تصاعدت وتيرة الحديث فى البورصة خلال الأيام الراهنة عن ضريبة الأرباح الرأسمالية و التى يربط البعض بينها و بين الضغوط البيعية الملحوظة على الأسهم و التى دفعت السوق أمس إلى التراجع بنحو %1.6.
فى الوقت نفسه، رأى البعض أن هبوط السوق جاء نتيجة ضغوط المضاربين على مجموعة من الأسهم مما خلق حالة من الارتباك.
وقال المحللون إن تزامن عودة الحديث عن ضريبة الأرباح الرأسمالية وأثره على نفسية المتعاملين، مع تطبيق آليات التداول الجديدة، والتى لاتزال السوق تحاول التأقلم معها، ضغطا على السوق بقوة، مما أدى إلى موجات من جنى الأرباح، ولجوء شركات السمسرة لعمليات استدعاء الهامش (Margin call) لتجنب خسارة قروضها للمستثمرين.
وأنهت البورصة المصرية تعاملات أمس على تراجعات جماعية للمؤشرات للجلسة الثانية، وخسائر لرأس المال السوقي، وسط موجة مبيعات قوية من المستثمرين المحليين.
وتراجع مؤشر السوق الرئيسي «EGX30» بنسبة %1.6 بنهاية تعاملات أمس ليغلق عند 10710 نقاط، وEGX70 بنسبة %2.7 مغلقا عند 2688 نقطة، وEGX100 الأوسع نطاقا %2.6 إلى 3656 نقطة.
وخسر رأس المال السوقى للبورصة أمس 10.9 مليار جنيه، مغلقا عند 706.7 مليار، لتصل بذلك خسائره المُجمعة بجلستى الأحد والإثنين لما قيمته 19.6 مليار.
وواصل المستثمرون المحليون تحركاتهم البيعية أمس بصافى 23.2 مليون جنيه، مقارنة مع مشتريات أجنبية وعربية بصافى 18.9 مليون، و 7.3 مليون على الترتيب.
وتوقعت رانيا يعقوب، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، أن يتجه المؤشر الثلاثينى نحو مستويات 10450 نقطة الأسبوع الحالي، بعد كسر مستوى الدعم السابق له عند 10750 نقطة.
وقالت إن قضية الضريبة الرأسمالية لاتزال تلقى بظلالها على السوق، وزاد من الأثر لذلك التصريحات المتتالية لوزير المالية د. محمد معيط التى تنبئ بتطبيق الضريبة دون تعديل، تزامنا مع تطبيق آليات التداول الجديدة، ومحاولة السوق التوافق معها.
وأكدت أن هذه العوامل أدت إلى موجات من البيع الاضطرارى لمحافظ العملاء من شركات السمسرة «Margin call» خشية خسارة أموالهم التى تم إقراضها للعملاء.
ولفتت إلى أن هذه العوامل إضافة إلى أنباء إفلاس شركة «إيفرجراند» عملاق العقارات الصينى، والتى جددت مخاوف نشوب أزمة مالية عالمية جديدة، ستواصل ضغطها على السوق المحلية.
وأوضحت أن السوق تطالب بإلغاء أو مد تأجيل ضريبة الأرباح الرأسمالية، مما سيكون له رد فعل إيجابى على سوق المال، والطروحات المستقبلية المتوقعة.
وتوقعت أن يواصل المؤشر السبعينى وتيرة الهبوط وإن كان بشكل أسرع من السابق، ليتجه صوب مستويات 2650 نقطة.
وقال إيهاب السعيد، عضو مجلس إدارة البورصة السابق إن تضافر عوامل الحديث عن ضريبة الأرباح الرأسمالية والتى أثرت بقوة على نفسية المتعاملين، مع تعديل آليات التداول، ضغطت على السوق بقوة.
وأشار إلى أن هذه العوامل أدت إلى تحول السوق للمسار الهابط على المدى القصير، لافتا إلى أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدى إلى تجميد أى طروحات منتظرة، مما يستلزم معه إغلاق ملف ضريبة الأرباح الرأسمالية من خلال مد التأجيل نظرا لعدم جاهزية السوق.
وتوقع اتجاه المؤشر الثلاثينى صوب 10600 نقطة، بجلسة اليوم، والمؤشر السبعينى نحو 2500 نقطة.
وأكد أن الخسائر سيطرت على السوق بالكامل، حتى أسهم المضاربات التى كانت تقتنص المكاسب خلال الفترة الماضية نالت حظها.
وقالت عصمت ياسين، مدير تداول الأفراد فى شركة أسطول لتداول الأوراق المالية إن السوق بحاجة إلى قرار سيادى لمنع تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية، لأنه طارد للاستثمار، ويعرقل كافة الخطوات التى يجرى تطبيقها للنهوض بالسوق.
وأشارت إلى أن تزامن آليات التداول الجديدة، مع الحديث عن الأرباح الرأسمالية يلقى بظلاله القاتمة على السوق، مما يتوقع معه أن تستمرفى التراجعات ليتجه المؤشر الثلاثينى صوب 10655 نقطة، فضلا عن موجة تخارجات من صناديق الاستثمار المحلية، والأفراد ذوى الملاءة المالية المرتفعة.
وأكدت أن التراجعات امتدت إلى أسهم المضاربات التى استحوذت على الاهتمام خلال الفترة الماضية، لتحصرها فى نطاق مستويات حماية الأرباح، والتراجع.
ولفتت إلى أن الإشارات السلبية التى تشهدها السوق من شأنها تعطيل الطروحات المتوقعة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.