التضخم بمنطقة اليورو يقفز لأعلى مستوى على الإطلاق في أكتوبر

برز تباطؤ دراماتيكي واضح خلال الربع الثالث بالفعل في إسبانيا وفرنسا

التضخم بمنطقة اليورو يقفز لأعلى مستوى على الإطلاق في أكتوبر
أيمن عزام

أيمن عزام

7:48 م, الأثنين, 31 أكتوبر 22

قفز التضخم بمنطقة اليورو إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، في الوقت الذي فقَدَ اقتصاد المنطقة الزخم، الأمر الذي عزّز المخاوف من أن الركود في الوقت الراهن أمر لا مفرّ منه.

ارتفعت أسعار المستهلكين بـ10.7% في أكتوبر، مقارنة بالعام الماضي، متجاوزة بكثير متوسط التقديرات البالغ 10.3% وفق استطلاع أجرته “بلومبرغ”.

وفي غضون ذلك، تباطأ إنتاج الربع الثالث إلى 0.2%، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، متفوقًا على توقعات المحللين، لكنه أقل بكثير من مستوى 0.8% المُسجل، خلال الفترة بين شهري أبريل ويونيو.

ومع استمرار أزمة الطاقة في إلحاق الضرر بالشركات والأسر، من المتوقع على نطاق واسع أن يتحول التوسع إلى الاتجاه المعاكس خلال فصل الشتاء.

صعود التضخم بمنطقة اليورو

ظلّت السندات الأوروبية منخفضة بعد البيانات، مع ارتفاع عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار أربع نقاط أساس عند 2.15%. وانخفض اليورو 0.3% ليصل إلى 0.9937 دولار.

انتشرت أخبار سارة، الأسبوع الماضي، من ألمانيا؛ أكبر اقتصاد في المنطقة، مخالفة التوقعات بحدوث انكماش، من خلال تحقيق نمو كان أسرع من الأشهر الثلاثة السابقة.

لكن لا يزال متوقعًا لها أن تقود أوروبا إلى انكماش في الأرباع المقبلة، في ظل الزيادات الحادّة بأسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي الأوروبي والتي تزيد من حِدّة الرياح المعاكسة.

برز تباطؤ دراماتيكي واضح، خلال الربع الثالث، بالفعل في إسبانيا وفرنسا مع تلاشي طفرة ما بعد الإغلاق في قطاعي السياحة والترفيه.

جاءت هذه البيانات بعد يوم من مضاعفة البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوى في أكثر من عقد من الزمان، مع دعم المسئولين لاحقًا لمزيد من الزيادات الكبيرة لإعادة الأسعار نحو هدفهم البالغ 2%.

قال جيمي راش ومايفا كازين “بلومبرغ إيكونوميكس”: “يؤكد الارتفاع الآخر في التضخم، خلال أكتوبر، أن الربع الأخير سيكون صعبًا. أضف إلى ذلك ظروف التشدّد المالي بشكل متسارع، ولا يزال من المحتمل حدوث ركود خلال فصل الشتاء”.

أرقام التضخم ليوم الاثنين لم تظهر أي تحفيز يُذكر. ففي حين أن الرقم الرئيسي لا يزال مدفوعًا بتكاليف الطاقة والغذاء، فقد وصل المقياس الأساسي الذي يستبعد هذين العنصرين أيضًا إلى مستوى قياسي.

وأعلنت إيطاليا يوم الجمعة عن أعلى مستوى له على الإطلاق، والذي جاء أكثر بكثير مما توقَّعه أي اقتصادي ممن استطلعت “بلومبرغ” آراءهم.

لا تزال الآفاق غير مؤكَّدة بشكل غير عادي، فقد أدى الطقس المعتدل وإمدادات الغاز الطبيعي الأقوى من المتوقَّع، إلى انخفاض كبير في بعض تكاليف الطاقة بالجملة، لكن مسار الإمدادات المستقبلية وحرب روسيا في أوكرانيا لا يزالان يشكّلان مخاطر.

الركود

يؤكد مسئولو البنك المركزي الأوروبي أن الأولوية هي مكافحة التضخم. وفي اعترافٍ منه بأن الركود في منطقة اليورو “أصبح أكثر ترجيحًا”، صرّح كلاس نوت، رئيس البنك المركزي الهولندي، أمس الأحد، أنه يفضل رفع سعر الفائدة بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس في اجتماع السياسة الأخير لهذا العام، المقرَّر انعقاده في ديسمبر.

لكن مسئولين آخرين أبدوا قلقهم بشأن الانكماش، حيث حذّر بعضهم من دفع أسعار الفائدة بسرعة كبيرة جدًّا. ربما تحدد طريقة هذا الجدل حجم الانكماش الاقتصادي الذي تواجهه المنطقة.

قال محافظ البنك المركزي الإيطالي إغنازيو فيسكو، اليوم الاثنين: “لا ينبغي الاستهانة بالخطر المتمثل في أن يتحوّل تدهور التوقعات الاقتصادية إلى أسوأ مما كان متوقعًا، مما يدفع إلى اتخاذ خطوة سريعة جدًّا في تطبيع أسعار الفائدة بشكل غير متناسب”.