يعتزم البنك الدولى بالتعاون مع مؤسسات تمويل عالمية توفير 172 مليار دولار لمساعدة الدول منخفضة ومتوسطة الدخل على تخطى االآثار السلبية الناجمة عن وباء كورونا، مقسمة إلى 12 مليار دولار لمساعدة الدول النامية على شراء لقاحات وأدوات الاختبار، و إتاحة تمويلات بقيمة 160 مليار دولار بحلول منتصف العام الحالى لتخفيف حدة الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى رفع فيها البنك سقف توقعاته بشأن عدد الأفراد الذين سيقعون فى الفقر المدقع هذا العام، مع تسارع وتيرة تفشى الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19» ليتراوح ما بين 143 و 163 مليون شخص، بعد أن كان يقدرها من 119حتى124 مليون فرد خلال العام الماضى، لتتراوح الزيادة فى أعدادهم ما بين 24 و39 مليون فقير جديد،على الرغم من أن العام الجارى يحمل فى طياته بصيصًا من الأمل فى مكافحة الوباء، مع الإعلان عن تطوير لقاحات جديدة مقاومة للفيروس.
وأشار البنك إلى أن الزيادة فى معدلات الفقر خلال 2020 لم يشهدها العالم منذ قرابة 25 عامًا، خاصة وأن العقدين الماضيين منذ عام 1999، شهدا انخفاض عدد الأشخاص الذين يعيشون فى فقر مدقع بجميع أنحاء العالم بأكثر من مليار شخص، إلا أن الجهود الرامية للقضاء عليه قد تواجه العديد من التحديات بسبب الجائحة التى أصابت العالم مطلع العام الماضى.
وتابع بأنه للمرة الأولى منذ 25 عامًا تشير التقارير إلى ارتفاع عدد الفقراء فى العالم بشكل كبير بسبب الجائحة، حيث كانت التوقعات قبل ظهور الوباء تشير إلى نجاه ما يقرب من 31 مليون شخص من الفقر فى 2020، إلا أنه بعد مرور النصف الأول من ظهور الوباء، وما تبعه من تداعيات سلبية على النمو الإقتصادى، توقعت مجموعة البنك الدولى سقوط ما يقرب من 88 مليون شخص تحت خط الفقر.
وتشير بيانات شبكة إحصاء الفقراء إلى أنه فى عام 1991 نجا 23 مليون شخص من الفقر، وارتفع العدد ليسجل 67 مليون فرد فى عام 1996، قبل أن يقع أشخاص جدد فى الفقر بسبب الأزمة المالية الأسيوية، ليقع 18 مليون شخص فى دائرة الفقر فى عام 1997، ويواصل الارتفاع بمعدل أكبر فى 1998 ليسجل 47 مليون شخص.
وعلى مدار الفترة ما بين 1999 وحتى عام 2019، تضافرت جهود العالم للحد من عدد الفقراء، ليسجل فى أول الفترة 42 مليون شخص تم إنقاذهم من الوقوع فى الفقر، مقابل 15 مليون شخص فى نهاية 2019.
وعلى الرغم من الأزمة المالية التى شهدها العالم فى عام 2008، إلا أن تداعياتها على مستويات الفقر لم تكن ملحوظة بشكل كبير، حيث تشير البيانات إلى نجاه 31 مليون شخص من الفقر فى هذا العام، ليرتفع عدد الأشخاص الذين نحو من الفقر مسجلا أعلى مستوى له فى عام 2011، بإجمالى 140 مليون فرد.
%60 من الفقراء الجدد من جنوب آسيا وأفريقيا
ووفقًا لتوقعات معدلات النمو العالمية فى شهر يناير 2021 مقابل أبريل 2020، فإن الزيادة المحتملة فى أعداد الفقراء ممن ينفقون 1.9 دولار يوميًا، تصل إلى 103.2 %، لتسجل 124 مليون شخص، مقارنة بالتوقعات فى أبريل 2020، والتى سجلت 62 مليون شخص، مع العلم أن 60 % من أعداد الفقراء الجدد بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد سيكونون من مناطق آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء.
أما الفقراء الذين ينفقون 3.2 دولار يوميًا، فتشير التوقعات إلى نموهم هذا العام بصفة أولية بنسبة تصل إلى 89 %، خاصة وأن التكهنات فى أبريل 2020 تشير إلى تسجيلها ما يقرب من 125 مليون شخص، إلا أنها ارتفعت فى تقديرات يناير 2021 لتصل إلى 236 مليون فرد.
وعن الفقراء الذين يصل إنفاهقم اليومى إلى 5.5 دولار، تشير التقديرات الأولية لمجموعة البنك الدولى إلى زيادتهم 57 %، لتصل بحسب معدلات النمو العالمية المتوقعة فى يناير 2021 إلى 210 ملايين شخص، مقارنة بتقديرات النمو الصادرة فى أبريل 2020، والتى سجلت وقوع 134 مليون فرد.
يوضح الجراف التفاعلي التالي عدد الفقراء الجدد بسبب جائحة كورونا في عام 2020 بناء على معدلات النمو المختلفة:
751.5 مليون إجمالى الفقراء فى العالم
تشير التوقعات الإيجابية لشبكة إحصاء الفقراء التابعة للبنك الدولى إلى ارتفاع عدد الفقراء فى العالم إلى 751.5 مليون شخص هذا العام، مقارنة بالعام الماضى الذى سجل ما يقرب من 737.6 مليون فقير، بزيادة قد تصل إلى 2 %، مما يشير إلى تراجع معدلات زيادة الفقراء فى العالم بسبب الجائحة مقارنة بالعام الأول لها، الذى شهد زيادة فى عدد الفقراء الجدد 14.4 %، مع العلم إن أعداد الفقراء فى عام 2019 سجل 644.7 مليون فرد.
وبحسب البيانات التاريخية، سيطر الهبوط على أعداد الفقراء فى العالم على مدار الفترة من 2015 وحتى نهاية 2019، حيث سجل فى العالم الأول من السلسلة الزمنية 741.4 مليون شخص، وتراجع فى عام 2016 ليصل إلى 716.6 مليون فرد.
واستمرت وتيرة الهبوط فى عام 2017، بعد أن تراجع عدد الفقراء فى العالم للمرة الأولى إلى دون 700 مليون شخص، ليصل تعدادهم إلى 689.1 مليون فقير فى جميع دول العالم، وخلال 2018 تراجع العدد ليسجل 660 مليون شخص.