أصبحت التونسية أ.د. هاجر قلديش هي المرشح الأكثر قربا وجدارة لتولي منصب المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي خلفا للسفيرةً د.نميرة نجم مديرة المرصد الأفريقي للهجرة من بين 600 مرشحا متقدما للمنصب بعد ان تم اختيار اربعة مرشحين فقط في القائمة المختصرة لمنصب المستشار القانوني الاتحاد الافريقي .
وذكر المرصد الأفريقي للهجرة فى بيان قبل قليل، أن اللجنة المشرفة على عملية الاختيار والمقابلة كل من نائبة رئيس المفوضية الدكتورة مونيك نسانزاباغاوا من رواندا ، ومفوض السلم والأمن السفير بانكولي أديوي من نيجيريا ، و إميل رواجاسانا مدير مكتب نائب رئيس المفوضية من رواندا، و ناديج تيندو مديرة الموارد البشرية من الكونغو الديمقراطية، و البروفيسور أتاجثو من الكاميرون ، و عصام حاتم، عضو اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في بانجول من تونس.
وتابعت انه رغم سرية مداولات اللجنة فقد تسربت داخل أورقة المنظمة النتائج التي اسفرت عنها مقابلات اللجنة مع المرشحين في القائمة المختصرة و بات معروفا ان ترتيب اختيار المرشحين للفوز بمنصب المستشار الجديد للاتحاد الأفريقي والأقرب في تولي المنصب أ.د هاجر قلديش من تونس التي جاءت في مقدمة المرشحين و بالمركز الأول لاختيار اللجنة يليها في الترتيب بالمركز لينديوي كومالو من جنوب افريقيا ، و في المركز الثالث في الترتيب روبرت اينو من الكاميرون ، و في المركز الرابع و الأخير في الترتيب المستشار وائل راضي من مصر .
ورغم ان أ.د هاجر جولديش هي المرشحة الأكثر حظا لتولي هذا المنصب الا من حق رئيس المفوضية اختيار وتعيين أحد المرشحين الأربعة دون الالتزام بترتيب قرار اللجنة الاستشارية المشكلة لتقييم المرشحين الأربعة ، إضافة انه ربما يخضع التعيين لحسابات ومواءمات وضغوط وتوازنات سياسية من الدول و التكتلات الإقليمية خصوصا ان هذا المنصب فني و التقدم لشغله فرديا من أي مواطن في دولة أفريقية ولا يخضع إجرائيا لاختيارات ترشيحات الدول الأعضاء نفسها ، ومع ذلك أصبح واجبا علي الدولة التونسية ومؤسساتها الدبلوماسية ووزارة الخارجية التونسية والدول العربية مؤازرة دعم هاجر قلديش سياسيا لتولي المنصب الذي يعتبر مكسبا حقيقيا لدول الشمال الأفريقي .
وجاء تصنيف وترتيب المرشحين الأربعة آليا وفقا لتصفيتهمً إلكترونيا قبل ترتيب اختيارهم بمعرفة لجنة ا علي النحو التالي لينديوي كومالو من جنوب أفريقيا ، و روبرت إينو من الكاميرون ، والمستشار وائل راضي من مصر ، ود. هاجر جولديش من تونس.
وقد وصل المرشحون الأربعة يوم الخميس 11 يناير 2023 الماضي إلى أديس أبابا وخضعوا للتقييم في اليوم التالي الجمعة وغادروا أديس أبابا في انتظار إعلان النتيجة.
و لم يكن المنصب حتي عام ٢٠١٧ له هذه الأهمية حتي شغلته السفيرة د.نميرة نجم التي فتحت الطريق ومهدت المجال ان يتولي المنصب من بعدها سيدة ، بل ان القائمة المختصرة للمرشحين في هذه المسابقة تحتوي علي مرشحتين من تونس وجنوب افريقيا و الأولي أصبحت قاب أدني قوسين من الفوز به .
ومنحت نميرة نجم للمنصب أهمية خاصة داخل المنظمة و المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بصفةً عامة ، بعد أن أصبح مكتب المستشار القانوني في عهدها مستقلا قانونيا ، لا يخضع لتوجيهات سياسية وتعليمات مفوضية الإتحاد في أي فتوي خاصة ومتعلقة بالشئون ذات الصبغة الفنية القانونية ،و فرضت السفيرة سطوتها علي مكتبها والذي أصبح مستقل في قراره في كل ما يتعلق بالشأن القانوني.
