كشف الدكتور محمد سعد، مديرالإدارة المركزية لنوعية الهواء والإنذار المبكر بوزارة البيئة ، عن التعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” فى استخدام 3 أقمار صناعية تابعة لها لتحديد أماكن حرائق المخلفات بكل قرية على مستوى الجمهورية وتحديد نوعية الهواء بشكل لحظى ومدقق.
وقال لـ “ المال “ إن التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير فى القضاء على السحابة السوداء والحد من التلوث، إذ ترصد الوزارة حرق المخلفات الزراعية والحرائق ورصد مبكر لتحديد الملوثات بشكل دقيق وتحديد أماكنها ساعة بساعة.
وأكد أننا نحصل على 4 لقطات جوية من خلال تلك الأقمار صباحا ومساء، ويتم تحليلها بوحدات الإدارة داخل تطبيق إلكترونى يستطيع قراءة حجم تلك الملوثات ومكانها ومن ثم إرسالها إلى فرق التفتيش والجهات المعنية لسرعة التعامل مع الحرائق واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الجهات المخالفة سواء مزارعين أو مصانع أو أى مصدر آخر للتلوث.
وتابع إن محطات الرصد بالشبكة القومية لنوعية الهواء فى مختلف المحافظات ارتفع إلى 114 محطة رصد ضمن مخطط شامل لتنفيذ إستراتيجية الوزارة لتغطية كافة أنحاء الجمهورية، وتم تطوير تلك المحطات لتعمل بشكل أوتوماتيكى ورقمى.
وأشار إلى أن منظومة الإنذار المبكر لرصد تلوث الهواء تعتمد على النماذج العددية للعوامل الجوية من خلال وضع تنبؤ يومى ومستقبلى لكل 27 ساعة، وتحديد أماكن جودة الهواء وحجم الكتل الهوائية وتركيز الملوثات.
وأوضح أن تلك المشروعات التكنولوجية ساهمت فى الحد من مركزات تلوث الهواء والتعرف على سببها، للتخفيف من حدتها، ومن أبرز تلك التجارب وهو تخفيف من ملوثات الهواء فى القاهرة الكبرى من خلال المنظومة، لافتا إلى أننا نرسل 8 تقارير يومية تغطى مساحة الجمهورية وتعرض نوعية الهواء للجهات المعنية للتعامل معها.
وذكر أن محطات رصد نوعية الهواء، تنقسم إلى ثلاثة أنواع طبقا للكثافة السكانية، وتقسم إلى محطة سكنية ومحطة مرورية ومحطة صناعية، لرصد الملوثات بكافة أنواعها منهم الملوثات الغازية الـ6، والملوثات الصلبة مثل الرصاص والأتربة.
وتابع إننا قمنا بإعداد خريطة للتنبؤات بنوعية الهواء يتم تحديثها بشكل يومى من قبل منظومة الإنذار المبكر لتحديد مخاطر التلوث وتركيزها وأماكن جيدة الهواء والمتوسطة، لتحذير المواطنين بشكل مستمر، وإطلاق تلك الخريطة على الموقع الإلكترونى للوزارة.
وأوضح أن تلك التكنولوجيات وخريطة التنبؤات بنوعية الهواء تشارك فى إعداد التقرير السنوى لحجم ملوثات الهواء على مستوى الجمهورية من خلال جهاز شئون البيئة ويعرض على مجلس الوزراء ضمن إستراتيجية الحد من التلوث.
وتابع إن وزارة البيئة تمتلك محطة رصد لنوعية الهواء فى ميدان التحرير لمتابعة حجم ملوثات السيارات وعوادمها وكيفية التعامل معها فى المستقبل من خلال الاعتماد على النقل المستدام والغاز الطبيعى والسيارات الكهربائية، من إجمالى 114 محطة.
كانت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أعلنت فى سبتمبر الماضى، عن بدء خطة منظومة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة للعام الحالى الحادة المعروفة إعلامياً بمنظومة “السحابة السوداء” وذلك بالتنسيق مع كل من وزارتى الزراعة و التنمية المحلية و بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، عددا من محاور خطة هذا العام والتى ترتكز على متابعة إجراءات جمع وكبس وتدوير قش الأرز بمحافظات المنظومة، وتكثيف حملات التفتيش للحد من الانبعاثات الناتجة عن مصادر التلوث المحتملة التفتيش على المنشآت الصناعية، وفحص عوادم السيارات ومراقبة المقالب العشوائية للمخلفات الصلبة لمنع الاشتعالات.
ونجحت وزارة البيئة فى تنفيذ عدد من الحملات المرورية لفحص عوادم أكثر من 19 ألف سيارة بنهاية الأسبوع الماضى منذ بدء الحملة، على الطرق داخل وخارج المدن ومختلف المحافظات بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور بهدف إحكام الرقابة على الانبعاثات الناتجة عن عوادم السيارات وضبط المخالف منها للتقليل من الانبعاثات الملوثة للهواء، وأسفرت تلك الحملات عن مطابقة 15662 سيارة ومخالفة 3711 للحدود المسموح بها فى قانون البيئة وتعديلاته، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.