«البورصة» تتكبد خسائر قوية بضغط عمليات تصحيح أسهم المضاربات

‏«EGX70» المتهم الرئيسي

«البورصة» تتكبد خسائر قوية بضغط عمليات تصحيح أسهم المضاربات
أحمد علي

أحمد علي

7:44 ص, الأربعاء, 24 مارس 21

واصلت البورصة المصرية جلساتها الهابطة العنيفة لليوم الثانى على التوالي، إذ تكبدت خسائر بقيمة رأسمالها السوقى بلغت 7.6 مليار جنيه، ليسجل مؤشرها الرئيسي EGX30 أدنى مستوى له منذ جلسة 20 يوليو 2020 الماضي.

وأنهت البورصة جلسة الثلاثاء على هبوط قوى لمؤشراتها، تصدره مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 بنسبة %5.10 مستقرًا على مستوى 1822.3 نقطة، وتراجع EGX100 7.3% إلى 2739.6 نقطة، بينما هبط المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة %0.63 مسجلًا 10471.36 نقطة.

وأكد خبراء البورصة أن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 هو السبب الرئيسى فى حالة الهبوط العنيف التى ضربت السوق خلال الجلسات الأخيرة، فى ظل الارتفاعات الكبيرة التى سجلها المؤشر فى عام 2020، والتى وصلت إلى %68.

وأضافوا أن سهولة التأثير فى حركة أسهم مؤشر «EGX70» وحلم الثراء السريع أدى إلى عزوف البعض عن التعامل فى أسهم «EGX30»، مما أدى إلى تأثر الأسهم الكبيرة بحالة التصحيح العنيفة.

وتوقعوا أن تهدأ وتيرة التراجعات بداية من جلسة الأربعاء، على أن يظل اتجاه السوق هابطًا حتى إشعار آخر.

وعلى صعيد تعاملات المستثمرين، سجل المصريون صافى شراء بقيمة 98.967 مليون جنيه، مقابل توجه بيعى للعرب والأجانب بصافى 32.919 و66.048 مليون جنيه على التوالي.

إيهاب السعيد:  أسهم المؤشر سجلت مكاسب %500 وحذرنا من التصحيح العنيف من قبل حدوثه

من جانبه، قال إيهاب السعيد، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول للسمسرة، إن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70  سجل ارتفاعًا بنسبة %209 فى 11 شهرا فقط، مما يعنى أن هناك أسهما سجلت ارتفاعات بنسب وصلت إلى %500 فى تلك المدة، وهو أمر كان يحتاج إلى حركة تصحيحية فى كل الأحوال.

وأوضح السعيد أن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 الذى قاد هبوط السوق مؤخرًا، خسر نحو %27 من أعلى قمة وصل إليها فى بداية مارس 2020، الأمر الذى يعنى أن المكاسب المتبقية لأسهم المؤشر تقدر بنحو %125 مقارنة بأسعارها قبل بداية جائحة كورونا.

وتساءل عضو مجلس إدارة البورصة المصرية عن النسبة التى يرغب فى تحقيقها المستثمر فى عام تقريبًا، إذ ربح المتعاملون فى أسهم مؤشر EGX70 نحو %125 فى فترة عام تقريبًا وتحديدًا من مارس 2020 الماضى وحتى اليوم.

ولفت السعيد إلى أن أسهم المضاربات من المعروف أنها تُباع عند حركتها الصعودية أما فى حالة الهبوط فلا تجد مشتريا، لافتًا إلى أنه لا توجد سوق تُقاد بواسطة أسهم المضاربات، مؤكدًا الحاجة لأسهم قيادية تجبر السوق على التعامل الإيجابي.

وأكد عضو مجلس إدارة البورصة أنه منذ 9 فبراير الماضى حذر المتعاملين من حركة تصحيحية هابطة لأسهم مؤشر EGX70.

ولفت السعيد إلى أن الشيء الإيجابى فى الفترة الراهنة أنه كلما زاد عدد أيام الهبوط أو حدته كلما ارتفعت احتمالية الارتداد الصاعد للسوق، ناصحا المستثمرين بعدم الدخول حتى تتماسك السوق ويتم تكوين قاع جديدة لمدة جلستين، أما بشأن المستثمرين الذين تكبدوا خسائر فى الجلسات الماضية، فنصحهم بأن يقوموا بتقليل مراكزهم فور تحسن السوق وتماسكه.

ورجح السعيد تحرك مؤشر البورصة الرئيسي EGX30 بين مستويى 10260 – 10300 نقطة، وEGX70 بين 1720 إلى 1800 نقطة.

