وافق البرلمان، في جلسته السرية اليوم الاثنين، بإجماع آراء النواب الحاضرين على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهامّ قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية إلى حين انتهاء مهمة القوات.
قال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن النواب صوّتوا بالإجماع في جلسة سرية بالموافقة على إرسال قوات من الجيش المصري للقيام بمهام قتالية خارج حدود البلاد غربًا.
وأضاف أن وقف أعضاء البرلمان خلال الجلسة تحية للقائد الأعلى والجيش المصري العظيم.
من جانبه قال النائب مصطفى الكمار، عضو مجلس النواب، إن مصر ستواجه بكل حسم، كل من تسوِّل له نفسه المساس بأمنها القومي، وستضرب بيد من حديد على أي قوى خارجية تهدد الأمن القومي الليبي الذي هو بالضرورة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وأضاف الكمار أن مجلس النواب أعلنها صراحة “نحن خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة في أي قرار لصالح الأمن القومي المصري”، وذلك تعبيرًا عن إرادة الشعب المصري الذي نمثله.
وتابع الكمار: “التدخلات التركية في ليبيا أصبحت خطرًا لا يمكن السكوت عليه، ولا يمكن أن تنقف مصر محل المتفرج وهناك دولة تهدد أمنها القومي تهديدًا مباشرًا، وأمن دولة شقيقة نعتبرها بلدنا الثاني”.
وأضاف الكمار أن مصر وضعت خطًّا أحمر في ليبيا، وأوضحت موقفها أمام العالم أجمع أننا لن نقف مكتوفي الأيدى حال تجاوزه، لافتًا إلى أن القوات المسلحة مستعدة لردع أي اعتداء على أمن مصر القومي، حال تجاوز ليبيا الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس السيسي.
وأكد الكمار أن الوضع في أثيوبيا لا يقل خطورة عن الوضع في ليبيا، مؤكدًا أن مصر لم ولن تفرط في قطرة ماء واحدة، وأن المياه حط أحمر لا يمكن التهاون في الاعتداء عليه.
كان ، قد دعا أعضاء المجلس للانعقاد في جلسة سرية عملًا بحكم المادة 152 من الدستور والمادة 130 من اللائحة الداخلية للمجلس، وإخلاء القاعة من جانب جميع الحاضرين عدا النواب وأعضاء الحكومة والأمين العام للمجلس، مع عدم استخدام الهواتف المحمولة، أو إفشاء ما يدور في هذه الجلسة، إعمالًا للائحة الداخلية للمجلس، وحضر 510 من أعضاء المجلس، وذلك في مساء الاثنين 20 يوليو الحالي، للنظر في الموافقة على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي العربي ضد أعمال الميليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية إلى حين انتهاء مهمة القوات.
حضر الجلسة التاريخية وزير شئون المجالس النيابية المستشار علاء فؤاد واللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع.
وخلال الجلسة تم استعراض مخرجات اجتماع مجلس الدفاع الوطني المنعقد صباح أمس الأحد برئاسة رئيس الجمهورية والتهديدات التي تتعرض لها الدولة من الناحية الغربية، وما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي المصري وثمن وأيد مجلس النواب رئيسًا وأعضاء الجهود المبذولة للقوات المسلحة درع الأمة وسيفها، ورعايتها الأمينة للثوابت الوطنية والعربية والاقليمية، فلا الشعب يومًا خذل الجيش، ولا الجيش يومًا خذل الشعب.
وأكد مجلس النواب أن الأمة المصرية على مر تاريخها أمة داعية للسلام لكنها لا تقبل التعدي عليها او التفريط في حقوقها وهي قادرة بمنتهى القوة على الدفاع عن نفسها وعن مصالحها وعن أشقائها وجيرانها من أي خطر أو تهديد، وأن القوات المسلحة وقيادتها لديها الرخصة الدستورية والقانونية لتحديد زمان ومكان الرد على هذه الأخطار والتهديدات.