كما شهد المكتب طفرة قانونية في عهد السفيرة نجم ونجاح غير مسبوق وكان له دور رئيسي في المرافعات التي قادتها السفيرة في محكمة العدل الدولية في قضية الرأي الاستشاري لإعادة جزر تشاجوس لموريشوس من الاحتلال البريطاني ، حيث كان التواجد القانوني للمنظمة لأول مرة ليس فقط ظاهري للدعم و للمؤازرة السياسية للدول الأعضاء ، ولكن كان له دور اساسي وجوهري في الشأن القانوني أيضا.
و السيرة الذاتية للتونسية أ.د هاجر جولديش المرشح الاول في القائمة التي وقع عليها لجنة اختيار المرشحين للمنصب بالمنظمة ، تشغل منصب أستاذة القانون الدولي بجامعة قرطاج ، وتشمل مسيرتها المهنيةً التي تمتد لعشرين عامًا في مجال القانون الدولي العمل كعضو سابق في مفوضية الاتحاد الأفريقي للقانون الدولي لمدة 10 سنوات ، وتم ترقيتها لاحقًا إلى منصب رئيس لجنة القانون الدولي بمفوضية الاتحاد الأفريقي لمدة عامين لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب منذ تأسيسها في 2009 ، وقامت قلديش بإنشاء دراسات الماجستير في قانون الاتحاد الأفريقي في جامعة قرطاج بتونس.
ولهاجر قلديش مساهمات قانونية من خلال المقالات والكتب حول الاتحاد الأفريقي وهياكل المنظمة ، و خبرتها ، كما درست في تونس وإيطاليا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، و هي أصغر مرشحة من بين المرشحين الأربعة ، وقد تقدمت لنفس الوظيفة في المسابقة السابقة عام 2022، لكن كان قرار استبعادها من التصفية الأولي لكافةً المتقدمين كانت مفاجأة مدهشة وغير مقنعة من المهتمين بدعوي انه قرار جاء بسبب فرز النظام الآلي لتصفية قبول المرشحين رغم انها كانت عضوًا في لجنة كاجامي المعنية بالإصلاح المؤسسي في عام 2017، وسبق أن عملت بشكل وثيق مع مكتب المستشار القانوني للاتحاد بصفتها عضو ورئيسة لجنة القانون الدولي بالمنظمة .
المرشح الثاني
والمرشح الثاني هي لينديوي كومالو من جنوب إفريقيا وهي محامٍية ودبلوماسية وعملت مستشارة لرئيس المفوضية من 2017 إلى 2021 مسئولة عن أجهزة الاتحاد الأفريقي، ثم تولت مهام الأمين التنفيذي للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في بانجول ، ومنذ عام 2021، وفي يوليو 2023.
كما فازت بمنصب الأمين العام للبرلمان الأفريقي بعد منافسة قوية ، ولم يتم اختيارها للترشح في التعيين في المنصب في مسابقة 2022 من قبل نائبة الرئيس لأن الأخيرة كانت تفصل البوروندي جي فلوري الذي تم فصله من بقرار من موسي فقيه محمد رئيس المفوضية تنفيذا لحكم المحكمة الإدارية للمنظمة وتمً استبعادها من القائمة المختصرة مع المرشح د. ديري تلادي من جنوب أفريقيا، الذي تم انتخابه مؤخرًا قاضيًا في محكمة العدل الدولية بدعوي استنفاذ بلدهما حصة المديرين في التعيين في المنظمة .
المرشح الثالث
والمرشح الثالث هو روبرت إينو من الكاميرون وقد عمل كموظف قانوني في اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، وأصبح فيما بعد كاتب ضبط المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ، وفي مسابقة 2022 الماضية لتعيين المستشار القانوني للاتحاد ، برز روبرت إينو ، وحصل على المركز الأول في القائمة المختصرة إلا أن رئيس المفوضية رفض تعيينه، بسبب أن الكاميرون حصلت على كامل حصتها من التوظيف ولا يمكن تعيين موظف جديد من الكاميرون. وردا على ذلك، قدم روبرت إينو شكوى أمام المحكمة الإدارية للاتحاد الأفريقي للطعن في قرار نائب رئيس المفوضية باعتباره أحد المديرين للكاميرون في المنظمة و تغير موقعه الوظيفي داخل المنظمة لا يؤثر في حصة كوتة بلاده في المديرين بالمنظمة .
منصب المستشار القانوني للإتحاد
الجدير بالذكر ان منصب المستشار القانوني للاتحاد قد شغله منذ تأسيس الاتحاد الأفريقي عام 2002 بن كيوكو من كينيا 2002 : 2012 ، وفنسنت ناماهيلي من نيجيريا من 2013 إلي 2016 ،و السفيرة د.نميرة نجم من 2017 إلي 2022 ، و لا يعد جي فلوري نتواري مستشار قانونيا من 2022 حتي عزله في 2023 لإبطال قرار تعيينه منذ بداية توليه المنصب ورفده .