شهدت البورصة المصرية أمس جلسة دامية فى ظل مبيعات أجنبية قوية على الأسهم القيادية خاصة البنك التجارى الدولى، وضعف للقوى الشرائية، مما عزز النظرة التشاؤمية للسوق والمشهد الضبابى الذى تشهده حاليا، وسط تأكيدات من خبراء سوق المال بأن الوضع الراهن يصعب معه وضع أى توقعات أو سيناريوهات مستقبلية لحركة السوق.
واكتست مؤشرات البورصة باللون الأحمر بنهاية تعاملات أمس مع تراجع جماعى بنسب تراوحت من 2.5 إلى %3.5 نتيجة هبوط جميع أسهم المؤشر الرئيسى للسوق «EGX30» بضغط مبيعات أجنبية قوية، قابلها غياب للقوى الشرائية مما انعكس على خسائر رأس المال السوقى.
وتكبدت البورصة خسائر رأسمالية بلغت 15.3 مليار جنيه، ليغلق رأس المال السوقى عند 593.2 مليار، مقارنة مع 608.5 مليار بجلسة الأحد.
وتراجعت المؤشرات جماعيا وكانت الخسارة الأكبر من نصيب «EGX30» بنسبة %3.59 ليسجل 8686 نقطة، بضغط من اللاعب الأساسى بين أسهمه وهو البنك التجارى الدولى الذى هبط %4.66 نتيجة مبيعات قوية عليه ليغلق عند 34.75 جنيه.
وتراجع المؤشر السبعينى بنسبة %2.57 إلى 1656 نقطة، و«EGX100» الأوسع نطاقا %2.89 مسجلا 2435 نقطة.
وشهدت أسهم السوق أداء سلبياً لتتراوح تحركاتها من الثبات بواقع 74 سهما، وهبوط 99 مقابل 8 فقط شهدت صعودا محدودا، وجاءت التداولات على الأسهم بقيم متواضعة بلغت 639.5 مليون جنيه، من خلال التعامل على أسهم 183 شركة.
واتجه المستثمرون الأجانب نحو البيع بصافى 46.2 مليون جنيه، بنسبة %11.24 من التعاملات، والعرب والمستثمرون المحليون للشراء بصافى 1.4 مليون، و44.8 مليون على الترتيب.
وقال ياسر المصرى، رئيس شركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية إن المبيعات القوية للمستثمرين الأجانب، والتراجع القوى لسهم التجارى الدولى ضغطا بقوة على «EGX30» بجلسة أمس مما أسفر عن هذا التراجع.
ورجح أن تواصل البورصة التراجع صوب 8100 نقطة، لتبدأ بعد ذلك تحقيق ارتدادة، مؤكدا أن السوق بحاجة إلى قرارات كثيرة لتستعيد قوتها أبرزها إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية والتى لن تحقق الهدف منها فى ظل خسائر المستثمرين.
وأشار إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى فى شركة النعيم لتداول الأوراق المالية إلى أن السوق شهدت مبيعات موسعة ومكثفة من المستثمرين الأجانب خلفت هبوطا عنيفا لـ«EGX30» مما يعنى غياب القوى الشرائية.
وأكد أن المستويات التى تشهدها السوق حاليا هى الأدنى منذ جائحة كورونا فى 2020، لافتا إلى أن السوق لديها مستوى دعم 8100 نقطة.
وأوضح أن وضع السوق حاليا تفاقم بسبب ضبابية المشهد، مشيرا إلى تعزيز السيناريوهات التشاؤمية للسوق، وصعوبة التنبؤ بالتحركات المستقبلية.
وقال محمد عبد الحكيم، رئيس قسم التحليل الفنى فى شركة فيصل لتداول الأوراق المالية إن تراجعات السوق القوية نتجت عن هبوط سهم «التجارى الدولى» بسبب مبيعات الأجانب القوية والتى شملت جميع الأسهم القيادية.
وتابع: «تعانى البورصة أوضاعا قاسية فى ظل نشاط بيعى مكثف لا تقابله قوى شرائية تخفف من وطأته على السوق، مما يجعل أى ارتدادات صعودية ضعيفة وعاجزة عن الاكتمال والاستمرار».
ويرى أن إجازة عيدالأضحى تخلق تخوفات من مزيد من التراجعات خلال الجلسات المتبقية من الأسبوع الحالى