الإنتاج الموسيقي والمشاهدات.. مطربون يصعدون وآخرون يظلمون

أصبح الإنتاج الموسيقي لأي مطرب أمرا غاية في الصعوبة حاليا ، وأي أغنية لايتم إنتاجها بدعم مادي كبير لاتحقق الصدى الكبير نظرا للتكلفة الإنتاجية الكبيرة التي تتطلبها دعاية على مواقع السوشيال ميديا والمنصات الإلكترونية المختلفة مثل يوتيوب وتيك توك وغيرها .

وخلال اليومين الماضيين طرح أكثر من مطرب مصري وعربي أغنيات جديدة ، بعضها كان الإنتاج الموسيقي لها من شركات كبرى فحققت الأغنيات المنتجة من خلالها مشاهدات كبيرة في يومين مثل أغنية ” لسه باجي على بالك” لنوال الزغبي، وهي من إنتاج لايف ستايلز ستوديوز التي تجاوزت مشاهداتها نصف مليون في 48 ساعة من طرحها وخراج فادي حداد .

بينما لم تحقق أغنيات أخرى لهيثم شاكر ” هانتقابل بعدين” وايهاب توفيق” البنت الحلوة” وسامو زين” بسطية”   نفس مستوى المشاهدات التي حققتها أغنية نوال الزغبي ، حيث قدموا بنتاج مطربيهما الخاص والذي يفتقر كثيرا للدعاية الكبيرة على السوشيال ميديا والمنصات الحديثة، وفق معنين.

ترصد “المال” في هذا التقرير ، أراء بعض الموسيقيين والمبدعين في تأثير مستوى الانتاج الخاص بالعمل الموسيقي على مشاهدات هذه الأغنيات ووصولها للمستمع .

أكرم عادل : دعاية الاغاني ليست بالأمر البسيط  بل تحتاج لتكلفة أخرى كبيرة

بدروه، قال الموزع ومهندس الصوت أكرم عادل إن الأغنية تحتاج لدعم مادي كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ، والمطرب يشعر أنه سيتكلف كثيرا لو قام بإنتاج الاغنية على نفقته الخاصة التي تكلفه كثيرا في صناعتها كأجر للشاعر والملحن والموزع الموسيقي وهندسة الصوت والميكس .

وأضاف أن دعاية الأغاني ليست بالأمر البسيط بل تحتاج لتكلفة أخرى كبيرة ، لذلك أي مطرب لاتدعمه شركة إنتاج كبيرة حاليا أو تابع لها لن تصل أغنياته التي سيقدمها لشريحة كبيرة من الجمهور .

وتابع أن هؤلاء المطربين الذين يتحملون تكلفة إنتاج أغنياتهم يكتفون فقط بطرح أغانيهم على يوتيوب دون وجود أي تمويل أو دعم مالي لها أو حتى عمل إعلان لها على السوشيال ميديا ، في حين المطرب الذي تنتج أغنياته من شركة كبرى مثل لايف ستايلز ستوديوز يتم دعم أغنياته بصورة كبيرة فتحقق مشاهدات جيدة في فترة قصيرة ، وذلك ماحدث في أغنية نوال الزغبي الأخيرة ” لسه باجي على بالك” .

مصطفى سويفي : أي مطرب تابع لشركة كبرى يضمن انه سيقدم له دعاية كبيرة لآغنياته

وأوضح المنتج الموسيقي مصطفى سويفي أن تكلفة تمويل أي أغنية تصل ل100 الف جنيه تقريبا على السوشيال ميديا ، سواء يويتوب أو تيك توك وذلك لتصل لآكبر عدد من الناس .

وأشار إلى أن المطرب الذي يكتفي فقط بطرح أغنياته عبر حسابه الرسمي فيس بوك أو انستجرام دون أن يدعمها ماليا على هذه المنصات ، لاتحقق صدى كبير مهما كانت قوته ونجوميته حاليا وذلك يحدث مع مطربين كبار في الوقت الحالي .

وأكد سويفي ان المطرب حينما يكون تابع لشركة انتاج كبيرة مثل لايف ستايلز أو روتانا وغيرها من الشركات الكبرى بالوطن العربي ، يضمن انه سيقدم له دعاية كبيرة وكافية لآغنياته وستصل لقاعدة كبيرة من الجمهور .

محمود عبد الستار : الأغنيات التي حققت نجاحا جماهيريا مؤخرا كلها ممولة ماليا

بينما يرى محمود عبد الستار منظم الحفلات والمنتج الموسيقي أهمية الإنتاج الموسيقي ، قائلا إن أي مطرب في السوق لو لم يكن منتميا لشركة إنتاج معينة ، فانه لن يحقق انتشارا واسعا لآغنياته لو لم يقدم بتمويلها ماليا على يوتيوب على الأقل .

وتابع أن الاغنيات التي حققت نجاحا جماهيريا مؤخرا كلها ممولة ماليا مثل ” تعالى أدلعك ” لبهاء سلطان وأغنيات مطربي المهرجانات عمر كمال وحسن شاكوش حتى أغنيات عمرو دياب وتامر حسني ومحمد حماقي يتم دعمها وتمويلها ماليا فور طرحها للجمهور حتى تحقق ملايين المشاهدات .

وأردف قائلا أن أي أغنية جديدة لايتم انتاجها من شركة معينة ، يعتمد مطربها على قوة حسابه الرسمي على فيس بوك وانستجرام فقط .

واستدرك: “لكن ذلك لايساهم في وصول الاغنية الخاصة به سوى للفانز المحب له فقط أما الجمهور العادي لن تصل له الاغنية الا في حالة استثنائية وهي أن تصبح هذه الأغنية تريند في لحظة معينة مثلما حدث مع أغنية ” شيماء ” سابقا فلكونها تصدرت التريند حققت صدى واسع برغم عدم تمويلها” .