واصلت البورصة المصرية تحركاتها الهابطة فى ظلِّ تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، لتتكبد أسهمها المقيدة خسائر سوقية بقيمة 13.5 مليار جنيه، وسط ضغط بيعى متواصل من قبل المستثمرين الأجانب، لتسجل أقل مستوياتها منذ أكتوبر 2021 الماضى.
وشهدت السوق بجلسة أمس -الثلاثاء- تراجعًا جماعيًّا للمؤشرات تحت ضغط من مبيعات المستثمرين على الأسهم القيادية والمتوسطة، وخسر رأس المال السوقى نحو 13.5 مليار جنيه، ليغلق على مستوى 680.449 مليار جنيه.
وتراجع مؤشر «EGX30» بنسبة %2.84 ليغلق عند مستوى 10396 نقطة، وهبط EGX50 بنسبة %1.92 ليغلق عند مستوى 1851 نقطة، كما تراجع مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «EGX70» بنسبة %0.52 ليغلق عند مستوى 1861 نقطة، وهبط EGX100 الأوسع نطاقاً %1.04 إلى 2804 نقطة.
وأكد خبراء السوق أن حالة التخوفات التى باتت تسيطر على تحركات المستثمرين، وتحديدًا الأجانب، هى الدافع الرئيسى وراء التخارج المتسارع من قبل الأجانب، الذين سجلوا صافى بيعى للأسهم والسندات بقيمة 6.094 مليار جنيه.
وأضافوا أن التخوف من تأثر السوق المحلية السلبى بارتفاعات أسعار القمح والسلع الاستراتيجية وتأثيراتها على الاقتصاد، بالإضافة إلى توقعات ارتفاع أسعار الفائدة بالسوق الأمريكية تُعَدّ الدوافع الحقيقية لخروج الأجانب.
وتوقعوا أن تشهد البورصة المصرية اليوم -الأربعاء- حركة تصحيحية مؤقتة تمنح الفرصة لالتقاط الأنفاس، على أن تعاود الهبوط مجددًا نحو مستويات 10300 نقطة، التى فى حال كسرها سيتجه المؤشر الرئيسى للسوق نحو مستويات 10000 نقطة، وذلك بالتزامن مع اختبار سهم البنك التجارى الدولى لمستوى دعم 41 جنيهًا، والذى حال كسره سيتجه نحو مستوى 38 جنيهًا.
وبلغت قيم التداول على الأسهم فقط حوالى 1.2 مليار جنيه تقريبًا، واتجه العرب والأجانب للبيع بصافى قدره 6.3 و461.9 مليون جنيه، بينما اتجه المصريون للشراء بصافى بلغ 468.2 مليون جنيه.
من جانبه، قال إيهاب السعيد، خبير سوق المال وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية السابق، إن السوق المحلية تُعانى من الآثار السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، المتمثلة فى ارتفاع أسعار السلع الرئيسية والطاقة والتضخم.
وأضاف أن عمليات التصحيح الصاعدة للأسواق العالمية خفَّفَت من حدة الهبوط المتوقع فى جلسة أمس -الثلاثاء- مرجحًا تحسن مؤقت لمؤشرات السوق المحلية فى جلسة اليوم -الأربعاء- على أن تكون مؤقتة.
وتوقع خبير سوق المال وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية السابق، أن يستكمل مؤشر البورصة الرئيسى EGX30 رحلة الهبوط أسفل مستوى الدعم 10300 نقطة، على أن يصل منطقة 9800 نقطة، والتى تُعد بمثابة مستوى الدعم الرئيسى للمؤشر خلال المدى القريب والمتوسط.
وأوضح السعيد، أن البورصة المصرية لم تستفد من حالة الانتعاش التى عاشها الاقتصاد العالمى بدعم انخفاض تداعيات جائحة فيروس كورونا، وبداية تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلى، بالإضافة إلى عدم استفادتها من ارتفاع معدلات التضخم والمتمثلة فى ارتفاع أسعار الأسهم.
وأشار خبير سوق المال وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية السابق، إلى أن السوق المحلية غير جاذبة للاستثمارات الأجنبية والعربية، بل تشهد حالياً حالة من التخارج المتسارع للمستثمرين الأجانب.
من جهته، قال سامح غريب، مدير قسم كبار العملاء بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن السوق تعانى من التراجعات القوية للبورصة المصرية خلال الأيام الراهنة بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف أن التخوفات من الآثار السلبية باتت فى معدلات مرتفعة، أدت إلى تسارع وتيرة تخارج الأجانب من أسواق الأسهم وأدوات الدين، لافتًا إلى أن الأجانب يتخارجون من الأسواق الناشئة فى ظلِّ توقعاتهم بتأثرها بالأحداث العالمية.
وتوقع مدير قسم كبار العملاء بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن تشهد السوق اليوم حركة تصحيحية مؤقتة لمؤشر EGX30 عقب اقترابه من دعم 10300 نقطة.