تتمثل ضرورة توفير المناخ للنساء الريفيات المزارعات، بالاستماع إلى احتياجاتهن والعوائق التى تعترضهن، ولا يتأتى ذلك إلا بالاستعانة بموظفات مهنيات فى وظائف تصميم منتجات التأمين وتنفيذه لتعزيز المساواة بين الجنسين وبناء الثقة، لتدشين خدمات تعود بالفائدة على الأسرة بكاملها وتراعى أولويات المرأة، فضلا على التواصل بطرق تيسر على المجتمعات المحلية، ولا سيما النساء، التآلف معها وفهمها، بواسطة الاستعانة بقنوات معروفة وموثوقة لتلك المجتمعات.
مطالبات بتمكين المرأة الريفية
قالت مريم خليل؛ فلاحة صاحبة حيازة زراعية، منن خلال التجارب، إن تمكين المرأة الريفية من الوصول بشكل أفضل إلى الموارد والخدمات والفرص الاقتصادية، يجعل حصول المجتمعات قادرة على إنتاج المزيد من الغذاء، وتحسين أوضاعها المعيشية، فضل على زيادة الدخول الريفية، وتعزيز كفاءة واستدامة النظم الغذائية.
ولفتت إلى وجوب مراعاة التأمين لجوانب تمكين المرأة، حتى تكون مكتفية ذاتيا من الناحية المالية وقادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة، حيث تلعب المرأة، لا سيما فى المناطق الريفية، دورا فعالا فى مكافحة الجوع وسوء التغذية، وفى جعل النظم الغذائية أكثر إنتاجية واستدامة، مشيرة إلى أن النساء يزرعن، ويقللن الفاقد من الأغذية، ويجعلن النظم الغذائية أكثر تنوعا والمنتجات الزراعية أشد قابلية للتسويق على امتداد سلاسل القيمة الغذائية الزراعية، ومع ذلك، لا تزال المرأة تواجه تمييزا اجتماعيا واقتصاديا كبيرا.
وعزت معاناة قطاع الزراعة مؤخرا إلى ضعف الأداء فى العديد من القرى بسبب عدم تمتع النساء بنفس ما يتمتع به الرجال من وصول إلى المدخلات والموارد والخدمات والفرص التى تحتاج إليها المرأة لتكون أكثر إنتاجية، وبهذا الشكل، يمكن لشركات التأمين أن تضمن إعداد مخططات لمنتجات مستدامة بشكل يلبى تلك الاحتياجات، وإيصالها بعدئذ بطرق تجعلها قادرة على جذب المزارعين من الجنسين وفى متناول يدهم.
واستطردت أن النساء أشد تعرضا بشكل كبير لآثار الأمراض والأوبئة، فاحتمالات وفاة المرأة مرجّحة مقارنة بالرجل جراء كارثة أو موجة جفاف، فضلا على أعباء عملهن، حيث تعتبر الزراعة هى القطاع الذى تعمل فيه الغالبية العظمى من الإناث الريفيات، وهو المجال الأكثر تضررا من آثار الكوارث والأمراض والآفات.
منتجات مخصصة للمرآة الريفية
وتعليقا على ما سبق، قالت داليا مصطفى؛ مدير حسابات التأمين الجماعى بشركة مصر لتأمينات الحياة، إن شريحة السيدات فى المجتمع كبيرة لا يمكن الاستهانة بها، كما إن المخاطر التى تواجهها السيدات كثيرة ويجب مقابلاتها بتغطيات مصممة خصيصا لهن.
وأظهرت أن التأمين متناهى الصغر يعد منتجات تأمينية متناهية الصغر، للشرائح المختلفة من المزارعين، غير المستطيعين للحصول على التغطيات التقليدية، بتوفير فرص تأمينية ضد ما قد يتعرضون له من أخطار.
وأضافت أن دور شركات التأمين أن تستثمر فى برامج سوق التأمين على المرأة من خلال إستراتيجية كبيرة تتماشى مع نسبة السيدات فى المجتمع، بهدف الوصول إلى سوق المرأة التى لا تحصل على الخدمات التأمينية الكافية، وبالأخص شريحة المزارعات.
وأوضحت أن نسبة النساء المقترضات من إجمالى عدد المقترضين بمصر نسبة كبيرة، لا بد التأمين عليهن إجباريا بموجب قرار هيئة الرقابة المالية لكل عملاء التمويل متناهى الصغر، إلا أن الحقيقة أن نسبة 30% فقط من السيدات المقترضات هن من يتم التأمين عليهن لدى البنوك، بينما ما يجاوز الثلثين منهن يحصلن على القروض من جمعيات أهلية، وبالطبع لم يعرفن قدرا كافيا عن التأمين متناهى الصغر.
