◗ العطار : «الاتصالات» تستهدف التوسع فى تقنية الحوسبة الهجينة
◗ سليم : يجب طرح أسعار منافسة لسعات الإنترنت
◗ حسام: «إيرلندا» و«لوكسمبورج» تجارب رائدة.. و«الإمارات» و«البحرين» فى مصاف الدول المتقدمة
رجح عدد من مسئولى تكنولوجيا المعلومات أن تشهد السنوات الخمس المقبلة طفرة مرتقبة فى استثمارات مراكز البيانات فى مصر تماشيا مع إستراتيجية الدولة نحو التحول الرقمى وميكنة خدمات مختلف القطاعات الاقتصادية، كما استشهدوا أيضا بمجموعة من تجارب الدول الرائدة فى تنفيذ مشروعات الداتا سنتر بمواصفات عالمية.
وقالوا إن الحكومة ممثلة فى جهاز تنظيم الاتصالات لعبت دورا كبيرا خلال المرحلة الماضية فى تسهيل إجراءات استخراج تراخيص إنشاء «DATA CENTERS» لمقدمى الخدمات خاصة وأن مصر مرشحة لأن تكون مركزا محوريا للصناعة بالمنطقة من خلال تعظيم الاستفادة من الكابلات البحرية التى تمر بأراضيها.
وأكد الدكتور خالد العطار نائب وزير الاتصالات للتنمية الإدارية والتحول الرقمى والميكنة، أن عدد مراكز البيانات الحكومية الموجود حاليا فى مصر يصل إلى 90 مركزا 45 منها يقع فى نطاق العاصمة، موضحا أن جميع البيانات يتم تجميعها فى مركزين أساسيين لتبادل البيانات وهما مركز30 يونيو و3 يوليو، بالإضافة إلى البدء فى إنشاء مركز آخر خاص بالاختبارات والتطوير.
وكشف أن إجمالى الاستثمارات التى تعتزم الدولة ضخها فى مراكز البيانات تم إدرجها فى ميزانية العام الماضى والمقبل وتتراوح قيمتها بين 3 إلى 4 مليارات دولار، لافتا إلى نمو احتياجات مراكز البيانات من البنى التحتية سنويا من %20 إلى %25 مع ضرورة توافر كافة عناصر تأمينها وحمايتها.
و ألمح إلى أن خطة وزارة الاتصالات للتوسع فى مراكز البيانات لاتزال قيد الدراسة وترتكز على اعتماد تقنية «الحوسبة الهجينة» hybrid cloud التى تستطيع تجميع البيانات الخاصة بالسحابة العامة public cloud والسحابة الخاصة private cloud والتنسيق بينهما فى ظل وجود مزايا لكل نوع منها.
وتابع قائلا: «نقوم حاليا بتحسين طريقة التطبيقات فى التعامل مع نظام الحوسبة السحابية cloud والتى تهدف إلى استخدام الخدمات السحابية المتكاملة بسهولة وبدون تقييد، معتبرا أن دول الهند وروسيا وكوريا الجنوبية التى تتميز بكثافة سكنية عالية، إلى جانب ألمانيا من النماذج الرائدة فى صناعة مراكز البيانات التى يمكن الاقتداء بها.
فى سياق متصل، قال جمال سليم، الرئيس التنفيذى لشركة لينك داتا سنتر، إن الوضع الحالى لمراكز البيانات فى مصر «غير مثالى» – على حد تعبيره لأسباب تتعلق بتوفير خطوط الربط بأسعار منافسة للسوق العالمية، بالإضافة إلى عدم توافر مراكز لتبادل سعات الإنترنت internet exchange centers خاصة وأن توافر تلك المراكز سوف تجعل من مصر مقصدا محوريا لمقدمى الخدمات العالمية.
ورأى أن انشاء تراخيص مراكز الداتا سنتر غير موجودة حالياً إلا أن جهاز تنظيم الاتصالات بدأ العمل على تسهيل إصدار تراخيص لها ومقدمى الخدمات المتواجدين فى السوق بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية خاصة وأن إنشاء تلك المراكز يحتاج إلى مئات الملايين من الدولارات.
وشدد على أهمية مراعاة كافة الأبعاد القانونية فى تراخيص الـ DATA CENTERS بما يحفز المستثمرين على ضخ رءوس أموال فى هذا المجال بأمان ودون مخاطرة خاصة أن تلك المراكز من المفترض أن تحمل بيانات ومعلومات مهمة سيكون من الصعب الاحتفاظ بها إذا تم تقييد النشاط.
وأشار إلى حتمية تقديم أسعار منافسة لسعات الإنترنت Bandwidth تختلف عن أسعار السوق العالمية من أجل إتاحة خدمة جيدة الأمر الذى سيجعل من مصر سوقا منافسا على المستوى العالمى ويخدم فى الوقت نفسه توجهات الدولة نحو إستراتيجية التحول الرقمى.
واستشهد بالعديد من التجارب الناجحة فى إنشاء مراكز بيانات ذات كفاءة عالية مثل فرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا وأمريكا، مشيرا إلى أن حجم مراكز البيانات تختلف من دولة لأخرى.
واعتبر أن من أهم الاحتياجات الخاصة بمراكز البيانات بخلاف سعات الإنترنت هى توافر مصادر الطاقة بأسعار منخفضة، مبينا أن مصر تمتلك ميزة تنافسية كبيرة تتمثل فى كونها ملتقى الكابلات البحرية التى تساهم فى نقل البيانات من أوروبا إلى الهند وهى من الدول الرائدة فى مجال التكنولوجيا المعلوماتية ومراكز البيانات.
على صعيد آخر، قال محمد حسام، المدير الإقليمى لقنوات البيع بشركة الشرق الأوسط لأنظمة الاتصالات MCS ، إن الدولة استثمرت مئات الملايين من الجنيهات فى إنشاء مراكز بيانات من شأنها أن تساهم فى البنية التحتية الخاصة بأتمتة الخدمات والتحول الرقمى.
وأشار إلى ضرورة توافر معايير دولية فى إنشاء مراكز للبيانات منها توافر مصدر للطاقة والاهتمام بمعايير الأمان من حيث مقاومة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والسيول مشددا على ضرورة امتلاك بنية تحتية قوية من كابلات الألياف الضوئية تتيح سرعات أكبر للإنترنت.
وذكر عدة دول تستطيع مصر أن تستفيد من تجربتها فى هذا المجال وتمتلك مراكز بيانات على مستوى عال من الكفاءة مثل أمريكا، مضيفا بأن هناك دولا أخرى تشهد استثمارات ضخمة فى مجال مراكز البيانات والتحول الرقمى بالوقت الحالى وهى أيرلندا ولوكسمبورج، بالإضافة إلى دول عربية فى مصاف الدول المتقدمة مثل الإمارات والبحرين.
وتوقع إنشاء عشرات من مراكز البيانات بمعايير عالمية فى مصر خلال السنوات الخمس المقبلة بناء على حجم الإستثمارات الأحنبية المتوقع أن يتم استقطابها لهذا المشروع بالإضافة إلى الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لمشروعات التى تخدم التحول الرقمى.