الاتحاد المصري: التأمين متناهى الصغر يعانى من ندرة البيانات وصعوبة تسعير المنتجات

لابد من التعامل بحذر مع عملية التسعير والبحث عن حلول أكتوارية مبتكرة ومناسبة لطبيعة التأمين متناهي الصغر ، مع ضرورة إنشاء قواعد بيانات على الفور

الاتحاد المصري: التأمين متناهى الصغر يعانى من ندرة البيانات وصعوبة تسعير المنتجات
الشاذلي جمعة

الشاذلي جمعة

3:21 م, الأحد, 2 مايو 21

يعانى نشاط التأمين متناهى الصغر من ندرة البيانات، حيث إنه في معظم الدول لا يوجد سوى عدد قليل من مقدمي خدمات التأمين متناهي الصغر، أو قد لا يوجد أي منهم على الإطلاق مما يحد من توافر بيانات الخبرة السابقة المتاحة للتسعير، كما أنه في بلدان أخرى قد لا تتوفر حتى بيانات التأمين الرئيسية بسبب الافتقار إلى تطوير سوق التأمين، والذي يحد أيضاً من إمكانية استخدام منتجات قابلة للمقارنة لتكون بمثابة معيار للتسعير.

التأمين متناهى الصغر يواجه صعوبة جمع البيانات

وأكد الاتحاد المصرى للتأمين فى نشرته الإلكترونية، أنه بالنسبة للبرامج القليلة التي قد يتوفر لديها خبرة في المطالبات، فإن حجم المحفظة غالباً ما يكون محدوداً جداً، مما يقلل من صلاحية البيانات لأغراض التسعير، وعلاوة على ذلك تواجه البرامج صعوبة في جمع البيانات الجيدة بسبب نقص أنظمة المعلومات الإدارية.

وأوضح الاتحاد أنه بالإضافة إلي محدودية البيانات، فنادراً ما يستطيع مقدمو التأمين متناهي الصغر الاعتماد على توجيهات معيدي التأمين الذين كانوا – حتى وقت قريب – يفتقرون إلى الاهتمام بدعم أسواق التأمين متناهي الصغر.

تحديات تسعير المنتجات

وتخلق هذه الخاصية بعض التحديات أمام إخصائي التسعير وهي أنه لابد من التعامل بحذر مع عملية التسعير والبحث عن حلول إكتوارية مبتكرة ومناسبة لطبيعة التأمين متناهي الصغر، مع ضرورة إنشاء  قواعد بيانات على الفور ومراقبة أداء الأعمال الجديدة والنتائج مقابل الأسعار الأولية حتي يتسنى ضبط الأسعار خلال فترة زمنية مقبولة.

وبشكل عام ، كلما كانت جودة البيانات محدودة، كان من الأفضل استخدام حسابات التسعير البسيطة بدلاً من بناء نماذج رياضية معقدة ذات معلمات Parameters مصطنعة. فهذه النماذج ليست بديلاً عن البيانات الجيدة.

إن الوصول إلى الفئات ذات الدخل المنخفض يستلزم تصميم منتجات تتناسب مع القدرة المالية لتلك الفئات باعتبارها مفتاح الطلب ، فمع ارتفاع الأعباء المفروضة على ميزانية الأسرة وانخفاض القوة الشرائية، لن يكون التأمين هو الحاجة الاستهلاكية الأولى لتلك الفئات ، واستناداً إلى ذلك فمن المنطقي أن تكون أقساط التأمين متناهي الصغر منخفضة، خاصة في بيئة لا يتوفر فيها دعم خارجي.

من ناحية أخرى ، قد تكون تكاليف تطوير المنتج وتوزيعه أعلى بالنسبة بالنسبة لكل وثيقة تأمين مقارنة بالتأمين التقليدي، فمعظم أسواق التأمين متناهي الصغر ريفية ونائية وتعاني منصعوبة الوصول إلى الحسابات المصرفية، مما يؤثر على تكلفة إنشاء شبكة توزيع فعالة. لذا فإن الكفاءة هي أحد مفتاح حل هذه المشكلة.

ولما كان الاكتواريون يميلون إلى التحفظ الشديد في بيئة تتسم بمحدودية البياناتفيجب عليهم الأخذ في الاعتبار أنه إذا  كان من المهم تحديد سعر عادل لمقدمي الخدمات ، فيجب أن يكون مستوى القسط وقيمتة جذابة ويمكن تحملها للأسواق منخفضة الدخل، وبالتالي مقاومة ميلهم إلى زيادة عبء أقساط التأمين.