واستطردت أن شركات التأمين لا ينبغى أن تتوقف عند حد التأمين متناهى الصغر بنمط واحد لا يتبدل، بل يجب أن تبدأ فى التفكير فى طرح منتجات إضافية جديدة ومصممه فى الأساس للسيدات، وعلى الجانب الآخر ستتطلب هذه البرامج أو المنتجات نهجا يراعى أهمية المرأة فى سلسلة القيمة التأمينية بصفتها وكيلة أو وسيطه ذات قدرات مميزة فى الوصول إلى تلك الشريحة من السيدات وتقديم التغطية لهن.
وعليه، فقد بيّنت أن هناك فجوات كبيرة فى تلبية احتياجات المرأة المزارعة، منها على سبيل المثال، توفير تغطية تأمينية كاملة معقولة التكلفة ملموسة وتوفر راحة البال، علاوة على ذلك، فلن تستطيع شركات التأمين الاعتماد على المنتجات الحالية فقط، ومن ثم تأتى أهمية القيام بإعداد إستراتيجية شاملة، مما يوفر نهجا جديدا فى التسويق للشرائح الأخرى بسوق التأمين، تبدأ بجمع البيانات المصنفة حسب النوع (Gender) مما يساهم فى تطوير منتجات توفر التغطية المناسبة فى الوقت المناسب للشخص المناسب، كما يجب ابتكار أساليب مختلفة فى التسويق للمنتجات، بتوفير ما يكفى من المعلومات الواضحة عن المنتجات التأمينية، بكفاءة وبطريقة تخصصية.
وأظهرت أن دور المرأة المزارعة يتمثل فى أنها مصدر هام للدخل لأسرتها، إذ إنها تمثل فرصة سوقية لشركات التأمين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن استهداف سوق المرأة المزارعة سيساعد شركات التأمين على توسيع نطاقها التجارى واكتساب ولاء مجموعة من العملاء المزارعين المرجح أن يصبحوا فى المستقبل ذوو دخول جيدة.
وفى نهاية المطاف، فإن استهداف هذه الشريحة يمثل فرصة تساعد شركات التأمين فى التميز وإثبات قدرتها فى سوق لا يلبى كل احتياجات المرأة المزارعة، على الرغم من كونها شريحة واعده، وعلى الرغم أن العديد من شركات التأمين قد توجهت فى البداية إلى التأمين الشامل لأسباب خيرية، إلا أن معظمهم أدرك فيما بعد أن التأمين متناهى الصغر يمكن أن يكون مستداما ومربحا.
ومن ناحية أخرى، بيّنت مدير حسابات التأمين الجماعى بشركة مصر لتأمينات الحياة، أن التأمين متناهى الصغر أثبت أهميته بوجه خاص للمرأة المزارعة، إذ يغطى المخاطر المتعلقة بجميع الأخطار التى تتعرض لها الأم العاملة، كفقدان الدخل بسبب التوقف عن العمل للاعتناء بأحد أفراد الأسرة، ولكن ما زالت المرأة بحاجة إلى مزيد من التغطيات التأمينية، فمن المرجح أن تتحمل المرأة المزارعة عبء توفير الدخل لأسرتها بمفردها، فتوفير “متناهى الصغر” للمرأة المعيلة، يمنع الصدمات المالية التى قد تتعرض لها الأسرة.
وفى ذات السياق، أشارت أن “متناهى الصغر” يهتم بتمويل المشروعات الصغيرة، كالتأمين ضد أخطار الائتمان، حيث أظهرت دراسات تمويل المشروعات الصغيرة أن النساء يمكن أن يكن أكثر احتياجا للتأمين فى بعض الأوقات أكثر من الرجال.
وختمت أن الانخراط مع الجمهور بالشوارع والمناطق المختلفة والقرى النائية، لا سيما فى الريف، بتعريفهم ماهية التأمين متناهى الصغر مع التسويق الجيد له عبر الإعلام، يؤتى ثماره أكثر المؤتمرات والجلسات المغلقة، فالعملاء يحتاجون من يسعى لهم، لا سيما فى ظل ارتفاع نسبة الأمية فى المجتمع وعزوف شريحة كبيرة من الناس عن التأمين للصورة المترسبة فى أذهانهم عنه.