البابا تواضروس: في 2011 حدثت فوضى ومتاعب وثورة 30 يونيو عدلت الموازين وخلقت حياة جديدة

في حوار مع القناة الأولى

البابا تواضروس: في 2011 حدثت فوضى ومتاعب وثورة 30 يونيو عدلت الموازين وخلقت حياة جديدة
المال - خاص

المال - خاص

11:14 م, السبت, 7 يناير 23

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه في عام 2011 حدثت فوضى ومتاعب وصراعات في مصر وعدم استقرار، منوها في الوقت نفسه إلى أن ثورة 30 يونيو عام 2013 عدلت الموازين وخلقت حياة جديدة للمصريين؛ في إشارة إلى دستور جديد وبرلمان جديد ورئيس جديد، وفترة انتقالية التي ترأسها المستشار عدلي منصور وعقب ذلك انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي.

جاء ذلك في حوار خاص مع القناة “الأولي” المصرية اليوم السبت، نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأوضح أن مصر شهدت أحداثا كبيرة منذ 2011 حتى 2013، واستقرت الأمور عقب ذلك.

ونوه إلى أن البابا شنودة خدم الكنيسة حتى آخر لحظة، حتى تنيح في مارس 2012، مضيفا “أنه تم اختيار رئيس للبلاد في يونيو عام 2012 ، وكان المصريون يعيشون في قلق جراء التغيرات للأسوأ وعدم الاستقرار، مبينا أنه تم اختياره للقداسة خلال شهر نوفمبر في عمق الأحداث الجارية “.

وتحدث البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أيضا عن الهجمات الإرهابية التي طالت الكنائس في عدة فترات ووصفها بأنها كانت شديدة الصعوبة، مؤكدا أن مثل هذه الهجمات لم تعتاد مصر عليها.

وأوضح البابا تواضروس، أن الهجمات التي شهدتها الكنائس في أغسطس عام 2013 كانت الأصعب وتوالت بعدها سلسلة الاستهدافات في عامي 2016 و 2017.

وأكد البابا تواضروس أنه في هذه الفترة كان الأهم وما شغل ذهنه هو أمن البلد، قائلا” الطوب اللي بيتهد ممكن يتبني تاني العنف اللي كان موجود مكنش طبيعة المصريين وكنت متأكد أنه خارج إطار المصريين”.

وعن الاحتفال بأعياد الميلاد، قال البابا تواضروس “إحنا المصريين بنحب الأعياد وبنحب الفرحة وبنحب اللمة وده من أيام الفراعنة وعيد الميلاد له خصوصية عندنا لأن العالم بيحتفل بيه في تاريخ سابق عن التاريخ بتاعنا، وده اختلاف فلكي ليس أكثر، الحاجة المهمة أن الاحتفال دائما يبقى في بداية السنة”.

وتمنى البابا تواضروس أن يكون هذا العام ملئ بالأحداث الطيبة بعيدا عن الأزمات والمشكلات.

وقال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي اعتاد على زيارة الكنيسة وتقديم التهنئة له منذ عام 2015 ومنذ ذلك الحين أصبح تقليدا جميلا ينتظره المسيحيون.

وأضاف البابا تواضروس الثاني، أن زيارة الرئيس السيسي دائما تحمل المفاجآت السارة وتذكر في عام 2017 عندما وعد الأقباط بافتتاح كنيسة ضخمة في العاصمة الإدارية العامة عام 2018 وهو الأمر الذي أوفى الرئيس عبدالفتاح السيسي به وتمت الصلاة بالفعل داخلها في العام الماضي.

ووجه البابا تواضروس الشكر للقوات المسلحة المصرية والهيئة الهندسية على سرعة إنجازها كاتدرائية ميلاد المسيح بهذا الشكل وبهذه السرعة.

وقال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة لا تسمح لأي شخص ينتمي إليها بتبني خطاب التعصب الخالي من المحبة.

وأضاف البابا تواضروس الثاني، أن الكنيسة لها صوت رسمي يصدر من القاهرة ووارد أن يقوم فرد بإساءة التعبير والفهم بقول أحاديث غير مناسبة.
وأكد البابا تواضروس الثاني أنه حال حدوث ذلك يكون هناك مسألة داخلية ولكن الأهم هو أن لا تجرح المحبة بين الجميع.

