تسارع التضخم في الهند بوتيرة أسرع من المتوقع في سبتمبر، مما يبرر حذر البنك المركزي مع ازدياد الدعوات لخفض أسعار الفائدة، بحسب وكالة بلومبرج.
أظهرت بيانات وزارة الإحصاء، يوم الاثنين، أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 5.49% في سبتمبر عن العام السابق، وهو أسرع وتيرة في تسعة أشهر. ويقارن ذلك بقراءة 3.65% في أغسطس، وتوقعات متوسطة بنسبة 5.1%، في استطلاع “بلومبرج” للاقتصاديين.
وتوقّع بنك الاحتياطي الهندي، الأسبوع الماضي، تسارع التضخم في سبتمبر. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أسباب إحصائية، حيث ترك سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند 6.5%. كما خفّف موقفه بخصوص السياسة النقدية، مما فتح الباب لخفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
ومع ذلك، قال المحافظ شاكتيكانتا داس مرارًا إنه يريد خفض التضخم إلى مستوى الهدف 4% على أساس دائم قبل أن يفكر في التخفيف.
قال أوباسنا بهارادواج، الخبير الاقتصادي ببنك كوتاك ماهيندرا المحدود، إن ارتفاع التضخم في سبتمبر عن المتوقع يعزز حجة أن بنك الاحتياطي الهندي سيحتاج إلى البقاء على الجانب الحذِر، متوقعًا أن يظل التضخم أعلى من 5% في القراءة التالية.
وتابع: “المفاجأة الصعودية للتضخم تدفعنا إلى تأجيل دعوة خفض أسعار الفائدة إلى عام 2025”.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية، التي تشكل حوالي نصف سلة أسعار المستهلك، بنسبة 9.24% في سبتمبر عن العام السابق، بعد ارتفاعها بنسبة 5.66% في أغسطس. ارتفعت تكاليف الخضراوات بنسبة 36% في سبتمبر عن العام الماضي.
باستثناء أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، تسارع مقياس التضخم الأساسي قليلًا إلى 3.56%، من 3.44%، وفقًا لحسابات بلومبرج إيكونوميكس.
هناك دلائل تشير إلى أن التضخم قد يتباطأ، في الأشهر المقبلة، بسبب الأمطار فوق المعدل الطبيعي. سجلت الهند أفضل موسم للرياح الموسمية في أربع سنوات، مما مهّد الطريق لحصادٍ وفير من المحاصيل مثل الأرز، وتعزيز الآفاق الاقتصادية للمناطق الريفية.
ارتفعت أسعار المساكن إلى 2.78%، مقارنة بالعام السابق، ارتفاعًا من 2.66% في أغسطس. ظلت تكاليف الملابس والأحذية دون تغيير إلى حد كبير عند 2.7%.
قال ساكشي جوبتا، كبير الاقتصاديين في بنك HDFC المحدود: “لا تزال حالة عدم اليقين بشأن التضخم مستمرة في الأمد القريب، خاصة مع الارتفاع الأخير في أسعار السلع الأساسية مثل الزيوت النباتية”.
وتابع: “تظل فرص خفض أسعار الفائدة في ديسمبر في هذه المرحلة منخفضة، ومن المرجح أن تتوقف على كيفية تطور ضغوط أسعار السلع الأساسية”.