مؤشرات-البورصة-المصرية.jpg
مؤشرات البورصة المصرية

محمد فتح الله: سهولة التأثير فى حركة أوراق «الصغيرة والمتوسطة» أغرت البعض للاستثمار فيها 

من جهته، قال محمد فتح الله، العضو المنتدب بشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية، إن مؤشر EGX70 هو المتهم الرئيسى فى حالة الهبوط القوية التى سيطرت على السوق بجلستى أمس وأمس الأول.

وأضاف أن بعض المستثمرين رأوا أن التأثير فى حركة أسهم EGX70 أمر سهل مقارنة بنظيره فى أسهم EGX30 ومن ثم اتجهوا للاستثمار فى الأولى بنسب كبيرة خاصة فى ظل الارتفاعات القوية التى حققها المؤشر منذ العام الماضي، بالإضافة إلى عزوف المستثمرين عن التعامل فى أسهم EGX30 فى ظل سيطرة الأفراد على السوق.

وأوضح العضو المنتدب بشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية، أن صعود مؤشر EGX70 بنسبة %68 فى العام الماضى، استلزم حركة تصحيحية قوية، أثرت سلبًا على حركة المؤشر الرئيسي EGX30، متابعًا أن المستثمرين اضطروا إلى بيع استثماراتهم فى EGX30 فى ظل خسائرهم في مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة.

وحدد فتح الله، روشتة لعلاج حالة السوق الراهنة، تمثلت فى تنفيذ طروحات جديدة، والعمل على جذب سيولة جديدة عبر دخول شريحة أخرى من المستثمرين، ومنح حوافز مالية للشركات تشجعها على قيد أسهمها فى البورصة.

من جهته، قال سامح غريب، رئيس قسم كبار العملاء بشركة عربية أونلاين لتداول الأوراق المالية، إن المؤشر الرئيسى نجح بنهاية جلسة الثلاثاء  فى تعويض معظم خسائره التى تكبدها فى النصف الأول من الجلسة، والذى شهد تسجيل مستويات سعرية لم يصل إليها منذ فترة بعيدة.

وأضاف أنه من الصعب القول إن الحركة التصحيحية لمؤشر EGX70 كانت متوقعة بهذه الحدة، والهبوط القوي، الذى أثر سلبًا على حركة الأسهم الكبيرة بمؤشر EGX30 .

وأوضح رئيس قسم كبار العملاء بشركة عربية أونلاين لتداول الأوراق المالية، أن «المارجن» ساهم فى زيادة حدة الهبوط، بالإضافة إلى امتلاك المؤسسات جزءا من استثماراتها فى الأسهم الصغيرة التى تأثرت بالهبوط القوي.

وأشار غريب إلى أنه من الطبيعى أن تمر السوق بدورات صعود وهبوط، لافتًا إلى أن الآراء الخاصة بتعمد البعض دفع السوق نحو الهبوط، جاءت غير منطقية، موضحًا أن البورصة بحاجة إلى قوة شرائية تدفعها نحو الصعود.

ولفت إلى أن وجود تحقيقات أو عمليات إيقاف أسهم –رغم كونها قرارات صحيحة- إلا أنها تتسبب بحالة من الخوف لدى المستثمرين أحيانا، تدفعهم نحو بيع أسهمهم والتخارج من تلك الشركات، بالإضافة إلى وجود تخوفات من الآثار السلبية لأزمة سد النهضة.

ورجح غريب تحرك المؤشر الرئيسى للسوق فى اتجاه هابط حتى ينجح فى كسر مقاومة الـ10700 نقطة، التى بعدها سيستهدف مستويات 10850 و11000 نقطة، فيما سيتحرك EGX70 بين مستويى 1870 إلى 1900 نقطة.

وقالت وحدة البحوث بشركة فاروس، إن مؤشر EGX70 أصبح أكثر تأثرًا بمعطيات السوق، وأداؤه يعكس حالة من «التفاعل» مع أى حدث مؤثر، لافتة إلى أن المؤشر يتحرك بشكل متناغم «شيئًا ما» مع مؤشر MSCI للأسوق الناشئة، ولكن نمط حركته شديد التقلب والسرعة.

وأشارت إلى أن مؤشر EGX30 أصبح منفصلا عن MSCI، حيث لم يتعاف أداء المؤشر فى الفترة ما بين أبريل 2020 إلى فبراير 2021، فى حين أن حركة EGX70 صارت مؤشرًا قويًا فى التعبير عن تطلعات المستثمرين أو مخاوفهم.

وأوضحت أن هبوط السوق مؤخرًا قد يفسره جزئيًا الهبوط الذى ضرب مؤشر MSCI للأسواق الناشئة منذ منتصف فبراير 2021.