أعدت الولايات المتحدة فخا محكما سقطت فيه بريطانيا عندما احتجزت ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق ليتم توريط بريطانيا في صراع مع إيران لا يخدم سوى فريق الأمن القومي بقيادة جون بولتون المكلف من قبل الرئيس الأمريكي بإدارة التصعيد مع إيران، حسب تقرير لصحيفة الجاردين البريطانية.
بريطانيا تدخل في صراع لا تطيقه مع إيران
انتقمت إيران على احتجاز ناقلتها باحتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرموز في توقيت صعب يجعل الأخيرة غير قادرة على اتخاذ قرار صائب يساعدها على الخروج من هذه الأزمة الدولية، السياسيون المنتمون للمحافظين في بريطانيا كانوا منشغلين باختيار رئيس وزراء جديد وبالصراع على السلطة وبالخروج من الاتحاد الأروبي؛ ما جعلهم فريسة سهلة للمصيدة الأمريكية، حسب الكاتب سيمون دسدال.
تصعيد غير مبرر من جانب بريطانيا
عارضت بريطانيا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخروج من الاتفاق النووي مع إيران المبرم عام 2015 الذي تسبب في الأزمة الحالية.
وعلى الرغم من أن بريطانيا دعمت جهود الاتحاد الأوروبي الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران فقد سعت تيريزا ماي رئيسة الوزراء وجيرمي هانت وزير الخارجية إلى إرضاء ترامب بإصدار تصريحات علنية منددة بالأنشطة الإيرانية المهددة للاستقرار وببرنامج إيران الصاروخي.
بريطانيا تفشل في حماية ناقلات النفط
فشلت الحكومة البريطانية في توفير حماية ملائمة للسفن التي ترفع العلم البريطاني أثناء عبورها منطقة الخليج العربي بعد وقوع هجمات هناك في شهري مايو ويونيو. يرجع السبب جزئيا وراء هذا إلى نقص قدرات الأسطول الملكي البريطاني لكنه يرجع كذلك إلى خوف المسئوليين البريطانيين من زيادة التواجد العسكري البريطاني هناك والتسبب بالتالي في اندلاع صراع مسلح مع إيران.
ناقلة النفط الإيرانية الضخمة تمتنع عن عبور قناة السويس
كشفت صحيفة اسبانية نقلا عن مصادرة مسئولة عن قصة احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية جريس وون التي كانت ترفع علم بنما.
قالت الصحيفة:” بدأت الأقمار الصناعية الأمريكية تراقب ناقلة النفط الإيرانية جريس وون منذ شهر أبريل الماضي عندما رست على السواحل الإيرانية. كانت الناقلة المليئة بالنفط الخام ضخمة للغاية مما جعلها تمتنع عن المرور عبور قناة السويس لتفضل بدلا من ذلك المرور حول أفريقيا في طريق رأس الرجاء الصالح قبل أن تتجه صوب البحر المتوسط.”
أمريكا تبلغ إسبانيا بالناقلة الإيرانية
وقامت السلطات الأمريكية بإبلاغ نظيرتها الأسبانية قبل وصولها لمضيق جبل طارق بنحو 48 ساعة.
يتناقض هذا مع تصريحات صدرت عن المسئوليين الأسبان بعد الحادث بأنهم كانوا سيحتجزون السفينة إذا تم إبلاغهم مسبقا بالأمر.
تابعت الصحيفة:” لم تتخذ أسبانيا أية إجراء ضد السفينة. لكن بولتون لم يكن ينتوى الإعتماد على اسبانيا على أية حال. قامت الولايات المتحدة بإبلاغ بريطانيا. وفي يوم 4 يوليو بعد أن دخلت جريس وون المياه الإقليمية التابعة لمنطقة جبل طارق البريطانية تم إصدار قرار في لندن – غير معروف مصدره – باحتجاز السفينة.”
بريطانيا تفشل في الحصول على دعم دولي
قال دسدال أن وزير خارجية بريطانيا طالب العالم بدعم بلاده بعد احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع العلم البريطاني انتقاما لاحتجاز ناقلة النفط الإيرانية، لكنها حصلت على استجابة محدودة باستثناء المساندة التي حصلت عليها من فرنسا والمانيا.
الصين واليابان والدول الأخرى التي تعتمد على النفط القادم من الخليج احجمت عن دعم بريطانيا.
ولم تنل القدر الكافي من المساندة خطة ترامب التي تستهدف تشكيل تحالف دولي يستهدف حماية ناقلات النفط المارة من الخليج العربي.