نسمة بيومى
طالب خبراء بقطاع البترول والطاقة بضرورة توجه الحكومة لعقد إتفاقيات تعاون ثنائية مع الجانب الايطالى لاستغلال احتياطيات الغاز الطبيعى المتواجدة فى الطبقات البترولية العميقة وغير التقليدية والتى تسعى عدد من الشركات الاجنبية العاملة فى مصر الى إستكشافها حاليا .
وأكدوا أن إيطاليا تمتلك تكنولوجيات حديثة فيما يخص الحفر بأعماق كبيرة تحت سطح المياه بالاضافة الى أمتلاكها رؤؤس اموال ضخمة تمكنها من تمويل أعمال البحث والتنقيب الخاصة بها بمختلف دول العالم.
وأوضحوا أن كافة الدول تسعى حاليا الى زيادة إنتاجها من الطاقة ، مشيرين الى ان الاستعانة بالتكنولوجيا الايطالية للحفر بالمياه العميقة بالبحر المتوسط والاحمر سيكون له افضل مردود لرفع الاحتياطيات المصرية من الغاز الطبيعى الامر الذى من شانه أن يدعم المشاركة القائمة بين البلدين في مجالات البترول .
أكد الدكتور حمدى البنبى وزير البترول الأسبق أن أوائل المستثمرين الذين قاموا بالاستثمار بقطاع البترول المصرى بعد الولايات المتحدة الامريكية هم الايطاليين لذلك يحتل التعاون معهم مكانة بارزة بالقطاع مشيرا الى أن ايطاليا دولة غير منتجة للبترول بل أنها تمتلك إحتياطيات معقولة من الغاز الطبيعى مشيرا الى أن ايطاليا تتمتع بميزة نسبية فيما يخص خبراتهم المرتفعة نظرا لقربهم من المناطق الانتاجية.
وأوضح أن شركة إينى الايطالية من أقدم الشركات العاملة بمجال البحث والتنقيب عن الخام فى مصر وتعتبر تلك الشركة من اكبر الشركات العالمية الرائدة بقطاع البترول تمتلك فروع بالعديد من الدول العربية والاجنبية كذلك تعمل الشركة الدولية للزيت بالتنقيب عن الزيت المصرى ونظرا للعلاقات المشتركة بين مصر وايطاليا بقطاع البترول فأن توقيع اى أتفاقيات جديدة أمرا من شانه تكثيف ذلك التعاون وتوجيهه بالحفر والتنقيب بالمياه العميقة على سبيل المثال.
وقال إن الايطاليين غالبا ما يتجهوا الى الدول والاماكن الصعبة مثل روسيا وكازاخستان لضمان حصة من الخام نظرا لكون ايطاليا دولة مستوردة للبترول، موضحا ان النشاط الايطالى بقطاع البترول المصرى موجود منذ الخمسينات.
وأوضح أن الدول العربية تمتلك احتياطيات ضخمة من البترول والغاز الطبيعى ولا تحتاج إلى الخام المصرى ولكنها تقبل على الاستثمار بقطاع البترول المصرى لمضاعفة حجم ارباحها وعوائدها دون النظر الى الخام المصرى كهدف فى حد ذاته فهى تقوم بتصدير لذك الخام وبيعه حال حصولها عليه لعدم إحتياجها اليه بشكل فعلى.
وأكد الدكتور إبراهيم لطفى أستاذ إقتصاديات البترول والطاقة بجماعة الازهر أن الدول الاجنبية تمتلك عدد من المزايا المتعلقة بالخبرات الفنية والتكنولوجيا لذلك لا يوجد ما يمنع من توقيع إتفاقيات جديدة مع الدول الرائدة منهم فى مجال استخراج الغاز من الطبقات غير التقليدية.
وقال إن زيادة عدد الاتفاقيات التعاونية سواء مع ايطاليا او غيرها من الدول يفتح الباب لتوسع الشركات المصرية بالخارج لتنفيذ الاعمال الهندسية والتصميممية مثلما قامت به بتروجت عندما اقتحتم السوق الاماراتى لاول مرة منذ فترة طويلة لانشاء خطوط جديدة للغاز من الصلب الكربونى ومن الممكن تكرارالتجربة مع ايطاليا أو أى دولة اجنبية اخرى.
وطالب بأن تشهد الفترة القادمة زيادة للتعاون مع ايطاليا خاصة بقطاع الغاز الطبيعى مطالبا بنقل التكنولوجيا الايطالية بمجال الحفر والتنقيب بالمياه العميقة الى قطاع البترول المصرى لاستغلال المناطق البحرية والساحلية الغنية بالغاز الطبيعى الامر الذى من شانه رفع الانتاج والاحتياطى المصرى من الغاز الطبيعى.