وافق وزراء الاتحاد الأوروبي، أمس، على بدء مفاوضات تجارية مع الحكومة الأمريكية لتخفيف العلاقات المتوترة بين الجانبين بعد تهديدات بفرض رسوم جمركية متبادلة جديدة على الواردات بمليارات الدولارات، بسبب نزاع على الدعم المقدم لشركات الطيران، لاسيما كونسورتيوم «إيرباص» وشركة «بوينج».
ذكرت وكالة بلومبرج أن هذه المباحثات تستهدف إلغاء الجمارك على السلع الصناعية، بعد الاتفاقية السياسية التى توصل إليها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، فى يوليو الماضى، وتعهدت سيسيليا مالمستروم، مفوض الشئون التجارية بالاتحاد، بحل هذه الأزمة بحلول سبتمبر المقبل.
وتأتى هذه المفاوضات وسط تصاعد التهديدات على جانبى المحيط الأطلنطى، بعد أن اتهم البيت الأبيض الاتحاد الأوروبي بأنه لا يبذل الجهود اللازمة ويؤجل المباحثات، بينما تسعى المفوضية الأوروبية للاتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب فرض جمارك، لا سيما على السيارات وقطع الغيار.
وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية 25% على السيارات ومكوناتها المستوردة لأسباب تتعلق بالأمن القومى، مستندا إلى قانون تجارى لعام 1962 كان يهدف إلى حماية الصناعة العسكرية فى عصر الحرب الباردة.
وأكدت سيسيليا سعيها للانتقال للمرحلة التالية من العلاقات الأمريكية، وأنها ستحدد ميعاد المفاوضات مع نظيرها الأمريكى فى أقرب وقت ممكن، وأنها على اقتناع تام بإمكانية تحطيم الحواجز التجارية بينهما، لأن ذلك سيساعد على تحقيق فوائد للطرفين، بينما تزايد هذه الحواجز سيسبب خسائر للجميع ولبقية دول العالم أيضا.
وأعلن بيير موسكوفيتشى، مفوض الشئون الاقتصادية بالاتحاد الأوروبي، أن الولايات المتحدة صديق حميم لدول الاتحاد، وأنه لا يريد أى عداء اقتصادى معها، وأنه من الأفضل تهدئة التوترات، غير أنه يجب الاستعداد لها إذا لزم الأمر.
ومع ذلك يدرس الاتحاد الأوروبي فرض جمارك على منتجات أمريكية تتنوع من حقائب السيدات إلى طائرات الهيليكوبتر بقيمة 10.2 مليار يورو (11.5 مليار دولار)، بسبب النزاع على الدعم الأمريكى لشركة بوينج للطيران، وذلك بعد أن هدد ترامب بزيادة الجمارك على منتجات أوروبية بقيمة 11 مليار دولار، لدعم الاتحاد لصناعة طائرات إيرباص.
التعريفات على المعادن قد تعوق أي اتفاق
كانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت فى يناير أن إلغاء التعريفات الجمركية المرتفعة عبر الأطلنطي على المنتجات الصناعية سيزيد الصادرات الأمريكية لدول الاتحاد بحوالى 13% وصادرات الكتلة الأوروبية بحوالى 10% للسوق الأمريكية، حيث يبلغ متوسط التعريفات على المنتجات غير الزراعية حوالى 4.2% فى الاتحاد و3.1% فى الولايات المتحدة.
وأوضحت سيسيليا أن المنتجات الزراعية لن تدرج فى المفاوضات لأنها خط أحمر بالنسبة لأوروبا، غير أنها ستسبب استمرار الحرب التجارية لأن إدارة واشنطن تصر على إدراجها فى المباحثات، لا سيما أن جريج دود، كبير مفاوضى الشئون الزراعية والممثل التجارى الأمريكى، انتقد بشدة الاتحاد الأوروبي بسبب سياساته الزراعية.
ويرى المسئولون فى الاتحاد الأوروبي أنه لن يكون هناك أى اتفاق طالما أن التعريفات الجمركية على المعادن مازالت سارية، وأنه قد يحدث تعليق للمفاوضات من طرف واحد إذا قررت الحكومة الأمريكية فرض المزيد من القيود التجارية ضد الواردات الأوروبية.
لكن هولجر بينجمان، رئيس رابطة الصادرات الألمانية، قال إن المفاوضات المرتقبة تمثل فرصة قوية لجلوس ممثلى الجانبين على طاولة المباحثات لتحقيق مبادئ التجارة الحرة بدلا من شن حرب تجارية، وستكون إجراءات الاتحاد الأوروبى مرتبطة بالشكوى التى قدمها إلى منظمة التجارة العالمية بشأن دعم شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات، غير أن قرار لجنة التحكيم لن يصدر قبل مارس المقبل.