قال السفير الهندى بالقاهرة، راهوال كوليشيرايث، إن العلاقات الثنائية بين القاهرة ونيودلهى تاريخية ودافئة وودية ومتعددة الأبعاد، مضيفًا فى حوار مع “المال”، عبر البريد الإلكترونى، إن العلاقات بين البلدين تستند إلى أواصر حضارية، كما أثنى على الاقتصاد المصرى الذى أظهر قدرة كبيرة على التحمل وسجل معدلات نمو مذهلة، بحسب قوله.
وتابع أن الهند ومصر تشتركان أيضًا فى فهم سياسى متقارب يقوم على اهتمامات وتطلعات متماثلة حول القضايا الإقليمية والعالمية، وهو الفهم الذى لا يزال يوجه مشاركتنا فى المنتديات متعددة الأطراف.
وأضاف، كوليشيرايث، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى زار الهند فى أكتوبر 2015 لحضور القمة الثالثة لمنتدى «الهند-أفريقيا»، كما قام بزيارة رسمية مهمة إلى الهند فى سبتمبر 2016.
كما التقى الرئيس السيسى، رئيس الوزراء الهندى دامودارداس مودى، فى سبتمبر 2015 على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك فى سبتمبر 2017 على هامش قمة البريكس.
وقال سفير الهند إن هذه اللقاءات أعطت دفعة للعلاقات الثنائية وأكسبتها زخماً متجدداً، لافتًا إلى أن قادة البلدين تصورا لشراكة جديدة فى عصر جديد، تقوم على تعاون سياسى وأمنى أوثق، ومشاركة اقتصادية أعمق، وتعاون علمى، واتصالات ثقافية وشعبية أوسع.
وأشار كوليشيرايث إلى أن رئيس الوزراء مودى والرئيس السيسى ناقشا فى مكالمات هاتفية يومي 17 أبريل و26 مايو من العام الحالى، الجهود التى يبذلها البلدان لمكافحة جائحة كورونا، واتفقا على مواصلة التنسيق المشترك فى هذا الجانب، عبر تبادل الخبرات والتواصل بين الجهات المعنية بمكافحة الفيروس.
مصر واحدة من أهم الشركاء التجاريين فى المنطقة
وأكد أن مصر واحدة من أهم شركاء الهند التجاريين فى المنطقة، مضيفًا أن الروابط الثقافية بين الجانبين تتميز بتفاعل حيوى وثرى، وأن مركز مولانا آزاد الثقافى الهندى بالقاهرة، الذى تم إنشاؤه ليكون مركزًا تابعًا للسفارة، يقوم بالعديد من الأنشطة لتعزيز العلاقات الثقافية بين الجانبين.
وتابع كوليشيرايث أن التعاون وتقديم المساعدة فى المجال التقنى ظل جزءًا رئيسيًا من العلاقات الثنائية للبلدين؛ فمنذ عام 2014 / 2015، التحق 839 مرشحًا مصريًا ببرامج تدريبية وتعليمية فى الهند، فى إطار برنامج التعاون الفنى والاقتصادى الهندى (أيتيك)، ومنح قمة منتدى الهند-أفريقيا، وبرنامج منح سى. فى. رامان.
كما يقدم المجلس الهندى للعلاقات الثقافية منحًا دراسية للالتحاق ببرامج الدراسات الجامعية والدراسات العليا والدكتوراه ، وقد استفاد من هذه المنح الدراسية 60 مرشحًا مصريًا منذ عام 2015.
وأكد السفير الهندى ثقته فى مستقبل العلاقات الثنائية وتفاؤل بتعزيز التعاون الثنائى فى مجموعة واسعة من القطاعات.
4.6 مليار دولار حجم التبادل التجارى بين البلدين
وقال إن الهند هى ثامن أكبر وجهة استيراد وتصدير لمصر، مضيفا أنه خلال عام 2019، بلغ إجمالى حجم التجارة بين الجانبين نحو 4.646 مليار دولار.
وأوضح أنه بلغ إجمالى صادرات الهند إلى مصر 2.64 مليار دولار أمريكى، بينما بلغت قيمة وارداتها من حوالى 2 مليار خلال العام الماضى.
وأضاف أنه خلال الفترة من يناير حتى أغسطس 2020، بلغت قيمة صادرات مصر إلى الهند نحو 979.6 مليون دولار، فيما بلغت واردات مصر من الهند 1314.28 مليون خلال الفترة نفسها.
وأوضح، كوليشيرايث، أن أهم بنود الصادرات المصرية إلى الهند تتمثل فى النفط الخام والأسمدة الخام والأسمدة المصنعة والكيماويات غير العضوية، فى حين أن أهم الواردات من الهند تتمثل فى منتجات البترول، وغزل القطن، والسيارات، والمعادن المصنعة، ولحوم الجاموس.
