قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الاضطرابات التي تشهدها الصين حاليا “أكثر تعقيدا مما تبدو عليه”، وذلك بعد انتشار احتجاجات ضد سياسة الحكومة “صفر كوفيد” والتي أدت إلى تشديد إجراءات الإغلاق على المواطنين.
وقالت الصحيفة إن المتظاهرين الصينيين أعادوا استخدام عبارة استخدمها الزعيم الصيني التاريخي ماو تسي تونغ، كانت تحذر من أن “شرارة واحدة يمكن أن تشعل حريقا في البراري”.
وذكرت الجارديان أنه عندما يكون النظام السياسي جامدا جدا، يمكن للمراقبين أن يختاروا أحد اتجاهين متعارضين. الأول هو اعتبار أي اضطرابات كبيرة بمثابة أول صدع قد يؤدي إلى انهيار النظام بأكمله، كما حدث عندما أدى موت محمد البوعزيزي، في تونس، إلى اندلاع الربيع العربي.
الاتجاه الآخر “هو انتصار الحزب الشيوعي والاستنتاج بأن أي معارضة لن تفشل فحسب، بل لا طائل من ورائها”.
وأضافت الصحيفة أن الحزب (الشيوعي) أمضى سنوات في دراسة سقوط الاتحاد السوفيتي للتأكد من أنه لن يلقى المصير نفسه. وهو ما دفعه لسحق الاحتجاجات التي قادها الطلاب، بلا رحمة في عام 1989، والتي خرج فيها الملايين، وليس المئات فقط، إلى الشوارع.
وتشير الجارديان إلى أن النظام الصيني تعلم من تلك التجربة أيضا، وصقل وسائل القمع الأخرى.
وتنتقد الاحتجاجات الحالية سياسة مرتبطة بالرئيس الصيني شي جينبينغ بالاسم، بل وهناك دعوات لرحيله، وهو أمر مدهش.
وعلى عكس مظاهرات عام 1989، لا توجد دلائل على وجود انشقاقات في قمة السلطة، كما أن الإنفاق على الأمن الداخلي يستنزف ميزانية الصين العسكرية الضخمة، والتقدم التكنولوجي جعل المراقبة أكثر شمولا.