شهدت الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتنمية التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ خلال الأسبوع الماضي، تطورات متتالية على مستوى جهود التعاون الإنمائي بين وزارة التعاون الدولي وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، في ضوء سعي الوزارة لدفع جهود التنمية من خلال العلاقات المشتركة وتحفيز التنمية والعمل المناخي، لتلبية أولويات الدولة التنموية وتنفيذ رؤية مصر 2030 التي تتسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
وخلال مشاركة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ، فى الاجتماعات تم عقد العديد من اللقاءات الثنائية مع شركاء التنمية، وإطلاق المبادرات الهادفة لتحفيز التعاون جنوب جنوب، والمضى قدمًا فى تنفيذ مشروعات برنامج “نُوَفِّي”، إلى جانب الزيارات الميدانية لمتابعة مشروعات التعاون الإنمائي في محافظة جنوب سيناء.
زيادة تمويلات برنامج “نُوَفِّي”
وخلال كلمة أكينومى أديسينا، رئيس بنك التنمية الأفريقي، فى الجلسة الافتتاحية للاجتماعات، أعلن أن البنك الأفريقى للتنمية يعزز جهوده لدعم محور المياه ضمن برنامج “نُوَفِّي” من خلال حشد تمويلات من شركاء التنمية بقيمة 1.4 مليار دولار، لتنفيذ مشروعات تحلية المياه ودعم جهود الإدارة المستدامة للموارد المائية، وستتم زيادتها إلى 2.2 مليار دولار، فى ضوء دعم البنك لأولويات دول القارة لتحفيز العمل المناخي، حيث يتضمن برنامج “نُوَفِّي” 3 محاور رئيسية هى المياه والغذاء والطاقة، ويتولى البنك الأفريقى للتنمية دور شريك التنمية الرئيسى لتعزيز محور المياه ضمن البرنامج من خلال حشد استثمارات القطاع الخاص والتمويلات المختلطة.
ضمانة المملكة المتحدة Room2Run
وتأكيدًا على الدور الذى تقوم به مشروعات التعاون الإنمائى لدفع جهود التنمية، فقد تم – خلال حدث رفيع المستوى حضرته الدكتورة رانيا المشاط، ووزير التنمية الدولية البريطاني، ورئيس البنك الأفريقى للتنمية، إعلان اختيار مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر، كأول المشروعات المستفيدة من ضمانة Room2Run التى أتاحتها المملكة المتحدة للبنك الأفريقى للتنمية بقيمة مليارى دولار لدعم قدرة البنك على تمويل مشروعات التخفيف والتكيف فى دول القارة، ومن المقرر أن يتم توجيه ضمانة بقيمة 80 مليون يورو، لتغطية جزء من التمويلات التى يقدمها البنك لتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع محطة معالجة مياه الجبل الأصفر، بما يعزز قدرة البنك على التوسع فى تمويل مشروعات أخرى فى مجالي التخفيف والتكيف فى مصر.
جلسة مباحثات مع رئيس البنك الأفريقي للتنمية
وخلال جلسة مباحثات بين الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ورئيس البنك الأفريقى للتنمية، تم التأكيد على أهمية العلاقات المشتركة بين مصر والبنك، والتأكيد على أهمية ما أعلنه رئيس البنك خلال الجلسة الافتتاحية لتعزيز العمل المشترك فى محور المياه ضمن برنامج “نُوَفِّي”، بما يعكس أهمية المنصة كنموذج إقليمى ودولى على مستوى المنصات القطرية لتعزيز العمل المناخي، وضرورة استخدام المنصة فى تعزيز التعاون جنوب جنوب ونقل الخبرات التنموية للدول الأفريقية. كما شهد اللقاء مناقشة مشروعات التعاون المستقبلية والمضى قدمًا فى توسيع نطاق التعاون المشترك، وأيضًا آليات العمل فى إطار رئاسة مصر لوكالة “النيباد” لنقل التجارب التنموية المصرية لدول القارة، ومناقشة استعدادات المشاركة فى مؤتمر المناخ COP28 لعرض ما تم تحقيقه خلال رئاسة مصر للدورة السابقة لتعزيز العمل المناخى فى مصر والقارة.
خطوات فعلية لتعزيز التعاون جنوب جنوب
وفى إطار الجهود المستمرة لتحفيز التعاون جنوب جنوب، ترأست الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وناردوس بيكيلى توماس، المدير التنفيذى لوكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية “نيباد”، جلسة حضرها أكثر من 50 من ممثلى شركاء التنمية، لمناقشة آليات تعزيز التعاون جنوب جنوب والتعاون الثلاثى بما يدعم التنمية فى القارة الأفريقية، حيث تم استعراض الخطوات التى اتخذتها الوزارة فى هذا الشأن ومن بينها إعادة إطلاق أكاديمية التعاون جنوب جنوب بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى UNDP، وتنظيم منتدى مصر للتعأون الدولى والتمويل الإنمائى Egypt-ICF.
وخلال الجلسة أعلن منجستاب هايلي، المدير الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمي، توفير 100 ألف دولار لدول المجموعة التنموية للجنوب الأفريقي، التى تضم 16 بلدًا، بهدف تعزيز جهود تبادل المعرفة مع مصر فى إطار التعاون جنوب جنوب، والاستفادة من التجارب التنموية ممثلة فى المبادرة الرئاسية لتنمية الريف المصرى “حياة كريمة”.
