«البحر المتوسط والدلتا».. احتياطيات ضخمة لم تكتشف من الغاز الطبيعى

أبو قير: خليج السويس والصحراء الغربية أكثر الامتيازات الثرية بالزيت الخام

تسعى الحكومة إلى زيادة معدلات الاستثمار الأجنبى بقطاع البترول، لا سيما فى مشروعات البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعى والزيت الخام، عبر استمرارها فى طرح المناقصات العالمية للبحث والتنقيب، والتطوير المستمر لمناخ عمل الشركات الأجنبية، وسرعة تسديد مستحقاتهم المتأخرة .

من المستهدف أن يتراوح إجمالى استثمارات البحث والتنقيب والتنمية عن الخام والغاز الطبيعى خلال العام المالى الجارى بين 10 إلى 11 مليار دولار.

أكد يسرى حسان، المدير الإقليمى لشركة أيوس بترو الأمريكية، واستشارى البترول،أن منطقتى الدلتا والبحر المتوسط من أكثر المواقع الواعدة والثرية باحتياطيات ضخمة لم تكتشف بعد من الغاز الطبيعى .

المخاطرة مرتفعة نسبيا فى التنقيب بالبحر الأحمر

قال حسان إن البحر الأحمر انضم للقائمة مؤخرا، ويعد من المناطق المبشرة، لكنه يتسم بارتفاع درجة المخاطرة نسبيا، باعتباره منطقة بكر، مقارنة بباقى المناطق التى تم تحقيق العديد من الاكتشافات التجارية بها على مدار الأعوام الماضية.

أضاف أن قطاع البترول يمثل كنزا من الفرص أمام المستثمرين، لا سيما فى مشروعات البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعى فى المياه العميقة، فضلا عن المناطق البرية لإنتاج الزيت الخام.

قال إن التنقيب فى المياه العميقة لإنتاج الغاز الطبيعى يتطلب تكنولوجيا متطورة وحديثة باستثمارات ضخمة، لا يمكن توفيرها إلا من خلال كبرى الشركات البترولية العالمية.

أكد حسان أن الفترة الماضية شهدت قيام عدد من الشركات العالمية العاملة فى مصر ومن ضمنها «شل» ببيع حصتها فى الامتيازات البرية، بهدف التفرغ بشكل أكبر للامتيازات الخاصة بها فى المياه العميقة، التى تتطلب توفير استثمارات بالمليارات لتؤتى ثمارها على صعيد الإنتاج والاكتشافات.

فرص متاحة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة

شدد حسان على أن توافر الفرص فى القطاع لباقى الشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن الفرص ليست حكرا على الكبار فقط، وأن مناطق استخراج البترول الخام فى الصحراء الغربية وخليج السويس فى انتظار الشركات الصغيرة والمتوسطة.

أكد أن تحقيق الاستغلال الأمثل لتلك المناطق حاليا يتطلب العمل بتكنوولجيا مختلفة وتفكير غير تقليدى فيما يخص طرق البحث والتنقيب، لا سيما أن تلك المناطق قامت بتحقيق أقصى إنتاجية إجمالية لها منذ فترة الأربعينيات حتى الآن.

قال حسان إن الاستثمار فى تلك المناطق وتحقيق إنتاجية مرضية من البترول يلزمه التفكير خارج الإطار التقليدى والعمل بآليات وتكنولوجيا جديدة لاستغلالها.

9 اتفاقات حديثة باستثمارات 452 مليون دولار

وقعت وزارة البترول منذ أيام على 9 اتفاقات جديدة للبحث عن البترول والغاز فى البحر المتوسط والصحراء الغربية، باستثمارات أكثر من 452 مليون دولار بمنطقتى البحر المتوسط والصحراء الغربية.

بتوقيع هذه الاتفاقات التسع يصل عدد التى أبرمتها وزارة البترول مع المستثمرين والشركاء منذ يوليو 2014 حتى الآن 79 اتفاقية بترولية، فضلاً عن 4 اتفاقات جديدة أخرى، وافق عليها مجلس النواب وتوقيعها لاحقا.

تبلغ استثمارات الاتفاقات 452.3 مليون دولار حد أدنى ومنح توقيع 84 مليون دولار، تشمل الاتفاقات حفر 38 بئرًا.

توقيع الاتفاقية الأولى بمنطقة شرق حورس بالصحراء الغربية مع هيئة البترول وشركة شل باستثمارات حدها الأدنى 24.5 مليون دولار ومنحة توقيع 23 مليون دولار لحفر 5 آبار.

