التحول إلى بعد خلال جائحة فيروس كورونا قد أضر كثيرا بتلاميذ أمريكا، وبرغم هذا يبدو أنه بات أمرا لا غني عنه بعد إعادة فتح المدارس هناك.
وتقول وكالة بلومبرج إن انتهاء التواصل الشخصي في التعليم أدى إلى خفض مكاسب التعلم المتوقعة بنسبة 50% في الرياضيات وبنسبة الثلث في القراءة.
ومع استمرار إغلاق الغالبية العظمى من المدارس في المناطق الحضرية من البلاد بات الطلاب من أصحاب الدخل المحدود عرضة لفقدان مزايا يصعب تعويضها.
إعادة فتح المدارس في أمريكا
تعزز هذه الاعتبارات الحاجة لإعادة فتح المدارس في أقرب وقت ممكن.
لكن هذا يحتم توفير تمويلات جديدة لتغطية تكاليف تدابير السلامة وفرض قيود على الأنشطة التي يمكنها التسبب في تفشي الفيروس.
وبجانب هذا، ستظل المدارس في حاجة لتفعيل التعليم عن بعد، وهناك ضرورة لجعل هذا النوع من التعليم فعالا بقدر الإمكان.
وحسب بلومبرج، تحقق بعض التقدم في هذا المضمار، فمنذ بداية الجائحة حرصت المدارس الأمريكية على زيادة عدد الساعات المخصصة لمشاهدة فيديوهات تعليمية مباشرة من المنزل.
تحقق بذلك تحسن مذهل مقارنة بالفوضى العارمة التي شهدها الربيع الماضي عندما كان المدرسون يجدون صعوبة بالغة في التأقلم مع التدريس عبر الانترنت.
وامتنعت مدن في البداية مثل شيكاغو ولوس انجلوس عن إلزام المدارس بالتعليم المعتمد على البث المباشر للدروس.
لكن هذه المدارس باتت مطالبة حاليا بتخصيص عدة ساعات بشرح الدروس عبر البث المباشر لجميع الطلاب حسب مراحلهم العمرية.
ويتطلب التعليم عن بعد توفير أجهزة كمبيوتر وانترنت في المنازل.
وتقدم الديمقراطيون بمشروع قانون لتمويل المدارس ومساعدتها على دعم وصلات الانترنت السكنية.
ويطالب خبراء التعليم بضرورة قيام مسئولي المدارس بالعمل مع مزودي خدمة الانترنت لتحديد الأسر التي تعجز عن توفير وصلات انترنت قوية بالقدر الكافي.
ويقدم التعليم عن بعد بعض المزايا الملموسة مثل إتاحة جدول دراسي متسق وتوفير أدوات لتتبع الحضور والتقييم المتواصل للطلاب ومطالبتهم بواجبات يتم جمعها وتصحيحها عبر الانترنت.
ويوضح الجراف التالي أعداد طلبة كورسات الأون لاين مفتوحة في العالم:
أما الطلاب الأصغر سنا فيحتاجون لدروس جديدة أكثر بساطة وذات اهتمام خاص بالمهارات الاساسية.
ويتطلب تطبيق التعليم عن بعد تقديم نصائح للوالدين وتعيين اختصاصيين لعقد لقاءات افتراضية معهم لسؤالهم عن مصاعب التعليم عبر الانترنت واحتياجات الأطفال.
وينبغي كذلك فتح خطوط دعم لمساعدة الوالدين أثناء ساعات العمل الاعتيادية داخل المدرسة على إيحاد حلول سريعة للمشاكل الفنية التي تعيق التعلم عن بعد.
ويلزم كذلك تدريب المدرسين ومنحهم مزايا لتشجيعهم على تدشين دورات عبر الانترنت
يتسبب التعليم عن بعد في الكثير من المعاناة للكثير من الطلبة وأولياء الأمور. ولا ينبغي أن يكون الهدف منه هو الحلول محل التدريس الاعتيادي داخل فصول المدرسة.
ويحتاج التلاميذ الصغار بشكل خاص إلى الحضور إلى المدرسة حتى يمكنهم تعلم مهارات اجتماعية أساسية مثل التعامل مع التشويش والعمل مع الآخرين وانتظار الدور.