أكثر من 50 شركة هندية تعمل بالسوق المحلية فى مختلف القطاعات
وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات الهندية فى السوق المصرية حاليا، قال إنها تبلغ حاليًا أكثر من 3.3 مليار دولار، مضيفًا أن هناك أكثر من 50 شركة هندية تعمل بالسوق المحلية فى مختلف القطاعات.
وتشمل أهم الاستثمارات الهندية فى مصر شركة تى.سى.أى. سنمار التى تبلغ قيمة استثماراتها نحو 1.5 مليار دولار، و«الإسكندرية» أسود الكربون، و«كيرلوسكار»، ومجموعة أوبيروى، و«دابر الهند»، و«المصرية-الهندية» للبوليستر، و«سكيب» للدهانات، و«جودريج»، و«ماهيندرا» ومونجيني».
ولفت، كوليشيرايث، إلى أن الشركات الهندية تقوم أيضًا بتنفيذ مشروعات فى قطاعات مختلفة، إما بشكل مباشر وإما عن طريق شركاء، وطبقاً للتقديرات، توفر شركاتنا حوالى 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأكد أن السفارة تواصل العمل مع السلطات المعنية فى حكومة مصر، وكذلك غرف التجارة والصناعة فيما يتعلق بفرص إقامة المشروعات والاستثمار.
وأشار إلى أن الاقتصاد المصرى أظهر قدرة كبيرة على التحمل، حيث سجل معدلات نمو مذهلة فى ظل التزام الحكومة القوى بإجراء الإصلاحات.
وقال، كوليشيرايث، إنه يوفر ذلك، جنبًا إلى جنب مع عوامل أخرى مثل موقع مصر المتميز وتركيبتها السكانية الشابة وحجم السوق وغيرها، فرصًا مواتية للمستثمرين الأجانب.
تجدر الإشارة إلى أنه فى نوفمبر 2019، نظم اتحاد الصناعة الهندية “المنتدى الإقليمى للهند ودول غرب آسيا وشمال أفريقيا” فى القاهرة لأول مرة، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة الهندية، ووزارة الشئون الخارجية الهندية، وبنك التصدير والاستيراد الهندي.
وردًا على سؤال يتعلق بتأثير فيروس كورونا المستجد على التعاون بين البلدين، بما فى ذلك الاستثمارات والتجارة الثنائية، قال إنه مما لا شك فيه أن الجائحة أثرت على المناخ العام للأعمال التجارية، مضيفًا أنه تأثر عدد آخر من قطاعات التعاون الثنائى، آملًا أن نكون قد تجاوزنا الفترة الأسوأ فى هذه الأزمة الناتجة عن تفشى الوباء.
وقال، كوليشيرايث، إنه مع زيادة النشاط الاقتصادى، فإن حجم التجارة بين البلدين سيعود إلى مستويات ما قبل تفشى جائحة كورونا.
وفيما يتعلق بتأثير الجائحة على السياحة الهندية الوافدة إلى مصر؛ قال إنه رغم أن الإحصائيات الخاصة بأعداد السائحين الهنود الذين زاروا مصر خلال عام 2020 ليست متوافرة حتى الآن، فمن المؤكد أنها قد تأثرت سلبًا بسبب تعليق رحلات الطيران التجارية المنتظمة، والمخاوف المتعلقة بالجائحة وما إلى ذلك.
128 ألف سائح هندى زاروا مصر خلال 2019
وأضاف أنه رغم ذلك تعتبر مصر واحدة من أهم مقاصد السياحة الهندية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 128 ألف سائح هندى كانوا قد زاروا مصر خلال عام 2019.
أما فيما يتعلق بتنظيم السفارة أى فعاليات أو إرسال أى وفود أو عقد أى اجتماعات مع الحكومة المصرية لبحث تعزيز التعاون الثنائى فى الفترة المقبلة، قال إنه تم التكيف مع الأوضاع الحالية، ومحاولة التغلب على القيود من أجل تفعيل جدول الأعمال الثنائى.
وأضاف، كوليشيرايث، أن السفارة نظمت اجتماعات وفعاليات افتراضية، وكذلك اجتماعات افتراضية بين المستوردين والمصدرين خلال الأشهر القليلة الماضية فى قطاعات الشاى، والبلاستيك، والتوابل، وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار، كوليشيرايث، إلى أنه كانت هذه الاجتماعات الافتراضية بمثابة منصة للتفاعل فى مجال الأعمال بين الشركات الهندية والمصرية، لافتًا إلى أنه بالتعاون مع اتحاد الصناعة الهندى مؤخراً، وتحديداً فى يوم 24 نوفمبر الماضى، نظمت السفارة ندوة رقمية حول فرص الأعمال فى الهند ومصر.
كما تعمل السفارة أيضًا على مساعدة الهيئات الحكومية والشركات الخاصة فى مصر على التواصل عبر وسائل افتراضية مع نظرائهم الهنود، وسوف تقوم السفارة بتنظيم البرامج والأنشطة المعتادة بنفس النشاط والحماس كسابق عهدها، عقب زوال هذه الجائحة.