أسماء السيد
شهدت السوق المحلية مؤخرًا ظهور كيانات لتقديم خدمات البيع بالتقسيط للأفراد، وعلى رأسها شركة «فاليو»، التي أطلقتها المجموعة المالية «هيرمس»، إضافة إلي تعاقد شركة «ثروة كابيتال» مع «كريم» للسيارات ﻹطلاق تطبيق يمهد لشراء وتملك السيارات لكباتن اﻷخيرة.
وأكد خبراء تعاظم فرص انتشار نشاط البيع بالتقسيط خلال الفترة المقبلة ليشمل عددًا كبيرًا من العلامات التجارية، إضافة لعدة خدمات آخري كسداد رسوم مدارس أو حج وغيره.
وأعلنت المجموعة المالية «هيرمس» مؤخرًا عن تأسيس شركة «فاليو» لخدمات البيع بالتقسيط للأفراد، برأسمال 250 مليون جنيه من بينها 100 مليون قيمة تعاقدية مع شركة «أوبر» لتمويل لشراء السيارات لكباتن الشركة، ونظرائها من الشركات العاملة في نفس المجال، و150 مليونًا للعلامات التجارية أخرى، كما تعاقدت شركة «ثروة كابيتال» مع «كريم» للسيارات بإطلاق تطبيق يمكّن قيام الأولى بتسهيل شراء وتمليك السيارات أيضًا.
وأوضح الخبراء أن نشاط البيع بالتقسيط ليس وليد اللحظة، ولكنه موجود منذ فترة كبيرة محليًا، متوقعين تحقيق النشاط عائدًا مجزيًا قد يتجاوز الـ %35 من رأسمال الشركات المقامة، وهو ما يتجاوز فائدة البنك، ولكن اذا توافرت مميزات تدفع المتعاملين للجوء لشركات البيع بالتقسيط، أهمها سهولة وسرعة اﻹجراءات مقارنة بالقروض البنكية.
وقال شريف سامى، الرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية، إن نشاط البيع بالتقسيط الذى ظهر مؤخرًا هو جزء من منظومة أوسع وتفرع طبيعي من للخدمات المالية غير المصرفية المتعلقة بسوق المال، موضحًا أن النشاط في طبيعته هو تجاري أقرب من كونه ماليًّا.
وأضاف أن بنوك الاستثمار تتجه ﻹضافة مثل تلك اﻷنشطة وفقًا لعدة أهداف لديها، أولها يتمثل في تنويع مصادر اﻹيراد والثاني له علاقه بالحد من التأثر بتقلبات سوق المال، إضافة إلي إمكانية استغلال السيولة المتاحة، مع احتمالية الرؤية بأن هناك فجوة غير ملباة في السوق المصرية من حيث تقديم التمويل.
وأوضح سامي أن النشاط ذاته يحتاج إلى ملاءة مالية عالية، مشيرًا إلي أن العائد المستهدف من النشاط يختلف من شركة أخرى ومن نشاط آخر، وفقًا لكفاءة اﻷداء وحركة اﻹدارة، إلي جانب حجم المحفظة، إضافة لقدرتها على الحد من المخاطر على الائتمانية والتحصيل الجيد من العملاء.
وأشار الرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية إلى أن تلك الخدمات يمكن أن تُقدم لجميع السلع المعمرة، أو لتحمل التزامات مالية كمصاريف المدارس أو الحج، مرجحًا توسع الشركات في تقديم مثل تلك الخدمات لتغطية التزامات مختلفة كرحلات كأس العالم، وتابع: كلما صغر العميل يكون أسهل له التعامل مع الغير، خاصة كلما تنوعت احتياجاته.
وأوضح أن تلك الخدمات ليست وليدة اللحظة إنما تتواجد في السوق المحلية منذ فترات بعيدة لدي التجار وكبار المتعاملين، ولكن تم تسليط الضوء عليها حين تمت إضافتها من قبل أكبر بنوك الاستثمار كأنشطة مكملة، متوقعًا انتشار مثل تلك الخدمات وبشكل كبير خلال الفترات المقبلة.
