ما زال قطاع التأمين يواجه غياب الوعي عند قطاع كبير من المجتمع، بعد سنوات عديدة من العمل والجهد، والذي يعد أهم التحديات التي تعيق انطلاق صناعة التأمين في مصر والوطن العربي.
ولا بد من اعتماد قطاع التأمين لسياسات التطوير والابتكار لمواجهة تلك المشكلة بمحاورها المختلفة؛ من أجل تحسين الوعي التأميني لدى المواطن.
ويذكر أن التأمين التكافلي بالسوق المصرية قد نشط في السنوات الأخيرة بهدف جذب شريحة من المجتمع تشك في شرعية بعض أنواع التأمين، واعتمد القطاع مؤخرًا سياسة تطوير منتجات التأمين متناهي الصغر، للوصول إلى بعض شرائح المجتمع من ذوي الدخل المحدود، بالإضافة إلى تحسين مستوى الخدمات التي تقدمها الشركات، واعتبار معيار جودة الخدمة المقدمة للعملاء أساس المنافسة بين الشركات في جذب العملاء وليس المنافسة السعرية.
والجراف التالي يوضح متوسط الدخل الشهري للأسرة المصرية منذ 2004 وحتى 2020:
وقالت داليا مصطفى؛ مدير حساب الشركات بشركة مصر لتأمينات الحياة، إن من مظاهر تدني الوعي التأميني بين عدد كبير من الجمهور؛ مستويات الدخل المنخفضة في مصر مقارنة بالأسواق الأخرى، حيث إن مستويات الدخل مرتفعة هنالك التي تؤثر إيجابًا على طلب شراء خدمات التأمين، بينما في مجتمعاتنا، قد يتوفر إدراك لأهمية التأمين، من غير معرفة نوع منتج التأمين الذي يحتاجه العميل نفسه.
وأضافت أن عدم اهتمام الفرد المتعامل مع قطاع التأمين بقراءة الشروط والأحكام الموجودة في وثيقة التأمين، قد يتسبب في ظهور العديد من المشكلات مع الشركات، فضلًا على عدم الالتزام بتنفيذ التوصيات عند تفتيش العقار المراد التأمين عليه وإعطاء الأولوية المطلقة للسعر وقيمة القسط بغض النظر عن الخدمة المقدمة من خلال الشركة أو المنتج.
وبيّنت أن الكثير من الأفراد يشعرون أن التأمين ليس مهمًا وأن التكلفة التي يدفعونها لشراء التأمين تعد عبئًا يثقل كاهل الميزانية الخاصة بهم.
واقترحت وجوب تنظيم أساليب مبتكرة لتطوير التأمين بين الأفراد والتجار، بإصدار مجموعة التأمينات الإجبارية، مشيرة في هذا الصدد إلى ضرورة مخاطبة الدولة لإصدار تشريعات تلزم المجتمع بشراء أنواع التأمين الإجباري، مثل إلزام أصحاب العمل وأرباب العمل بشراء تأمين مسئولية صاحب العمل بسبب ارتباطه بحجم الضرر الذي يلحق بالعامل.
ولفتت إلى أهمية ابتكار منتجات تأمينية تلبي رغبات شريحة كبيرة من العملاء، وكذلك تطوير المنتجات الحالية بما يتماشى مع احتياجات السوق المصري، وليس الاعتماد على المنتجات القياسية، مع وجوب الحزم في متابعة مستوى قياس خدمة العملاء، من أجل تحقيق السرعة اللازمة لمواجهة مشكلاتهم.