يشير التسويق الرقمي التفاعلي إلى نشر ردود الفعل في الوقت الفعلي على الأحداث الجارية، ويختلف ذلك مع إستراتيجية التسويق التقليدية التي تسمى التسويق الاستباقي، والتي تتضمن تخطيط إستراتيجيات التسويق والمنشورات مسبقًا.
وأصبح التخلف عن الأخبار السريعة ودورة الاتجاهات التي أحدثها عصر وسائل التواصل الاجتماعي، مشكلة كبرى لمعظم الشركات، ولأجل التقدم في هذا المنحنى؛ فمن الضروري أن يركز الرؤساء التنفيذيون على التسويق الرقمي التفاعلي.
وقالت أماني الماحي؛ رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين ومستشار العلاقات الدبلوماسية بالاتحاد الأفروأسيوي للقانون الدولي، إن التسويق الرقمي التفاعلي هو إستراتيجية تعتمد على البصيرة والذكاء، بخلاف التسويق التقليدي الذي عهدناه في الماضي، حيث يركز التسويق الرقمي التفاعلي على إنشاء حملات يتم تعديلها وفقًا للاتجاهات والفرص الحالية للعالم الرقمي، بهدف مساعدة الشركات على البقاء على صلة بالموضوع والنمو.
وبيّنت أن التسويق التفاعلي نهج يستجيب لاحتياجات العملاء ورغباتهم بطريقة هادفة وذات صلة بالجمهور، مما يساعد الشركات على التواصل مع عملائها على المستوى العاطفي، لبناء الثقة وتقوية العلاقات مع العملاء، مما يساعد على فهم احتياجات العملاء ورغباتهم بشكل أفضل، وإنشاء منتجات وخدمات أفضل.
هكذا، فإن التسويق التفاعلي يمكن الشركات من توقع احتياجات العملاء والاستجابة بسرعة لمعالجة أي مشكلات قبل أن تتحول إلى كوارث.
أخطار يحمى منها التأمين
يحف التسويق الرقمي التفاعلي عديد من المخاطر، بينما إذا كان لدى المؤسسة فهم قوي للتسويق الرقمي أساسًا؛ فإن ذلك قد يؤتي ثماره على المدى الطويل، ولكن لا بد من إدراك أن الأمن السيبراني لديه دائمًا الحل.
وأشارت الماحي أن الأمن السيبراني في العقود القليلة الماضية قد أصبح أحد أهم جوانب الإستراتيجية العامة للشركات، للحفاظ على الشركة في مأمن من المتسللين والجرائم الإلكترونية الأخرى، فهو قطاع تكنولوجي دائم التطور، ويجب على الشركات التكيف مع هذه التغييرات بانتظام أيضًا.
وأوضحت أن انتهاكات الأمن السيبراني قد تكون ذات عواقب وخيمة للشركات، لأن خروقات البيانات تكبدها تكاليف باهظة.
وأضافت أن الرؤساء التنفيذيين يحتاجون تقليل مخاطرهم وحماية شركاتهم من الهجمات الإلكترونية، ولا بد من بقائهم على اطلاع دائم بالأمن السيبراني، حيث إن أكبر قلق للرئيس التنفيذي هو سلامة أعماله، والأمن السيبراني عامل مشترك يربط كل شيء.
والجراف التالي يوضح تطور أعداد مستخدي الهواتف المحمولة في السنوات القليلة الماضية:
وأكدت على وجوب جعل الأمن السيبراني على رأس أولويات الرؤساء التنفيذيين في عام 2023، خاصة لمن يتطلعون لحماية شركاتهم من مشهد التهديدات المتطور باستمرار، وعدم الاقتصار على مواكبة أحدث الاتجاهات في مجال الأمن السيبراني فحسب، بل اعتماد نهج استباقي لتحديد المخاطر والتخفيف من حدتها، فقد أدى التأثير المتعاظم للتحول الرقمي إلى خلق المزيد من الفرص لمجرمي الإنترنت لاستغلال نقاط الضعف في تكنولوجيا المعلومات عند الشركات.
الجراف التالي يوضح تطور أعداد مستخدمي الإنترنت في مصر، خلال السنوات القليلة الماضي:
التوعية حل طويل المدى
وذكرت الماحي أن من مهام الرؤساء التنفيذيين التركيز على التوعية بالأمن السيبراني، حيث إن تثقيف الموظفين بشأن تهديدات الأمن السيبراني يحتاج من الرؤساء التنفيذيين إلى تركيز انتباههم على إعداد موظفيهم لهذا الواقع الجديد.
ولفتت أن إستراتيجية التسويق الرقمي تساعد على زيادة وصول الشركات من خلال البحث في السوق المناسبة، مما يساعد على التواصل مع طلب المستهلكين على وكلاء التأمين والخدمات المرتبطة بها، وستتيح الرؤية المتزايدة خلق وعي بالعلامة التجارية بين الجماهير بقليل من الوقت والطاقة.
وبمعنى أكثر دقة فإن التسويق التفاعلي يقدم إجابات لحل مشكلات المستخدمين والشركات، ويضمن التجربة الممكنة الأكثر صلة الممكنة، والتي تتوافق تمامًا مع ميل العميل إلى تفضيل العلامات التجارية القادرة على دمج نقاط اتصال مختلفة في مسار واحد بطريقة مرنة وموحدة بشكل متزايد.
لذا، فالرؤساء التنفيذيون يحتاجون إلى أن يكونوا على دراية بمخاطر الأمن السيبراني، فهناك الكثير من التطورات المثيرة في عام 2023، والكثير من التهديدات التي يحتاج الرؤساء التنفيذيون إلى إدراكها، مثل التصيد الاحتيالي الذي سيقطع شوطًا طويلًا في منع حدوثه.
ختامًا، فإن التطور السريع للتكنولوجيا والتسويق الرقمي سيحتاج من الرؤساء التنفيذيين تركيز انتباههم على إعداد موظفيهم لهذا الواقع الجديد، مع درايتهم بمخاطر الأمن السيبراني.