في السياق ذاته توقع شريف بلبل، رئيس شركة «باراديم» للاستشارات المالية، عائد مستهدف على نشاط خدمات البيع بالتقسيط بنسبة سنوية تصل إلي 35% من رأسمال الشركة، مشيرًا إلي أن الفائدة سترتفع عن فائدة البنوك، ولكنها ستقدم تسهيلات أكثر.
وأضاف أن إجراءات الحصول على قروض من البنك، خاصة تلك المتعلقة بخدمات ترفيهية كشراء سيارات أو سداد التزامات مالية، تكون معقدة بشكل كبير، وهو ما تحاول تلك الشركات تسهيله وتبسيطه للعملاء، إضافة إلي إمكانية تحمل تلك الشركات فترات سماح اكبر للسداد مقارنة بالبنوك.
وأشار بلبل إلى أن الخدمات من الممكن أن تمتد لتشمل جميع السلع الاستهلاكية وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار في السوق المحلية والتى بدأت وبشكل كبير عقب «تعويم الجنيه»، مشيدًا بتواجد مثل تلك النشاطات لما لها من أثر ايجابي على المتعاملين.
وأشار رئيس شركة «براديم» أن المبيعات المتعلقة بكافة السلع تراجعت خلال فترة عقب التعويم ووجود مثل تلك النشاطات من الممكن أن يُعيد نشاطها.
وقال محمد ماهر، الرئيس التنفيذي لشركة «برايم» القابضة للاستثمارات المالية، إن نشاط البيع بالتقسيط موجود في السوق المحلية منذ فترة كبيرة، ووجود شركات تعمل به هو تطور لفكرة موجودة وكانت بداية التطور من قبل بنوك الاستثمار لاتخاذ تلك الخطوة.
ورحب ماهر بمثل تلك الأنشطة، لتسهيل إجراءات حصول المستهلك على الخدمة أو السلعة التي يريدها، مقارنة بحصوله على قرض من البنوك، موضحًا أن العائد قد يضاهي عائد القروض البنكية، وإنما هناك مميزات أخرى، أولها عدم تقيد العميل بعدة شروط كما يحدث في نظيرتها.
ورجح انتشار الشركات وتوسيع شريحة تغطية الخدمات التى تقدمها لتشمل المعدات الثقيلة، واﻷدوات الكهربائية، مع إمكانية امتدادها للأدوات المكتبية.
ولفت الرئيس التنفيذي لشركة «برايم» إلى أن ظهور النشاط وخاصة تحت مظلة بنوك الاستثمار، قد يكون بهدف استغلال سيولة متاحة من خلال نشاط معدل ربحيته مضمون، إضافة لتقديم طريقة تمويل جديدة بشكل مختلف والتوسع في الأنشطه المقدمة من قبل الشركات.
وقال أيمن أبوهند، رئيس قطاع الاستثمار بشركة «كارتل كابيتال» للاستثمار المباشر، إن خدمات البيع بالتقسيط ظهرت متأخرة بالسوق المحلية، إذ كان يتوجب ظهورها منذ فترة كبيرة، لما لها من أهمية كبرى، بحيث تكون متممة لجميع اﻷنشطة المالية غير المصرفية، وأوضح أن %90 من إجمالي الشعب يلجأون للمعاملات غير البنكية مقارنة بـ%7 مستخدمين.
وأضاف أن ظهور تلك الأنشطة يتعلق بعدة عوامل، أولها رؤية الشركات بوجود عائد مرتفع من تقديم تلك الخدمات، والثاني له علاقة بجاذبية النشاط، إضافة لتسهيل اﻹجراءات مقارنة بالحصول على قروض، إضافة لتحمل الشركات نسبة مخاطر أكبر.
وتوقع أيمن أن تنتشر شركات البيع بالتقسيط خلال الفترة المقبلة وبشكل كبير، لتنال جميع السلع والخدمات وخاصة مشتريات الملابس والإلكترونيات.