تعتزم الإدارة الأمريكية منح كل أسرة 3 آلاف دولار لمرة واحدة فقط والسماح لمجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى بتوفير 4 تريليونات دولار من السيولة النقدية لدعم الاقتصاد فى مواجهة تداعيات كورونا .
وأعلنت منظمة الصحة العالمية “WHO” أن الولايات المتحدة يمكن أن تتحول إلى مركز لتفشى “كورونا” بعد أن تزايد عدد الإصابات فيها بسرعة هائلة خلال الأيام القليلة الماضية ليتجاوز42 ألفا لتصبح ثالث أكثر البلاد فى عدد الإصابات بعد الصين وإيطاليا، بعد وفاة أكثر من 550 أمريكيا حتى أمس.
وذكرت قناة “فوكس نيوز” الأمريكية أن ستيفين منوشين وزير الخزانة قال إن حزمة الإنقاذ اللازمة لمواجهة الوباء ستساعد البنك المركزى الأمريكى على دعم أعداد ضخمة من الشركات على تحمل الظروف الصعبة خلال 90 إلى 120 يوما.
وتأمل إدارة الرئيس دونالد ترامب فى تجهيز التشريع اللازم لتمرير حزمة الإنقاذ خلال الأسبوع الجارى مؤكدة أنها ستتخذ المزيد من الإجراءات إذا لم تخف أزمة كورونا فى غضون 10 إلى 12 أسبوعا.
ويرى “منوشين” أن الاقتصاد الأمريكي سيتعرض لأضرار واضحة بسبب الأزمة الصحية ولكن ضخ التدابير النقدية حاليا سيساعد على أن يتعافى بمجرد احتواء الفيروس.
وأمرت الإدارة الأمريكية حوالى 80 مليون شخص أو ما يعادل واحد من كل أربعة أمريكيين بغلق محلاتهم أو عدم الذهاب للعمل والبقاء فى بيوتهم فى العديد من الولايات لاسيما نيويورك وكاليفورنيا و إيلينوى و نيوجيرسى و كونيتكت مع إغلاق حدودها فى محاولة لاحتواء الانتشار السريع للمرض المعدى الذى يصيب الجهاز التنفسى.
وتجاهل “منوشين” سؤالا حول احتمال حدوث ركود ووصفه بأنه سؤال “تكنيكى” ولايرتبط إطلاقا بالظروف الراهنة لأن الحكومة أغلقت تماما قطاعات ضخمة فى الاقتصاد لاحتواء الوباء، علاوة على أن التفكير فى الركود يطرأ عندما تطول مدة الظروف الاقتصادية المتعثرة ولكن الوضع الحالى فريد من نوعه ولم تشهده البلاد من قبل.
وأكد أن إدارة ترامب فرضت حظرا ذاتيا على إداراتها و أغلقت أجزاء كبيرة من الاقتصاد ولكن بمجرد السيطرة على الأزمة ستعيد فتحها ولكنه رفض التعليق على تقرير صحيفة “واشنطن بوست” التى زعمت فيه أن إدارة ترامب لم تأخد بجدية التحذيرات المتكررة بخصوص التأثير المحتمل لكورونا على الاقتصاد الأمريكى غير أنه قال إن أحدا لم يتوقع أن تتفاقم الأزمة بهذه السرعة.
وانتقد العديد من المحللين إدارة ترامب لأنها كانت بطيئة جدا فى استعداداتها واستجابتها للأزمة لا سيما أن ترامب ظل لأسابيع يقلل من شأن “كورونا” ثم اضطر لتغيير موقفه بعد تزايد الإصابات وإعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول الفيروس إلى وباء عالمى انتشر فى حوالى 195 دولة حتى الآن وتسبب فى وفاة حوالى 17 ألف شخص و إصابة 383 ألف حالة معظمها فى أوروبا.
وتواجه الولايات المتحدة مثل غيرها من الدول لاسيما الأوروبية والآسيوية أزمة اقتصادية ومزيد من الضعف فى النشاط الصناعى ولاسيما فى الربع المقبل بعد الانهيار الذى حدث هذا الربع برغم أن التوقعات عن التأثيرات المحتملة للفيروس الجديد غير دقيقة ولكنها كلها متشائمة ولذلك يتعين على مجلس الاحتياطى الفيدرالى أن يتخذ جميع التدابير اللازمة بعد أن أكد العديد من المحللين فى المراكز البحثية أن هذا الوباء يشبه الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وكان مجلس الاحتياطى الفيدرالى قلص أسعار الفائدة إلى “الصفر” خلال تلك الأزمة المالية واشترى سندات بتريليونات الدولارات وغيرها من التدابير الجريئة مما ساعد على ابتعاد شبح الركود ولكنها أدت أيضا إلى تفاقم ديون الشركات غير المالية لدرجة أنه مع نهاية عام 2008 قفزت تلك الديون إلى 50% من الناتج المحلى الإجمالى الأمريكى بينما زادت ديون الحكومة إلى 100% من ناتجها المحلى الإجمالى ومن المتوقع أن تتجاوز تلك المستويات خلال أزمة كورونا.