أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أمام قمة البريكس المنعقدة حاليا في جنوب أفريقيا على أن حصة الدولار في تعاملات “بريكس” تراجعت إلى 28%، كما أشار إلى أن عملية التخلي عن الدولار مستمرة ولا رجعة فيها.
وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الثلاثاء، إن الأساليب الحمائية الاقتصادية والإجراءات الأحادية “تقوض النمو العالمي”، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن حصة الدولار في تعاملات مجموعة “بريكس” تراجعت، وأن عملية الحد من الاعتماد على الدولار مستمرة “ولا تراجع عنها”.
تضاعف الاستثمار الأجنبي
وقال رامافوزا في كلمة بانطلاق فعاليات اجتماع زعماء دول مجموعة “بريكس” التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا إن “التغيرات التي طرأت في دول البريكس خلال العقد الماضي أدت إلى حد كبير لتحديد شكل الاقتصاد العالمي”.
ولفت إلى أن دول المجموعة “تشكل ربع الاقتصاد العالمي وخُمس التجارة العالمية وهي تضم أكثر من 40% من سكان العالم”، مبيناً أن “التجارة بين الدول الأعضاء وصلت إلى 162 مليار دولار خلال العام الماضي”.
وأشار إلى أن “الاستثمار الأجنبي المباشر في دول البريكس تضاعف 4 مرات خلال العقدين الماضيين”، معتبراً أن “الطرق الجديدة للحمائية الاقتصادية وما يليها من إجراءات أحادية غير متسقه مع قواعد منظمة التجارة الدولية تقوض التنمية والنمو العالميين”.
ودعا إلى ضرورة “إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر مرونة واستجابة للتحديات التي تواجه الاقتصادات النامية”، مشيراً إلى أن “بنك التنمية الجديد الذي أسسته بريكس عام 2015، يسير على هذا المسار، وهو مستعد لدعم أجندات التنمية في دول عدة”.
تراجع حصة الدولار في تعاملات بريكس
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، إن أسواق المال والطاقة تعاني من هشاشة حالياً، وأن الديون الحكومية والخاصة في ارتفاع.
وأشار في كلمته في افتتاح القمة إلى أن حصة الدولار في تعاملات دول المجموعة تراجعت إلى 28%، ولفت إلى أن بنك التنمية التابع للمجموعة سيمثل “بديلاً لمؤسسات التمويل الغربية”.
وأكد أن عملية الحد من الاعتماد على الدولار الأميكيي “مستمرة ولا يمكن التراجع عنها”.
جاء ذلك بعدما استضاف رئيس جنوب إفريقيا نظيره الصيني شي جين بينج، المؤيد الرئيسي لتوسع بريكس، في زيارة رسمية، صباح الثلاثاء، قبل بدء اجتماعات مع قادة المجموعة الآخرين.
وقال المدير العام لإدارة الشئون الإفريقية بوزارة الخارجية الصينية وو بنج إن “الرئيس الصيني ورئيس جنوب إفريقيا ناقشا قضايا التجارة الثنائية والخلل التجاري”، مضيفاً أن “الصين ستبذل قصارى جهدها لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة من جنوب إفريقيا”.
وقال رئيس جنوب إفريقيا الذي كان جالساً إلى جانب شي، إن البلدين لديهما “وجهات نظر مماثلة” فيما يتعلق بالتوسع، وتابع: “نشاركك وجهة نظرك أيها الرئيس شي بأن بريكس منتدى شديد الأهمية ويلعب دوراً مهماً في إصلاح الحوكمة العالمية وفي الترويج للتعددية والتعاون في جميع أنحاء العالم”.
وبالإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء، لكن المنظمين في جنوب إفريقيا يقولون إنه لن يجري مناقشة مسألة عملة لبريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.
أزمة طاقة في جنوب أفريقيا
وتظل بريكس تضم مجموعة متباينة من الدول تمتد من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعاني حالياً من التباطؤ، إلى جنوب إفريقيا، مضيف هذا العام الضعيف اقتصادياً الذي يواجه أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.
والهند تعزز تقاربها مع الغرب، وكذا تفعل البرازيل في عهد زعيمها الجديد، بينما تعاني روسيا من عقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا.
وتقع اشتباكات بين الهند والصين على طول حدودهما المتنازع عليها بين الحين والآخر، مما يزيد من صعوبة صنع القرار في مجموعة تعتمد على توافق الآراء.
وكان التوسع هدفاً للصين منذ فترة طويلة إذ تأمل أن تضفي العضوية الأوسع نفوذاً لمجموعة تضم بالفعل نحو 40% من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويشارك القادة في اجتماع مغلق وعشاء، مساء الثلاثاء، من المرجح أن يناقشوا فيه إطار عمل ومعايير القبول لدول جديدة، لكن التوسع أصبح نقطة خلاف.