الاتفاقية الثانية بمنطقة أبو سنان بالصحراء الغربية مع هيئة البترول وشركة شل باستثمارات حدها الأدنى 7.8 مليون دولار ومنحة توقيع مليون دولار لحفر 3 آبار.

الاتفاقية الثالثة بمنطقة غرب الفيوم بالصحراء الغربية مع هيئة البترول وشركة شل باستثمارات حدها الأدنى 24.7 مليون دولار ومنحة توقيع 27 مليون دولار لحفر 6 آبار.

«شل» تستحوذ على النصيب الاكبر من الامتيازات الجديدة

الاتفاقية الرابعة بمنطقة (بدر -2) و(بدر -17) بالصحراء الغربية مع هيئة البترول وشركة شل باستثمارات حدها الأدنى 60 مليون دولار، ومنحة توقيع 10 ملايين دولار لحفر 9 آبار.

الاتفاقية الخامسة تعديل بمنطقة غرب كنايس بالصحراء الغربية مع هيئة البترول وشركة أباتشى باستثمارات حدها الأدنى 5.5 مليون دولار، ومنحة توقيع 4 ملايين دولار لحفر بئرين.

الاتفاقية السادسة تعديل بمنطقة غرب كلابشة بالصحراء الغربية مع هيئة البترول وشركة أباتشى باستثمارات حدها الأدنى حوالى 20.8 مليون دولار، ومنحة توقيع 6 ملايين دولار لحفر 8 آبار.

الاتفاقية السابعة بمنطقة امتياز الفنار البحرية بالبحر المتوسط مع شركة إيجاس وشركتى شل وبتروناس، باستثمارات حدها الأدنى 129 مليون دولار، ومنحة توقيع 3 ملايين دولار لحفر بئرين.

الاتفاقية الثامنة بمنطقة امتياز شمال سيدى جابر البحرية بالبحر المتوسط مع شركة إيجاس وشركتى شل وبتروناس، باستثمارات حدها الأدنى 180 مليون دولار، ومنحة توقيع 10 ملايين دولار لحفر 3 آبار.

الاتفاقية التاسعة تعديل سعر الغاز بمنطقة امتياز البرج البحرية بالبحر المتوسط مع شركة إيجاس وشركتى شل وبى بى.

«شل»: واثقون فى مناخ العمل بمصر

أكد معتز درويش، نائب رئيس شركة شل العالمية، أن توقيع الشركة على تلك الاتفاقات الأخيرة مع وزارة البترول، وفوزها مؤخرا بامتيازات جديدة فى مزايدة البحر الأحمر، يؤكد ثقة الشركة فى مناخ الاستثمار فى مصر، ورغبتها وخططها فى التوسع بقطاع البترول المصرى.

لفت إلى أن الشركة مستمرة فى زيادة حجم استثماراتها وإنتاجها فى مجال البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعى فى المياه العميقة وامتيازاتها البحرية فى مصر.

فازت شركة شل الهولندية بالقطاع رقم 3 ورقم 4 ضمن مزايدة البحر الاحمر التى طرحتها شركة جنوب الوادى القابضة للبترول العام الماضى .

حققت مصر 55 كشفًا خلال العام الماضى مقسم إلى 40 كشفًا للزيت الخام، و15 للغاز الطبيعى بمناطق البحر المتوسط، والصحراء الغربية والشرقية، وخليج السويس، ودلتا النيل، وسيناء، عبر مواصلة ضخ استثمارات البحث والتنقيب والتنمية بمواقع امتياز الشركات الأجنبية .

من أبرز المشروعات التنموية التى تم تنفيذها العام الماضى، مشروع تنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل «المرحلة الثانية « لحقلى جيزة/فيوم بالبحر المتوسط لصالح شركة بى بى الإنجليزية:

مشروعات بالجملة لتنمية الغاز حصيلة عمل 2019

بدأ الإنتاج من هذه المرحلة فى فبراير 2019 بمعدل إنتاج 700 مليون قدم مكعب غاز يوميا باستثمارات 2.7 مليار دولار، ومشروع استكمال تنمية حقل ظهر بمنطقة شروق بالبحر المتوسط لصالح شركة إينى الإيطالى.

شهد 2019 الإسراع واستكمال مراحل تنمية الحقل ليتضاعف إنتاجه 8 مرات منذ باكورة إنتاجه فى ديسمبر 2017، ليبلغ 2.7 مليار قدم مكعب يومياً، وارتفاع قدرته الإنتاجية إلى 3 مليارات قدم مكعب يومياً.

يتميز المشروع بضخامة استثماراته التى وصلت إلى أكثر من 11.5 مليار دولار حتى الآن، وتصل إلى 15.6 مليار دولار على مدار عمر المشروع .

