طرح “GAIF” تساؤلًا محددًا، ألا وهو ، هل حان الوقت لتنظيم مُجمع عربي لإعادة التكافل؟.
التساؤل الذي طرحه في ندوته الإفتراضية السابعة، والمعنونة بـ ” مستجدات التكافل وآفاق التطور كيف يمكن لشركات إعادة التأمين الإقليمية دعم صناعة التكافل” ؟ ، لم يكن تساؤلًا أنطولوجيًا أو ميتافيزيقيًا كما نستسيغ وصفه، لكنه ليس تساؤلًا بسيطًا أيضًا.
في حضور 280 مشارك في الندوة الإفتراضية التي عقدها ، نوقشت التحديات التي تواجه صناعة التأمين التكافلي ، وإتفق جميع المشاركين علي أن قطاع التأمين التكافلي لم يرتق للنتائج المأمولة منه.
شكيب أبو زيد، ، قال أن إجمالي أقساط التأمين التكافلي علي مستوي الوطن العربي، لامست 12.9 مليار دولار تقريبًا- 12.874 مليار- في 2019 ، وأن نسبة إختراق – أو تغلغله حسب وصفه- علي مستوي الوطن العربي بلغت 37.77%، وهي نسبة صغيرة نسبيًا – حسب تأكيده أيضاً-.
من جانبه إتفق يوسف الفاسي الفهري، المغربية، مع أبو زيد، مشيرًا إلي أن إجمالي أقساط التأمين التكافلي العالمي “صغيرة” ، رغم أن تعداد المسلمين يصل الي 1.8 مليار نسمة علي مستوي العالم.
وتوقع الفهري، أن يشهدنموًا علي مدي العقد القادم- اي خلال العشر سنوات المقبلة- ، متطرقًا إلي الإطار التشريعي للتأمين التكافلي في المغرب، الذي تم إقراره في أغسطس 2019 ، وأنه من المتوقع نشره في الجريدة الرسمية خلال الشهور القليلة المقبلة.
من جهته أكد بوبكر أجدير، شريك IFAAS ، أن قطاع التكافل البنكي يشهد نموًا متسارعًا مقارنة ب.
وبدوره شدد أسامة عابدين ، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للتكافل ، علي ضرورة تسويق التكافل لتوسيع قاعدة التأمين التكافلي من جهة، والمساعدة على أنتشاره وجذب رؤوس الأموال ، من جهة أخري.
وربط عابدين بين نجاح التأمين التكافلي، وبين الإكتتاب الفني وتنويع مخاطر المحفظة، مشيرًا إلي أن البنوك تُعد إحدى أهم القنوات لتوزيع التأمين.
وفيما يتعلق بسوق التأمين الماليزي، والذي يسيطر عليها النظام التكافلي، أكد مارسيل عمر باب ، الرئيس التنفيذي لشركة سويس ري (تكافل) ماليزيا ، أن قوة سوق التأمين التكافلي في ماليزيا ، مرتبط ببعض العوامل منها الإطار التنظيمي الذي يحد من المنافسة الشرسة بين الشركات ، بالإضافة الي إنفتاح الحكومة على التأمين الإسلامي ، فضلا عن أن البنوك الإسلامية قوية- علي حد تأكيده- ومع وجود شركات متعددة الجنسيات في السوق زادت من قوته”.
وتطرقت ندوة الإتحاد العربي للتأمين، إلي إعادة التكافل ، والصعوبات التي تواجهها ، والذي أكد خلالها محمد يعقوب ، الرئيس التنفيذي لشركة هانوفر ري – البحرين سابقا ، و عضو مجلس إدارة شركة دار التكافل، غياب الأطر التنظيمية السليمة من جهة ، وواختلاف النماذج في البلدان العربية من جهة أخري، وهو ما يعد أبرز وأهم الصعوبات التي تواجه صناعة إعادة التأمين التكافلي.
وإتفق شكيب أبوزيد ، مع محمد يعقوب، وزاده الشِعر بيتًا، بتأكيده أن الخسائر الفنية جاءت نتيجة عدم تنوع محافظ بعض شركات التكافل ، واعتمادها على الاكتتاب في السيارات والطبي، الأمر الذي يضخم حجم المخاطر والخسائر المتكبدة لإعادة التكافل.
وإنتهت الندوة ، بالتوصية علي ضرورة إنشاء نوافذ إعادة تكافل إقليمية على غرار تجربة شركة الإعادة التونسية، وتنظيم مجمع إقليمي عربي لإعادة التكافل يكون بدعم من الإعادات الاقليمية العربية.
ومن المعروف أن الندوة السابعة التي عقدها الإتحاد العربي للتأمين، إفتراضيًا- أي عبر الشبكة العنكبوتية- شارك فيها المجموعة التربوية Edukatemبالمغرب، و IFASS الفرنسية، برعاية الشركة المركزية لإعادة التأمين (SCR) وشركة الإعادة التونسية (Tunis Re).
جدير بالذكر، أن الإتحاد العام العربي للتأمين “GAIF” تأسس عام 1964 ، وهو الجهة الوحيدة الممثلة – على صعيد الوطن العربي – لشركات التأمين و إعادة التأمين و الإتحادات و هيئات مراقبي التأمين و شركات الوساطة و الخدمات الطبية.