أعلن البيت الأبيض، نهاية الأسبوع الماضى، أن الحكومة الأمريكية قد تبرم اتفاقية تجارية مع اليابان، بنهاية الشهر الحالى، بعد أن دعت حكومة طوكيو الرئيس دونالد ترامب لزيارتها خلال الفترة من 25 إلى 28 مايو.
وذكرت وكالة رويترز أن الرئيس الأمريكى الذى استضاف شينزو آبى، رئيس وزراء اليابان، فى البيت الأبيض خلال أبريل الماضى، أعرب عن أمله فى التوصل لاتفاقية نهائية مع حكومة طوكيو عند زيارتها فى وقت لاحق من مايو.
وأكد لارى كودلو، المستشار الاقتصادى للبيت الأبيض، أن ترامب يسعى لإبرام اتفاقيات تجارية أفضل للجانب الأمريكى مع أهم شركائه التجاريين، ولاسيما اليابان والاتحاد الأوروبى والصين.
غير أنه لم يذكر مزيدًا من التفاصيل حول الاتفاقية المحتملة مع اليابان، لكن سونى بيردو، وزير الزراعة الأمريكى، أعلن أن المسئولين يبذلون الجهود لتوقيع اتفاقية نهائية مع الحكومة اليابانية قبل نهاية هذا الشهر.
يأتى اللقاء المرتقب بين الزعيمين الأمريكى واليابانى فى الوقت الذى يواصل فيه مسئولون أمريكيون التفاوض على اتفاقية تجارية مع الصين، العملاق الاقتصادى الآسيوى المجاور لليابان، بعد التوترات العنيفة التى بدأت منذ العام الماضى بين أقوى اقتصادين فى العالم.
ورغم أن الرئيس دونالد ترامب مصمم على أن تجرى الصين تغييرات هيكلية على ممارساتها التجارية، وأن إلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية سيكون جزءًا من آلية لتنفيذ أى اتفاق مع بكين، فإنه صرح بتفاؤله بشأن التوصل لاتفاق تجارى مع الصين فى محادثات هذا الأسبوع بواشنطن.
نئب رئيس الوزراء الصيني يزور واشنطن
ومن المقرر أن يسافر ليو شه، نائب رئيس الوزراء الصينى، إلى واشنطن لإجراء محادثات تبدأ الأربعاء المقبل بعد جولة محادثات فى بكين الأسبوع الماضى وصفها وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين بأنها مثمرة.
وما زالت الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار سارية، ولذلك يرى ترامب أنه فى وضع قوى جدًّا ويمكنه فرض المزيد من الرسوم إذا لم توافق حكومة بكين على إبرام اتفاق توافق عليه واشنطن، وأن طريقة إلغاء الرسوم الجمركية ستكون جزءًا من آلية التنفيذ، وكل ذلك سيكون موضع تفاوض فى المحادثات الحالية.
وتصرّ إدارة ترامب على آلية لضمان أن تنفذ الصين أى وعود للإصلاح وتعهدات بشراء المزيد من البضائع الأمريكية، وأوضح ترامب للرئيس الصينى شى جين بينج أن الولايات المتحدة تنتظر تغييرات هيكلية فى ممارسات الصين المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية، وتلك التى ترغم شركات أمريكية على نقل التكنولوجيا إلى شركات صينية.
وتتهم واشنطن الشركات الصينية بعمليات النقل القسرى للتكنولوجيا وسرقة حقوق الملكية الفكرية، وتطالب الصين بحل هذه القضايا الهيكلية وإصلاح الاختلالات التجارية، لدرجة أن لارى كودلو أكد أن الولايات المتحدة لا تخفف موقفها فى المحادثات بشأن هذه المطالب.
وتحتاج واشنطن أيضًا لحل التوترات التجارية بينها وبين الاتحاد الأوروبى؛ فقد أعلنت المفوضية الأوروبية قائمة بواردات أمريكية قيمتها حوالى 20 مليار يورو (22.6 مليار دولار) وستفرض عليها رسومًا جمركية فى نزاعها مع البيت الأبيض.
جاء هذا الإعلان بعد أن هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منتصف الأسبوع الماضى، بفرض رسوم جمركية على منتجات من الاتحاد الأوروبى قيمتها 11 مليار دولار بسبب الدعم الكبير لشركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات رغم شكوى المفوضية الأوروبية لمنظمة التجارة العالمية التى تنظرها منذ 15 سنة وحتى الآن بخصوص الدعم الذى تمنحه واشنطن لشركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات.