مسئول حكومى: مباحثات مستمرة مع «سيمنس» و«شلمبرجير» و«إيمرسون» و«بيكر هيوز» وغيرها
«أباتشى الأمريكية»: الابتكار والأتمتة يساعدان فى زيادة كفاءة العمليات والاستكشافات والتنمية
◗ «يوسف»: ربط شركات القطاع بالوزارة ثم مجلس الوزراء مرحلة مطلوبة لاحقًا لاستكمال التطوير
تتبنى وزارة البترول والثروة المعدنية برنامجًا متكاملًا للتحول الرقمى، ضمن مشروع تطوير وتحديث القطاع، بهدف إنشاء منظومة رقمية متكاملة لتحقيق الترابط المطلوب بين كل أنشطة ومراحل الصناعة البترولية، وإتاحة البيانات والمعلومات اللازمة لدعم وسرعة اتخاذ القرار، وزيادة الاستثمارات، والمساعدة فى مواجهة الأزمات، ومسايرة النظم العالمية تكنولوجيا.
ويستهدف القطاع تحقيق طفرة وانتعاشة فى تنفيذ مشروعات التحول الرقمى، بمختلف مراحل الصناعة البترولية استثمارًا للنجاحات التى حققها مؤخرًا.
ومن أبرز مشروعات القطاع بمجال التحول الرقمى والتكنولوجى التشغيل الفعلى لـ«بوابة مصر» للاستكشاف والإنتاج «Egypt Upstream Gateway» كأول منصة رقمية توفر البيانات الجيولوجية لأنشطة البحث والاستكشاف والإنتاج فى مصر بمعايير عالمية فى توقيت قياسى.
ومن ضمن المشروعات إطلاق أول تطبيق إلكترونى على الهاتف المحمول للتعريف بأماكن ومواقع محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعى ومراكز التحويل، وإظهار أقرب هذه المحطات والمراكز للمكان الذى يتواجد فيه المواطن والتعريف بالخدمات التى تقدمها Mop stations، إضافة إلى النجاحات التى تحققت من قبل مثل الإسراع بوضع المشروعات الجديدة على خريطة الإنتاج وإطلاق بوابة تواصل العاملين وغيرها من المشروعات التى كان لمواكبة التطور واستخدام تطبيقات التقنيات الحديثة دور بارز فيها.
ويسعى قطاع البترول لتحقيق الاستفادة من الرقمنة فى إدارة منظومة السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة ومجال متابعة الانبعاثات وأنشطة معالجة المياه، كما راعى مشروع تطوير وتحديث القطاع طبيعة القطاع الفريدة، واعتماده بشكل أساسى على استخدام أحدث التقنيات فى أنشطته المختلفة.
وتم وضع رؤية لتحقيق مفهوم شامل وقاعدة متكاملة للتحول الرقمى فى القطاع لتحسين وميكنة آليات العمل، وتيسير تداول المعلومات من خلال شبكة اتصالات موحدة للقطاع، وذلك انطلاقًا من دور قطاع البترول كلاعب أساسى فى تنفيذ رؤية مصر 2030.
فى البداية، أكد مسئول بوزارة البترول، أن القطاع بدأ منذ سنوات تنفيذ أولى خطوات التحول الرقمى، مع إطلاقه مشروع التحديث والتطوير، الذى يستهدف كل مراحل الصناعة البترولية، بداية من العملية الإنتاجية بالمواقع وحتى المستهلك النهائى.
وقال إن «البترول» تحرص على المباحثات المستمرة والتعاون الجاد مع كبرى الشركات والمؤسسات العالمية، أمثال «سيمنس» و«شلمبرجير» و«إيمرسون» و«بيكر هيوز» وغيرها، للاطلاع على تجاربها وتطبيق خبراتها، بهدف التوسع فى ذلك البرنامج وتطبيق الحلول التكنولوجية المتطورة فى إدارة منظومة العمل بالمشروعات البترولية.
ولفت المسئول إلى أن التوسع فى التحول نحو المنظومة الرقمية الإلكترونية بكل مراحل الصناعة البترولية بات أمرًا حتميًا، لا سيما عقب جائحة كورونا وضرورة تسيير الاعمال واستكمال تنفيذ المشروعات عن بعد.
وأضاف المسئول أن قطاع البترول قطع شوطًا كبيرًا فى التحول الرقمى، عبر بدء تنفيذ عدة مشروعات بمجالات التدريب والتكرير والانتاج وعملية طرح المزايدات، ويسير حاليًا بخطة ثابتة وسريعة نحو استكمال تنفيذ البرنامج وتعميمه على مختلف مراحل الصناعة البترولية.
وقد عرضت شركة سيمنس الألمانية على قطاع البترول مؤخرًا حزمة من الإمكانيات المتطورة والحلول التكنولوجية التى يمكن أن تسهم فى تقديمها أنشطة صناعة البترول والغاز والأنظمة الرقمية المختلفة وأنظمة التحكم بالمشروعات، مشيرين إلى أن الشركة لديها مركز متكامل للرقمنة بكل تطبيقاتها فى العاصمة الإدارية .
كما قامت شركة بيكر هيوز بعرض توضيحى لقطاع البترول لعدد من التطبيقات التكنولوجية الحديثة والحلول الرقمية التى تقدمها الشركة فى مجالات التسجيل الآلى لإنتاج الحقول واسترجاع غازات الشعلة وتوفير المواد الكيماوية، وكذلك فى زيادة الإنتاج من الحقول المتقادمة ومشروعات الصيانة والإنشاءات وتدريب الكوادر البشرية.