تضم القائمة مشروع تنمية حقل جنوب غرب بلطيم بالبحر المتوسط، التابع لشركة إينى الإيطالية، ويهدف المشروع إلى إنشاء التسهيلات اللازمة لاستيعاب كمية تقدر 500 مليون قدم3 غاز يوميا، من خلال حفر عدد (5) آبار بمنطقة جنوب غرب بلطيم، وتبلغ تكلفة المشروع 363 مليون دولار.

أكد محمد عبد السلام، رئيس مجلس إدارة شركة أبو قير للبترول، أن قطاع البترول من أكثر القطاعات الغنية والثرية بفرص استثمارية كبرى للشركات العاملة بمجال إنتاج الزيت الخام والغاز الطبيعى.

رغم أن الاتجاه العام لكبرى الشركات البترولية هو الاستثمار فى التنقيب عن الغاز الطبيعى، واستخراجه من المياه العميقة، وفقا لعبد السلام، إلا أن العمر الافتراضى للخام لم ينضب.

احتياطيات الزيت الخام متوافرة بكميات مرضية

قال عبد السلام: «البترول متوافر وبكميات جيدة فى العديد من المناطق البرية، ومصر حققت اكتشافات متميزة لإنتاج الزيت الخام، والشركات العاملة مستمرة فى ضخ استثمارات لاستخراج المزيد خلال الفترة المقبلة.

أضاف أن المزايدات الدورية التى تطرحها الهيئة العامة للبترول للتنقيب عن البترول الخام تجذب كبرى الشركات العالمية، الأمر الذى يؤكد ثراء القطاع بفرص واعدة ومميزة، سواء على صعيد استخراج الغاز أو الزيت الخام.

شهد العام الماضى بحسب التقرير الختامى لأعمال قطاع البترول، الصادر نهاية العام الماضى، استكمال مشروع المرحلة التاسعة «ب» بحقول غرب الدلتا بالمياه العميقة، فى البحر المتوسط التابع لشركة شل الهولندية، بهدف إنتاج 350 مليون قدم3 يوميا/ غاز، و3 آلاف برميل يوميا متكثفات وبتكلفة استثمارية 775 مليون دولار .

يهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج إلى 100 مليون قدم مكعب يوميا، باستثمارات 100 مليون دولار من خلال حفر 4 آبار، ووضع 3 آبار على الإنتاج خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر2019 بمعدل إنتاج أولى 60 مليون قدم مكعب يوميا.

8 مليارات قدم مكعب غاز مستهدفة الأعوام المقبلة

شملت القائمة مشروع استكمال تنمية منطقة دسوق المرحلة (ب) فى منطقة دلتا النيل لصالح شركة وينتر شال ديا الألمانية بهدف إنتاج حوالى 100 مليون قدم مكعب يوميا من خلال إكمال وربط 10 آبار بمنطقة دسوق على محطة المعالجة الرئيسية، بإجمالى تكلفة 30 مليون دولار.

ووضع (6) آبار على الإنتاج خلال 2019 بمعدلات إنتاج أولية 50 مليون قدم مكعب يوميا، ومشروع حقول جنوب دسوق فى منطقة دلتا النيل لصالح شركة SDX ، بهدف إنتاج 50 مليون قدم3 يوميا، بإجمالى تكلفة 49 مليون دولار، ووضع الحقل على الإنتاج فى نوفمبر2019 بمعدل إنتاج أولى 45 مليون قدم مكعب يوميا.

أخيرا ما تم تنفيذه فى مشروع خط أنابيب نيدوكو/الجميل فى امتياز دلتا النيل لصالح شركة إينى الإيطالية، بهدف نقل 700 مليون قدم3 يوميا من إنتاج حقل نيدوكو إلى محطة معالجة الجميل، لزيادة استخلاص البوتاجاز والمتكثفات والقدرة على معالجة كميات أكبر من الغازات، وتبلغ تكلفة المشروع 300 مليون دولار، وتشغيل الخط الأول نهاية يناير 2019، وتم تشغيل الخط الثانى منتصف مايو الماضى.

تهدف وزارة البترول إلى زيادة معدلات إنتاج مصر من الغاز الطبيعى من 7-7.2 مليار قدم مكعب يوميا حاليًا إلى 8 مليارات قدم مكعب الفترة المقبلة، عبر استكمال تنفيذ العديد من المشروعات، وبدء العمل فى الامتيازات الجديدة التى تم طرحها بأحدث المزايدات العالمية للبحث والتنقيب.