التعليم الإلكتروني البديل.. كورونا يحرم أطفال الكويت من المدارس

أولياء الأمور يعانون بسبب جسامة مهمة التعليم

التعليم الإلكتروني البديل.. كورونا يحرم أطفال الكويت من المدارس
أيمن عزام

أيمن عزام

8:40 ص, الأحد, 22 نوفمبر 20

فرضت السلطات الكويتية التعليم الإلكتروني في جميع مدارس البلاد لحماية الأطفال من العدوى في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم.

وتحلم الطفلة الكويتية ريم العازمي، ذات العشرة أعوام بالعودة إلى المدرسة قريبا، واللعب مع صديقاتها اللواتي تفتقدهُنّ، منذ أن أغلقت المدارس أبوابها قبل نحو تسعة شهور نتيجة انتشار مرض (كوفيد-19) في البلاد.

وريم مثلها مثل أقرانها في الكويت، تتابع دراستها عن بعد منذ مطلع أكتوبر الماضي.

التعليم الإلكتروني يحل محل المدارس

وقالت أم ريم لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كانت تراقب أطفالها الثلاثة وهم يلعبون في حديقة الجابرية في محافظة حولي إنها تعاني جدا بسبب جسامة مهمة التعليم وصعوبة متابعة الأطفال لدروسهم بمفردهم في المنزل وانهماكها وزوجها في العمل.

وذلك علاوة على أعباء حياتية أخرى فرضها مرض كورونا، ومعاناة الأطفال من حرمانهم من المحيط التعليمي ومن لقاء الأهل والأصدقاء خاصة خلال إجازة نهاية الأسبوع.

من جهتها، قالت الطفلة المصرية ريماس أحمد (13 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كانت إلى جانب والدها في الحديقة ذاتها، إنها تشعر بحزن كبير بسبب عدم قدرة عائلتها على السفر لزيارة الأهل بصعيد مصر في الصيف الماضي.

وأضافت “نحن ندرس ساعات أقل بسبب مرض كورونا، لكنني لا أستقبل صديقاتي في البيت مثل السابق كما لا نزور أحدا، وأشعر بالشوق لأهلي خاصة جدي وجدتي”.

وقالت رئيسة الجمعية الوطنية لحماية الطفل الدكتورة سهام الفريح لـ(شينخوا) إن الطفل في الكويت والعالم محروم من حقوق أساسية وطبيعية بسبب مرض فيروس كورونا وهي حق التعليم واللعب والترفيه مع اقرانه.

ولفتت الأكاديمية الكويتية إلى أن التعليم عن بعد، ليس أمرا سهلا ولا يعاني منه الكويتيون فقط وانما حتى المجتمعات المتطورة في استخدام التقنيات الحديثة، لأنه يحتاج إلى أجهزة وقوة إنترنت عالية لتسهيل استخدام تقنيات التعليم.

كوادر المدارس بلا خبرة في التعليم الإلكتروني

وأضافت: “للاباء والامهات دور كبير في تعليم اطفالهم في هذه الظروف غير الطبيعية، الجميع يعاني وتمنيت لو دربت وزارة التربية كوادرها على التعليم الالكتروني منذ انتشار المرض فغالبية كوادر المدارس لا تمتلك الخبرة سواء في الكويت وخارجها.

وعلى الاباء أن يكونوا أكثر صبرا وتحملا لأن الامر خارج عن إرادتنا، كما على المؤسسات الحكومية أن تقدم كل الدعم لاولياء الأمور في الجانب التعليمي”.

وتشير إحصائيات نشرتها وزارة الصحة الكويتية العام 2019 إلى تسجيل 1000 حالة عنف ضد اطفال كويتيين وأجانب خلال الخمس سنوات الأخيرة.

وبحسب الاحصائيات ذاتها فأن الاعتداءات الجسدية تمثل 50 في المائة من هذه الحالات.

وأشارت الفريح إلى أن الجمعية الوطنية لحماية الطفل لاحظت خلال أزمة كورونا تراجع حجم العنف المنزلي ضد الأطفال في الكويت.

وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى تقصي وإلى مراجعة الاحصائيات من جهات مختصة كثيرة.

وعزت الآكاديمية والكاتبة سهام الفريح اسباب تدنى حالات العنف إلى وجود الأهل إلى جانب الطفل خلال فترة الحجر الصحي، مما سمح له بالاستفادة من الرعاية المباشرة من ذويه، بدل الاعتماد على أشخاص آخرين من خارج العائلة.

وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يوافق يوم 20 نوفمبر من كل عام، أطلقت الجمعية الوطنية لحماية الطفل في الكويت حملة توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “اطفالنا هم المستقبل”.

تضمنت الحملة 30 إعلانا، تهدف جميعها إلى تنبيه المجتمع إلى هذا اليوم العالمي وضرورة الاستماع للاطفال وتعليمهم التطوع والمشاركة المجتمعية وحب القراءة والاطلاع.

تغليظ عقوبة ضرب الأطفال

وأقرّ مجلس الأمة الكويتي في العام 2015 قانون حقوق الطفل، إذ غلّظ العقوبات لتصل إلى السجن، ضد الأهل الذين يدانون بالاعتداء على اطفالهم.

وفي أغسطس الماضي أقر البرلمان ايضا الولاية الصحية للمرأة وحقها في توقيع المعاملات الصحية لاطفالها مثلها مثل الاب.

و اصبح القانون يجبر المؤسسات التعليمية على السماح للام بتسجيل أطفالها في المدارس.

والتعليم اجباري ومجاني بالنسبة للاطفال في الكويت مثلما هي الرعاية الصحية والاجتماعية.

وارتفع عدد المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد في الكويت أمس الخميس إلى 138822 حالة بعد تسجيل 485 حالة جديدة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 859 حالة، بينما بلغ عدد حالات التعافي 130426 حالة.

يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال