قام برعاية الكشف الأثري الجديد بمنطقة سقارة، والذي أعلن عنه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، وقامت به بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وأعرب هشام عكاشة، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، عن سعادته بمشاركة مصرفه في هذا الإنجاز التاريخي الذي يدعم تفرد الحضارة المصرية والتراث الفرعوني الذي لا ينضبز
وأشار إلى أن شعار البنك الأهلي المصري مستوحى من اللغة المصرية القديمة بعبارة “برنبو” بمعنى “بيت الذهب”، حيث يرمز الإطار الأخضر الخارجي إلى البيت، بينما ترمز نصف الدائرة وأسفلها الأعمدة الذهبية إلى الذهب والأشياء الثمينة باللغة الهيروغليفية.
وأكد عكاشة حرص البنك الدائم والمتنامي على دعم الحركة العلمية والثقافية في مصر، خاصة فيما يتعلق منها بآثار مصر والتي تعد الأقدم والأهم في توثيق التاريخ الإنساني في العالم، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذا التراث الذي يفوق أي قيمة يمكن تقديرها له، وهو واجب قومي يحرص من خلاله البنك الأهلي المصري على تولي دوره الذي يمارسه عبر سنوات عمره الممتدة.
وأضاف أن رعاية البنك لهذا الحدث يأتي استهدافا لخروجه بالشكل الذي يليق بمصر وبالحضارة المصرية أمام العالم الذي يتطلع بشغف لمتابعة محتويات هذا الكشف الأثري الذي وجه الأنظار الى مصر صاحبة أقدم حضارة عرفتها البشرية، وهو ما سيلقي بظلاله الإيجابية على انتعاش حركة السياحة في مصر الذي يعد أحد أهم أهداف الدولة، حيث يتيح مشاركة العالم في حضارتنا والتعرف على الإنجازات المستمرة للشخصية والدولة المصرية بما يسهم في تنمية الاقتصاد القومي.
وبحسب بيان صادر من البنك، أعلن خالد العناني أن الدراسات المبدئية تشير إلى أن الكشف الأثري الذي تم اكتشافه في منطقة “جبانة رجال الدولة” بسقارة، والتي عثر فيها على جبانة للقطط والحيوانات القديمة والطيور المحنطة التي كان يقدسها المصري القديم.
ويتكون الكشف من ثلاثة آبار للدفن تصل أعماقها الى حوالي 12 مترا وعثر داخلها على 59 تابوتا آدميا مغلقا منذ أكثر من 2500 عاما، حيث وجدت تلك التوابيت الخشبية وهي مرتبة بشكل منظم وبحالة ممتازة ومازالت محتفظة بألوانها، مضيفا أن الدراسات المبدئية تشير إلى أن كل تلك التماثيل والتوابيت ترجع لكهنة وكبار رجال الدولة والشخصيات المرموقة في المجتمع من الأسرة 26 من الفراعنة.
وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن هذا الاكتشاف الأثري المذهل والذي قام به متخصصون مصريون وفقا لأعلى المعايير العلمية العالمية في مثل تلك الاكتشافات، تم على عدة مراحل.
وقد تم في البداية اكتشاف 13 تابوتا ومع استمرار الحفر والتنقيب توصل العلماء إلى اكتشاف 14 تابوتا جديدا ثم اكتشفت البعثة باقي التوابيت التسعة وخمسين، إضافة إلى اكتشاف 28 تمثالا خشبيا للإله بتاح سوكر وهو إله جبانة سقارة، وتمثال برونزي طوله 35 سم مطعم بأحجار كريمة للإله نفر توم، والعثور على تمائم فرعونية، مؤكدا أن الكشف لم ينته بعد فمازالت هناك طبقات من التوابيت سيتم الإعلان عنها لاحقا، مشيرًا إلى أن منطقة الاكتشاف هي إحدى المناطق المسجلة على قائمة التراث العالمي وهو ما يعد تأكيدا على تفرد مصر في تنوع ما تضمه من آثار لا ينافسها فيه أي دولة في العالم.
وأضاف العناني أن هذا الكشف الأثري الهام سيتم نقله الى المتحف المصري الكبير، حيث سيتم عرضه بغرفة خاصة به بجوار القاعة الخاصة بخبيئة العساسيف التي تم اكتشافها في البر الغربي بالأقصر عام 2019 والتي ضمت 32 تابوت مغلق لكهنة فرعونيين.
وأشاد العناني بقدرة العلماء المصريين على التعامل بحرفية بالغة مع الاكتشاف الأثري الهام، خاصة في ظل ظروف دقيقة وإجراءات احترازية للحفاظ على السلامة العامة لجميع المشاركين في بعثة الاكتشاف من الأثريين والمرممين، والتي لم تقف حائلا دون تحقيق هذا الإنجاز العالمي، موجها الشكر الى البنك الأهلي المصري راعي الحدث والذي دائما ما يترك بصمته على حركة الثقافة في مصر.
وذكرت نرمين شهاب الدين رئيس التسويق والتنمية المجتمعية بالبنك الأهلي المصري أن البنك قد سبق له رعاية مشروعات تطوير بعض المواقع والمعالم الاثرية بالتعاون مع وزارة الآثار بكل من منطقة أهرامات الجيزة، معبد الكرنك بالأقصر، معبد فيله ومعبد أبى سمبل بأسوان وهي المعالم التي تتمتع بشهرة عالمية.
وذلك سعيا للحفاظ على المكانة التي تستحقها، حيث تضمن التطوير تزويد تلك المعالم بجميع التسهيلات والخدمات ووسائل الراحة والأمان التي تقدم لروادها لضمان أفضل تجربة يتمتع بها الزائرين من المصريين والأجانب.
إضافة إلى رعاية البنك لدراسة علمية موجهة لفحص عدد من المومياوات لدارسة أمراض القلب في مصر القديمة وذلك بالتعاون مع جامعات بحثية في خطوة ستسهم في كشف مزيد من أسرار المصري القديم ، وهو ما يأتي في إطار مساهمات البنك المتعددة في مختلف مجالات المسئولية المجتمعية.
وحضر الإعلان والمؤتمر الصحفي العديد من السفراء من المنطقة العربية والإفريقية ومختلف دول العالم، إضافة إلى تغطية حية وموسعة من وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي حرصت على أن تشهد هذا الحدث العالمي الفريد الذي تتوجه إلى أنظار العالم الذي يقدر جيدا قيمة الآثار المصرية الممتدة لآلاف السنين لتؤرخ للتاريخ البشري.