تدشين مكتب إقليمى لبنك التصدير والاستيراد الكورى فى مصر
وفى ضوء العلاقات المصرية الكورية المتنامية، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، جلسة مباحثات ثنائية مع سو يونج هونج، نائب رئيس بنك التصدير والاستيراد الكوري، حيث تم التأكيد على أولوية العلاقات المشتركة وأهميتها لدفع جهود التنمية، والإشارة إلى أهمية صياغة إطار للتعأون واستراتيجية مشتركة للخمس سنوات المقبلة، تعكس الأولويات التنموية وقوة العلاقات المصرية الكورية، وتستفيد من الخبرات المتراكمة والشراكات الناجحة لمصر مع شركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين، بما يحقق التكامل فى جهود التعاون الإنمائي، وتعظيم العائد منها. كما رحب مسئولو البنك بتدشين مكتب إقليمى للبنك فى القاهرة تأكيدًا على العلاقات الثنائية القوية بين الجانبين وليكون قاعدة لتوسيع نطاق عمليات البنك فى قارة أفريقيا.
وضع استراتيجية للتعأون الإنمائى مع البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية
وبحثت وزيرة التعاون الدولي، مع نائبى رئيس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، لودجر شوكنيشت، نائب رئيس البنك للاستثمار فى البنية التحتية والسكرتير التنفيذى للبنك، وكونستانتين ليميتوفسكي، نائب رئيس البنك لعمليات الاستثمار، حيث تم مناقشة، أسس الشراكة المستقبلية بين مصر والبنك، وضرورة صياغة استراتيجية للتعأون الإنمائى بين مصر والبنك تتضمن أهم مجالات العمل المشترك، وأن تتواءم هذه الاستراتيجية مع رؤية وجهود الدولة لتحفيز القطاع الخاص وزيادة دوره فى دعم جهود التنمية وفقًا لأولويات الدولة لتحقيق النمو الشامل والمستدام.
زيارة جامعة الملك سالمان الدولية بشرم الشيخ
وتزامنًا مع انعقاد الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقى للتنميةـ، تفقدت وزيرة التعاون الدولي، والرئيس التنفيذى للصندوق السعودى للتنمية، جامعة الملك سالمان الدولية بمدينة شرم الشيخ، فى ضوء متابعة نتائج الشراكات الإنمائية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وتأكيدًا على العلاقات المتميزة بين الجانبين، وتعد الجامعة من النمإذج التنموية الرائدة ضمن برنامج الملك سالمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، حيث يتبعها 3 فروع فى مدينة شرم الشيخ والطور ورأس سدر، وتتضمن ألفروع الثلاثة 15 كلية و56 برنامجًا، ومن المقرر أن يصل إجمإلى الطلاب الدراسين فى ألفروع الثلاثة 5000 طالب خلال العام المقبل، فى ضوء الوصول إلى المستهدف وهو 25 ألف طالب فى الجامعة.
الفعاليات والجلسات النقاشية
وخلال فعاليات الاجتماعات ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الكلمة الرئيسية فى الجلسة النقاشية التى عُقدت حول “حشد التمويل المناخى لتيسير التحول الأخضر فى الاقتصاديات الناشئة”، حيث استعرضت أهم ما جاء في “دليل شرم الشيخ للتمويل العادل”، والذى تم إطلاقه فى إطار رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27، فى ضوء الجهود المصرية لتحفيز العمل المناخى وتعزيز الجهود الدولية لحشد التمويلات المناخية العادلة للدول النامية والاقتصاديات الناشئة.
كما شاركت فى جلسة أخرى لمناقشة المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأفريقى والبنك الأفريقى للتنمية لإطلاق “المؤسسة الأفريقى للتكنولوجيا الصيدلانية (APTF)، للتعريف بدور وأهمية المؤسسة ونهجها الشامل لتعزيز قدرة أفريقيا على إنتاج الأدوية واللقاحات.
لقاءات ثنائية مكثفة
وعقدت وزيرة التعاون الدولي، لقاءات ثنائية مكثفة خلال الاجتماعات، حيث التقت ريمى ريو، المدير التنفيذى للوكالة ألفرنسية للتنمية، لمناقشة تطور المحفظة الجارية للتعأون الإنمائي، كما بحثت تعزيز العلاقات الثنائية، مع أندرو ميتشل، وزير التنمية الدولية وأفريقيا بالمملكة المتحدة، وهارجيت ساجان، وزير التنمية الدولية الكندى والمسئول عن وكالة التنمية الاقتصادية لمنطقة المحيط الهادىء، و بيورج سانشاير، وزيرة الدولة للتعأون الدولى بوزارة الخارجية النرويجية، وناردوس بيكيلى توماس، المديرة التنفيذية لوكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية “نيباد “، الدكتورة باربل كوفلر، سكرتير الدولة البرلمانى للوزارة الاتحادية الألمانية للتعأون الاقتصادى والتنمية.
والتقت وزيرة التعاون الدولي، أليكسيا لاتورتو، مساعد وزير الخزانة الأمريكية للتجارة الدولية والتنمية، لبحث سبل تعزيز العلاقات المصرية الأمريكية المشتركة، ومناقشة الجهود الجارية لتطوير مؤسسات التمويل متعددة الأطراف لتعزيز قدرتها على دعم جهود التنمية فى الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، وناقشت العلاقات المشتركة مع إلياس موسى، وزير الاقتصاد المكلف بالمالية بدولة جيبوتى ومحافظ جيبوتى لدى البنك الأفريقى للتنمية، أوليفر بوجنون، مدير مرفق الدعم القانونى الأفريقي، جأى كولينز، نائب رئيس سيتى بنك.