وأوضح أن كلمة مواطنة لم يعد يستخدمها الكثيرين وهذا يعد أمرا جيدا لأنها في هذه الفترة تتحقق على أرض الواقع منذ عام 2014، مشيرا إلى أن الوضع حاليا تحسن بشكل كبير وكل يوم نرى الوضع يتجه إلى الأفضل وتظهر المواطنة بصورة صحيحة وكل الأفراد أصبحوا مواطنون أمام القانون والدستور دون النظر لأي شئ آخر.

وعن دور الكنيسة داخل الوطن، قال البابا تواضروس، إن الكنيسة مؤسسة روحية هدفها هي أن تجعل للإنسان مكان في السماء ولكن لها أيضا وظيفة اجتماعية تعمل من خلالها على تقديم دعم مجتمعي.

وسلط البابا تواضروس، خلال حواره، على المدارس المسيحية ودورها في نشر درجة عالية من التربية وهو ما يجعل روادها منتمين إليها وبشدة، مؤكدا أنه خلال زيارة لإحدى الدول الأوربية فاجئه رئيسها بانتمائه لأحد مدارس الكنيسة.

وأوضح أن الكنيسة أيضا مهتمة ببناء المستشفيات ومراكز التأهيل المدني ودعم برامج المشروعات الصغيرة والمساعدة في العمل الفني لإنجاح المشاريع، فضلا عن المساعدة في مجال التنمية وبعض المبادرات وعلى رأسها مبادرة “حياة كريمة”.

وحول الرسائل الروحية التي نساعد بها الناس خلال التحدي الاقتصادي الكبير، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه في شهر فبراير الماضي اندلعت حربا بين قوى عظمى أثرت تأثيرا بالغ الخطورة على المجتمعات والأوطان والبلدان في كل العالم، وصارت دولا وشعوبا تعاني من أزمة اقتصادية وأزمة في الطاقة، مشيرا إلى أن مصر ليست بلدة صغيرة وتتأثر بالأزمة التي يمر بها العالم.

وأضاف أنه يجب أن نواجه هذه الأزمات بالوعظ والتماسك والتكافل، مبينا في الوقت نفسه أن الزيادة السكانية أمر خطير على البلد، ويجب أن نمد العون لبعضنا البعض، ونحن نعيش في نعمة كبيرة، ومصر دائما عامرة.

وعن رؤية قداسة البابا عما تقدمه المؤسسات الدينية، قال إن دور التوعية مهم للغاية ، كما أن دور الترشيد والتعاون والتكافل والنظر إلى الأسر والأفراد ذوى الاحتياجات الشديدة مهم، ويجب على المؤسسات الدينية يجب أن تعرف أبناءها.

وردا على تمثيل السيد المسيح في الكنيسة كراع للخراف، قال إن السيد المسيح يمثل بأكثر من صورة وأشهرها صورتي الراعي والعريس.

وفيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية، قال إن قانون الأسرة بالنسبة للمسيحيين تم وضع بنوده منذ عدة سنوات واشتركت كل الكنائس في مناقشته، وقُدم لوزارة العدل وشُكلت عقبها الوزارة لجنة بالمشاركة مع الكنائس وأعادوا الصياغة والمناقشة في كل التفاصيل وهو الآن في مجلس النواب لمناقشته وإقراره، مضيفا أنه في نفس الوقت يعد قانونا للأسرة المسلمة ويتم مناقشته وله خطوات.

وعن أسباب زيادة حالات الطلاق في كل الأديان وحلولها التى من الممكن أن تقدمها المؤسسات الدينية، قال البابا تواضروس إنه تم عمل برنامج “أسرتي المقدسة” والذي يدعو إلى توعية الشباب والشابات والأزواج والزوجات والارتباط في الكنائس، مشددا على أن مشروع تكوين الأسرة أخطر مشروع في حياة الإنسان؛ حيث وضعنا برامج ومناهج في الكنائس لإعداد المخطوبين و المتقدمين للزواج.