تلتزم شركات التأمين الآن بالبقاء على اطلاع دائم بالتطورات التي طرأت على تصميم و سلامة السيارات الكهربائية وذلك رغبةً منها في توعية العاملين بها و عملائها بالمخاطر المحتملة المرتبطة بامتلاك وقيادة السيارات الكهربائية، رغبة منها في تقليل مخاطر الإصابة والتقاضي، وكشف الاتحاد المصرى للتأمين أنه يجب أن تكون شركات التأمين على دراية بالاختلافات بين السيارات التي تعمل بالغاز والسيارات الكهربائية، وأن تأخذ في الاعتبار المخاطر المختلفة المرتبطة بالتأمين عليها، وبالنسبة للبطاريات، يجب تطوير معايير التشخيص والتقييم المناسبة للإصلاحات من قبل الشركات المصنعة، بحيث يتم إصلاحها وليس استبدالها بلا داع إن أمكن – وذلك لتجنب المخاطر الناتجة عنها.
الاتحاد المصرى للتأمين : يجب تقييم السيارات الكهربائية
وأكد الاتحاد المصرى للتأمين أنه يجب تقييم السيارات الكهربائية في ضوء مفاهيم التأمين المستدام وخطط تقليل الانبعاثات الكربونية، وما يترتب عليها من مزايا في هذا الصدد، وتطوير منتجات مناسبة لها في إطار التأمين المستدام.
وأشار الاتحاد أنه سوف تقوم اللجنة العامة للسيارات بدراسة شروط التأمين الشامل على السيارات الكهربائية من حيث التغطيات والاستثناءات وقواعد الاكتتاب.
تغير المناخ أكبر دافع لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية
ويمثل تغير المناخ أكبر دافع وراء العمل على زيادة مبيعات السيارات الكهربائية في المستقبل حيث تدفع الحاجة إلى تقليل انبعاثات الكربون كلاً من سياسة الحكومة وطلب المستهلكين نحو السيارات الأكثر مراعاة للبيئة.
ووفقًا لدراسة أصدرتها وكالة البيئة الأوروبية “EEA ” عام 2018، تنتج السيارة الكهربائية النموذجية في أوروبا كميات أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وملوثات الهواء خلال دورة حياتها مقارنةً مع السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل.
وتنتج السيارات الكهربائية في الوقت الحالي في أوروبا انبعاثات أقل بنسبة تتراوح بين 17٪ و30٪ من السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، ونظرًا للتوجه نحو توليد المزيد من الكهرباء من خلال المصادر الخضراء فمن المتوقع خفض انبعاثات دورة حياة السيارة الكهربائية النموذجية بنسبة 73٪ على الأقل بحلول عام 2050.
لقد أصبح التحول إلى السيارات الكهربائية أمراً ضرورياً إذا أرادت الحكومات الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالانبعاثات مثل اتفاقية باريس للمناخ والتي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية خلال هذا القرن إلى أقل من درجتين مئويتين.
و قد اعتمدت كاليفورنيا وعدد من الولايات الأمريكية الأخرى كولايات خالية من انبعاثات السيارات بينما شدد الاتحاد الأوروبي على هدف الحد من انبعاثات السيارات في عام 2019 – مما يتطلب من السيارات الجديدة انبعاثات اقل بنسبة 15٪ بحلول عام 2025 و أقل بنسبة37٪ بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن يصل الطلب على الكهرباء لخدمة السيارات الكهربائية في عام 2030 إلى ما يقرب من 640 تيرا وات / ساعة ، أي أكثر من عشرة أضعاف المعدلات السائدة عام 2018 وما يعادل الاستهلاك النهائي للكهرباء في فرنسا وإسبانيا في عام 2016.
وأشار الاتحاد المصرى للتأمين إلى أنه ستتطلب السيارات الكهربائية أيضًا تغييرات ضخمة في البنية التحتية للطاقة لتوصيل نقاط شحن عالية الجهد إلى المنازل والأماكن العامة، كما سيحتاج المصنّعون إلى الموازنة بين الطلب المتزايد والسياسة الحكومية مقابل قدرتهم على زيادة الإنتاج وإنشاء سلاسل توريد مستدامة للمستقبل. كما تنتظرنا تحديات بيئية، من إعادة تدوير البطاريات إلى مصادر للمواد الخام.