من المتدأول لدى المصريين «أن الانطباع الأول يدوم» سواء خلال رؤية شخص للوهلة الأولى أو تعرضك لموقف معه، إلا أن تجربتى مع زملائى فى العمل أقنعتنى أن الانطباع الأول لا يدوم.
فى البداية سأتحدث عن زميلى الأستاذ أحمد عاشور، والذى عندما رأيته للوهلة الأولى شعرت أنه كائن لزج «كائن بيضوحباطى» يعيش على إفساد شعور السعادة لبنى البشر، ولكننى قررت آلا اعتمد على تقييمى بالمظاهر وقررت التقرب منه كى يثبت لى العكس….. إلا أنه للأسف عندما اقتربت منه وتحدثت معه لأكثر من ثلاثة أعوام شعرت أن تقييمى له كان خطأ بل كان يناقض الحقيقة تماماً وأصبح عاشور كائناً «لا بيضو حباطى» بل وأقرب الناس إلى قلبى واصبحنا أصدقاء مقربين بغض النظر عن رأيى فيه الصحفى بانتهازيته المهنية.
أما عن الأستاذ محمد كمال، رئيس قسم استثمار ونقل والذى كان تقييمى له فى غير محله أثناء التحاور معه فى المرة الأولى وانتقالى كمحرر تحت قيادته، وذلك التقييم جاء نتاج التحاور بفلسفة فى أغلب الموضوعات سواء الشخصية أو المهنية واستخدام كمال مصطلحات انتهى عهدها فى الستينيات، والتطرق إلى نقاط قد اختلف معه فى مناقشتها وهو الأمر الذى جعلنى أحكم عليه بشكل خطأ واتساءل هل هذا رئيس القسم الذى سأتعلم منه بعض النقاط والأمور الصحفية؟…..بلا شك كان تقييمى البدائى لا.
ومع العمل فى قسم استثمار ونقل مع كمال أشهد اننى تعلمت قدراً كبيراً من المهنية الصحفية بل القدر الأكبر إن صح القول، وانطباع كمال الأول… لا يدوم!
وبكثرة التعامل مع العديد من الزملاء داخل «المال» وخارجها سواء فى الحياة المهنية والشخصية اقتنعت تماماً أن الانطباع الأول لا يدوم وأن المثل المستخدم والحكمة أن «الانطباع الأول يدوم» خاطئة ويجب عدم الاعتماد عليها فى الحكم على الناس.
وأخيراً أقول كل عام وكل العاملين فى «جريدة المال» بخير وسعادة بمناسبة مرور عشر سنوات على اصدار الجريدة ومزيد من التفوق واستمرار ريادة سوق الصحافة الاقتصادية إن شاء الله.