولا’.”

وأوضح موريسون أن “الخطر يكمن فى أن هذا النوع من التباعد من قبل الولايات المتحدة يقوض الجهود الدولية ويخلق توترات وشكوك وانعدام أمن.”

ولفتت الصحيفة إلى أن المرض يمثل “تحديا عالميا جوهريا” وحتى اللقاح الجيد قد لا يمنح مناعة طويلة الأمد، “ما يعنى أن الفيروس لن يُهزم فى أى مكان حتى تتم هزيمته فى جميع الأماكن”.

وأضاف التقرير أنه مع ذلك، فإن ترامب هاجم أطراف دولية رئيسية فى الجهد العالمى للبحث عن لقاح، بما فى ذلك منظمة الصحة العالمية والصين التى لديها أربعة لقاحات مرشحة فى التجارب السريرية، مقارنة بثلاثة لقاحات قدمتها شركات لها علاقات بالولايات المتحدة.

وبناءً على تاريخ القيادة الأمريكية فى أبحاث اللقاحات، قال بول دوبريكس، مدير مركز أبحاث اللقاحات فى جامعة بيتسبرغ، لصحيفة ((الجارديان)) “نحن (الولايات المتحدة) نلعب دورا كبيرا كدولة” فى تطوير اللقاحات.

وقال دوبريكس “من الغريب أن يكون لديك كل هذا التاريخ الغنى بالتعاون فى العلوم الطبية الحيوية، ثم تفكر فى لحظة ما -ولأسباب يصعب فهمها- فى التصرف بمفردك فى ظل مشكلة عالمية، عندما يكون التعاون أكثر ضرورة من أى وقت مضى.”