تبدو مستشفيات المستقبل مختلفة تماما عن مستشفيات اليوم، حيث إنه من المتوقع أن تؤدي التطورات التكنولوجية السريعة والنزعة الاستهلاكية المتزايدة، وكذلك التغيرات الديموغرافية والاقتصادية، إلى تغيير النمط التقليدي للمستشفيات في جميع أنحاء العالم، لتتحول إلى المستشفيات الرقمية، وعلى الرغم من أنه في الوقت الحالي يتم بالفعل محاولة تقديم عدد من خدمات الرعاية الصحية التي يتم تقديمها للمرضى داخل المستشفيات بحيث يتم تقديمها للمريض داخل المنزل؛ إلا أنه هناك العديد من الحالات المرضية المعقدة والحرجة التي ستحتاج إلى الاستمرار في الحصول على خدمات الرعاية الصحية داخل المستشفيات.
تحديات عدة تواجه تطبيق المستشفيات الرقمية
وتواجه المستشفيات الرقمية عدة تحديات منها تقادم البنية التحتية في بعض الدول واحتياج بعض المستشفيات إلى زيادة عدد الأسرّة بها في بعض الدول الأخرى، ينبغي على المديرين التنفيذيين في المستشفيات والحكومات النظر في إعادة التفكير في كيفية تحسين الخدمات الطبية التي تقدم للمريض سواء المقيم داخل المستشفى أو المريض الذي يتلقى العلاج في منزله، وكيفية التواصل بشكل أفضل مع العملاء، وكيفية دمج التقنيات الرقمية في خدمات المستشفيات التقليدية لإنشاء نظام صحي بدون معوقات.
وأوضح الاتحاد المصرى للتأمين فى نشرته الأسبوعية أنه لمعرفة ما ستكون عليه المستشفيات في المستقبل، أجرى مركز ديلويت للحلول الصحية محاكاة تم الاستعانة فيها بـ33 خبيرا من مختلف المجالات في جميع أنحاء العالم، وكان من ضمن المشاركين في تلك المحاكاة عدد من الأخصائيين في مجال الرعاية الصحية والعديد من القيادات في مجالات الطب والتمريض، وبعض القادة السياسيين وعدد من الباحثين في العلوم التكنولوجية وعلوم المستقبل.
الوصول إلى التطبيق خلال 10 سنوات
وكان الهدف من تلك المحاكاة هو التوصل إلى السمات المحددة لتصميم المستشفيات الرقمية على مستوى العالم في غضون 10 سنوات (وهي الفترة التي يمكن أن توفر لمديري المستشفيات ومجالس الإدارات الوقت الكافي للاستعداد)، وقد تم الاعتماد في تلك المحاكاة على خمسة أقسام رئيسية؛ وهي إعادة تعريف مفهوم تقديم الرعاية الصحية، حيث ستقوم بعض السمات التي ظهرت مؤخراً في مجال الرعاية الصحية؛ مثل المراكز الرقمية المركزية التي تساهم في سهولة اتخاذ القرار، والمراقبة السريرية المستمرة، والعلاجات المستهدفة (مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد للعمليات الجراحية)، واستخدام الأجهزة المحمولة الصغيرة، ستقوم تلك السمات بالمساعدةفي توصيف مستشفيات الرعاية التي تتسم بالقوة والتكامل.
دور التكنولوجيا الحديثة فى تحقيق الخطة
وذلك بجانب تجربة التكنولوجيا الرقمية للمريض حيث يمكن لتقنيات التكنولوجية الرقمية والذكاء الاصطناعي المساعدة في سهولة التفاعل بين المريض والمستشفى، وتيسير إجراء العمليات من خلال اختيار الأجهزة لتحسين تجربة المريض، وأيضا المساعدة في تنمية القدرات حيث يمكن أن تقوم العمليات التي تتم عن طريق الإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي بمساعدة مقدمي خدمة الرعاية الصحية في قضاء وقت أطول في توفير الرعاية ووقت أقل في قضاء الأعمال المكتبية؛ كما تساعد فيتنمية وتطوير مهارات التعلم بين مقدمي الرعاية الصحية.
وتتطلب المستشفيات الرقمية كذلك الكفاءة التشغيلية من خلال التكنولوجيا وستساعد سلاسل التوريد الرقمية والتشغيل الآلي في تطوير إمكانية أداء العمل من خلال مكاتب الدعم الفني (Back- office)، وتطوير التصميمات الخاصة ببرامج الشفاء والرفاهية حيث إن البرامج الخاصة برفاهية المرضى وأعضاء أطقم الفرق الطبية؛ مع التركيز على أهمية بيئة العمل المحيطة والخبرة في آليات الوصول إلى مرحلة الشفاء، ستكون من الركائز الأساسية في التصاميم الخاصة بمستشفيات المستقبل.