واتفق الجانبان على استكمال برنامج تدريب الكوادر البترولية فى شركة بيكرهيوز، بعد التوقف الناجم عن جائحة كورونا، ضمن البرنامج المشترك الذى تنفذه الوزارة لرفع كفاءة العاملين وصقل خبراتهم بالتعاون مع الشركات البترولية العالمية العاملة بمصر.
وعلى صعيد متصل، قال مسئول وثيق الصلة بشركة أباتشى الأمريكية أن الشركة تدعم التحول الرقمى فى قطاع البترول، مؤكدًا أن الابتكار والرقمنة يساعدان فى زيادة كفاءة العمليات والاستكشافات، وكذلك قدرات التنمية.
ولفت إلى أنه من خلال الابتكار التكنولوجى استطاعت “أباتشى الأمريكية” تحسين كفاءة العمليات وتقليل النفقات، وقدمت أدوات وأساليب جديدة لتطوير وتعظيم موارد الطاقة فى مصر والمساعدة فى تحديث الصناعة.
وتحرص “أباتشى” بشكل دائم على تحديث العمل بمواقع امتيازها فى مصر، وتحديد أهداف جديدة باستخدام «المسوح السيزمية ثلاثية الأبعاد»، ما دعمها فى الوصول لمعدلات نجاح فى عمليات الحفر، وصلت نسبتها إلى %93.
على جانب آخر، أكد الدكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول والطاقة أن قطاع البترول منفتح على العالم، ويسعى للعمل بالأفكار والحلول التكنولوجية الحديثة بكل مراحل الصناعة البترولية، بهدف الاستفادة من عوائدها وجذب الشركات الكبرى للعمل والاستثمار.
ولفت “القليوبى” إلى أن مصر تمتلك إمكانيات وثروات واعدة تجعلها تتميز عن مختلف الدول، سواء على صعيد الموارد الطبيعية أو العناصر والكوادر البشرية أو البنية التحتية، لذلك لا بد من استغلال تلك الثروات والإمكانات بالشكل الأمثل والترويج لها بشكل رقمى، يواكب أحدث النظم التكنولوجية العالمية.
وقال إن العمل بمنظومة الرقمنة وفقًا لأحدث الأليات التكنولوجية الحديثة يمثل لغة عالمية لمخاطبة كل الشركات والمؤسسات والمستثمرين محليًا وعالميًا.
وشدد “القليوبى” على أن النظام الرقمى بات لغة عالمية تتواصل بها كبرى الشركات والكيانات بمختلف الدول المتقدمة، لذلك لا بد من التوسع فى تعميمه محليًا بكل القطاعات وليس قطاع الطاقة فحسب.
وذكر أن تجربة إطلاق مصر لمنصة الاستكشاف والإنتاج الإلكترونية لاقت نجاحًا كبيرًا مؤخرًا، وأقبل على التسجيل فى عضويتها كبرى شركات البترول العالمية، الأمر الذى يؤكد جدوى الاستمرار فى التحديث والتطور والتحول نحو ذلك النظام بمختلف مجالات القطاع.
وتضم قائمة المشروعات التى بدأ القطاع تنفيذها ضمن برنامج التحول الرقمى إنشاء نظام تخطيط وإدارة الموارد ERP ، كما تم تطبيق نظام تخطيط وإدارة الموارد فى الهيئة المصرية العامة للبترول، وجميع الشركات القابضة التابعة للوزارة، وجارٍ ربط الشركات التابعة لهم، كما بدأ تنفيذه فى مصافى التكرير وشركات التسويق التابعة للهيئة المصرية العامة للبترول.
وكذلك تم تطبيق النظام الرقمنى والتكنولوجة لمراقبة والتحكم فى تداول وتوزيع المنتجات البترولية بهدف مراقبة عمليات نقل وتوزيع المنتجات البترولية الرئيسية ومتابعة أنماط الاستهلاك من أنواع المنتجات البترولية المختلفة، للوقوف على أى اختناقات يمكن أن تحدث فى عمليات التوزيع.
بينما أكد المهندس مدحت يوسف الاستشاى البترولى، رئيس شركتى موبكو وميدور سابقا، أن العالم بأكمله يتجه بخطى سريعة إلى تطبيق منظومة التحول الرقمى فى كل المعاملات والبيانات والممارسات الخاصة بالبيع والشراء والاستثمار وخلافه.
ومن هذا المنطلق، أكد “يوسف” أنه لا بد أن يتم اللحق بهذا التطور، سواء بقطاع البترول أو غيره من القطاعات الاقتصادية، موضحًا أن قطاع البترول يتضمن تجارة دولية واستثمارات خارجية مع شركات عالمية متخصصة لغتها الأساسية النظام الرقمنى والتكنولوجى.
وقال “يوسف” إنه مع انفتاح شركات الخدمات البترولية المصرية، أمثال إنبى وبتروجت وصان مصر، على الدول واحتلالها مكانة رائدة بقائمة كبرى الشركات المنفذة للمشروعات بالخارج، بات من الضرورى التوسع فى النظام الرقمنى بكل التعاملات.
وشدد على أن مؤسسة الرئاسة تعطى منظومة التحول الرقمى دفعة قوية ودعما ملحوظا فى كل القطاعات، وتسعى الحكومى لعمل نموذج متكامل للتحول الرقمى فى العاصمة الإدارية الجديدة.
وعن أكثر مجالات وأنشطة الصناعة البترولية المطلوب تعميم منظومة الرقمنة عليها، أكد “يوسف” أن أبرزها أنشطة البحث والاستكشاف والمزايدات التى تخاطب الكيانات العالمية، وكذلك التوسع على المستوى المحلى عبر الربط بين كل شركات القطاع والوزارة ومجلس الوزراء فى مراحل متطورة لاحقًا.