التليفزيون الكوري يبتكر برنامج افتراضى للقاء أم مع ابنتها المتوفاة منذ 4 سنوات (فيديو)

ارتدت الأم، جانغ جي-سونغ، جهاز واقع افتراضي (VR)على وجهها وذهبت لحديقة منزلها لتجد ابنتها المتوفاة تقف وترتدى ثوبا أرجوانيا مشرقا.

التليفزيون الكوري يبتكر برنامج افتراضى للقاء أم مع ابنتها المتوفاة منذ 4 سنوات (فيديو)
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

4:44 م, الثلاثاء, 11 فبراير 20

استخدم البرنامج التلفزيوني الكوري “لقاء معك” تكنولوجيا واقع افتراضى VR لجعل أم تلتقى مع ابنتها المتوفاة عن عمر يناهز 7 سنوات بالاستعانة بقفازات حساسة للمس والصوت الافتراضي وروى البرنامج قصة عائلة فقدت ابنتها، نايون بسبب مرض مزمن في عام 2016 وتمكنت تقنية الواقع الافتراضي من توفير ظروف اللقاء الحميم بين الأم والابنة، بما في ذلك اللمس واللعب وإجراء محادثات، كما طمأنت الفتاة الصغيرة والدتها بأنها لم تعد تشعر بالألم.

ووضعت الأم، جانغ جي-سونغ، جهاز واقع افتراضي (VR)على وجهها وذهبت لحديقة منزلها لتجد ابنتها تقف هناك وترتدى ثوبا أرجوانيا مشرقا.

وذكر موقع ديلي ميل أونلاين البريطانى أن سونغ تحدثت مع ابنتها من جهاز ا وقالت لها يا جميلتي، اشتقت إليك.

وعملت شركة مانهوا برودكاستينج MBC على تصميم وجه وجسم وصوت نايون، لتكون التجربة دقيقة قدر الإمكان مع أمها.

وفي التجربة الافتراضية، سألت الفتاة الصغيرة ذات العيون المشرقة والشعر الأسود، والدتها عن مكان وجودها وما إذا كانت تفكر بها.

فأجابتها جانغ: “أتذكرك طوال الوقت”. كما قالت ابنتها: “اشتقت لأمي كثيرا”، وأجابت الأم: “اشتقت لك أيضا”.

وفي البداية، شعرت جانغ بالتردد عند محاولة لمس ابنتها افتراضيا، حتى أصرت نايون وأمسكت بيدها والدموع تتدفق من وجه الأم.

وركضت الطفلة الصغيرة إلى والدتها وسلمتها زهرة قائلة: “أمي، يمكنك رؤية أنني لم أعد أشعر بالألم بعد الآن، أليس كذلك؟”.

كما بكى والد نايون، وشقيقها وأختها، الذين كانوا يراقبون الحدث مع الجمهور أثناء اللقاء الافتراضى للأم جانغ مع ابنتها المتوفية.

الخبراء حذروا من أن تكنولوجيا واقع افتراضى ينتهك الأخلاقيات

ورغم أن الأم وجدت التجرية مفيدة إلا أن الخبراء حذروا من انتهاك الأخلاقيات لتنفيذ تجربة سيكلوجية حزينة بهدف التسلية والترفيه.

وبعد انتهاء هذه التجرية السحرية رقدت الفتاة لتنام وقالت لأمها أنها تشعر بالإرهاق وودعتها أنها قائلة إلى اللقاء.

وأكدت جانغ أنها تحب ابنتها الآن أكثر مما تفتقدها بعد أربع سنوات وستكون أكثر ثقة عندما تلتقى بها المرة القادمة.

وكتبت جانغ على مواقع التواصل الاجتماعى أنها تأمل أن يشاهد الكثير من الناس البرنامج ويتذكرون ابنتها نايون.

وقالت جانغ إنها شاركت بتجربة الفيلم الوثائقي والبرنامج الافتراضى، لمساعدة الآخرين ممن فقدوا أخ أو والد أو أم أو طفلة.

وقال د. بلاى هويتباى الفيلسوف و ناقد التكنولوجيا بجامعة ساسيكس البريطانية لموقع ميل أونلاين إن البرنامج يثير قضايا أخلاقية مخيفة.

ويرى العديد من الأطباء النفسيين أن هذا البرنامج التليفزيونى يضر بالصحة لأن رؤية من فقدناهم على الواقع الافتراضى يزيد الحزن.

وأضافت د. يارا جونز نائبة عميد جامعة مونتفورت للكمبيوتر والهندسة و الميديا بمدينة لايسيستر أن اللقاءات الافتراضية تسبب مخاوف أخلاقية.

وأكدت أنه إذا كانت تكنولوجيا الواقع الافتراضى تساعد الناس على لقاء أحبائهم المتوفيين فإن هذا لايعنى أننا يجب أن نستخدمها.

ومن المخاوف الرئيسية حق الميت وهل يريد أن يعود للحياة بطريقة الواقع الديجيتال ومن يتحكم فيما يقوله افتراضيا لأشخاص أحياء؟

وهل يلجأ المسئولون عن البرنامج للتلاعب فى الحوارات بين الموتى والأحياء لجعل البرنامج أكثر تشويقا وإثارة أم سيتفقون مع الأحياء؟

ومن الأسئلة الأخرى: كم ستطول هذه العلاقة الافتراضية وهل سيتم عرضها على التليفزيون مرة واحدة أم ستتكرر عدت مرات؟.