أعلن شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، الخميس إن الأزهر يعكف على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني.
الإمام الطيب : رسالة النبي ملهمة للحضارات على اختلاف توجهاتها
وقال شيخ الأزهر في كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي اليوم: “خطبة الوداع للرسول محمد كانت للناس جميعا لا للمسلمين فقط”.
وأضافت: “ما كانت لرسالة النبي أن تكون ملهمة للحضارات على اختلاف توجهاتها لولا هذا البعد الفوقي العجيب”.
وأشار إلى أنه يعني به بعد الأعداد الإنسانية العابرة لحدود الإنسان والمكان والأفراد والجماعات.
وأضاف: “حتى قال قائلهم إن محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، نبي العرب، لهو من أكبر محبي الخير للإنسانية”.
وأكد أن ظهوره للعالم أجمع لهو أثر الإرادة العليا.
الموسوعة البريطانية أشادت بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وتابع: “حتى قالت الموسوعة البريطانية، إن محمد اجتهد في سبيل الإنسانية جمعاء”.
وأضاف: “تقول ما أجمل ما قال هذا المعلم العظيم، أن الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله”.
وقال: “لا يحتاج المتابع لسيرة صاحب الذكرى العطرة، إلى كبير عناء ليكتشف في رسالته العالية هذه الرحمة”.
وأكد أنها كانت بين خلق الله جميعا، مؤمنهم وكافرهم ، صالحهم وطالحهم.
وقال: “كان يقول صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا رب كل شيء أنا شهيد أنك ربي وحدك لا شريك لك .. أنا شهيد أن محمد عبدك ورسولك .. أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة”.
وأضاف: “هي بذاتها شهادة على أن الانسان هو بالقدر نفسه دين الإنسانية كلها والمساواة بين الناس ثم هو دين عصمة الدماء والأموال والأعراض، ومقاصد أخرى خلقية”.
خطبة الوادع .. خطاب للإنسانية جمعاء
وقال شيخ الأزهر، “أوجزها نبي هذا الدين في خطبة حجة الوداع، التي خاطب فيها الإنسانية كلها من وراء حشد من المسلمين بلغ 100 ألف وأكثر”.
وقال الطيب: “أتى النبي بطن الوادي فخطب في هذا الجمع متلاطم الأمواج”.
وأكد أن التاريخ المكتوب لم يسجل أن أحدا قبل محمد صلى الله عليه وسلم جمع له هذا الحشد ليخطب فيه.
وأضاف: “قال النبي أيها الناس إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا”.
الأزهر: النبي لم ينس في خطبته عميد الأسرة فصرخ اتقوا الله في النساء
وتابع النبي وفق كلمة شيخ الأزهر قائلا” اعلموا أن الصدور لا تغل أي لا تخون في قليل ولا كثير”.
وقال النبي وفق كلمة الطيب: “آيها الناس إن ربكم واحد وإن آباكم واحد، ألا أنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي إلا بالتقوى، ألا قد بلغت، اللهم فشهد، ثم قال ألا أخبركم من المسلم .. المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.. إلى آخر الحديث”.
وتابع: “ولم ينس صلى الله عليه وسلم في آخر خطبته عميد الأسرة فصرخ في المسلمين صرخته الخالصة .. اتقوا الله في النساء”.
وأكد أن “هذه الخطبة لم تكن موجهة للمسلمين فقط بل للناس كلهم”.
وأكد أن عبارته المفضلة كانت في لفت العقول والأنظار إليه هي آيها الناس وليس آيها المسلمون ولا آيها المؤمنون.
الطيب: مخالفة بنود خطبة الوداع سبب ما نحن فيه من هوان
وقال إن أول بند من بنود هذه الخطبة كان تحذيرا للعالم أجمع من فوضى الدماء والعبث بالدماء والأعراض.
وأضاف: “لسنا في حاجة إلى التذكير والألم وخيبة الألم يعتصران القلوب، أن نذكر بأن أمة الإسلام هي أول من خرج على هذا الدستور الخالد”.
وتابع: ” صون الدماء والأعراض والملكية الشخصية، مزق أستاره وهتك حرماته، وكان جزاء هذا التمرد أن غرقت الأمة بدمائها وأموالها وأسرها في مستنقع من الفوضى والهوان جعل بأسها بينها شديدا”.
ضرورة مبدأ التكافل في كل مجتمع
وقال: “لفت صلى الله عليه وسلم أنظار الأمم إلى ضرورة مبدأ التكافل والتكامل في كل مجتمع”.
وأضاف: “قد رأينا في جيلنا هذا كيف سقطت حضارة كبرى اتخذت من مبدأ الصراحة فلسفة لنهضتها في الاقتصاد والسياسة ، فما بلغت عامها السبعين حتى كانت حبرا على ورق”.
وتابع: “كذلكم الحضارات التي تتغنى اليوم بالمبادئ ذاتها فإنها لا محالة ستلقى نفس المصير إن عاجلا أم آجلا”.
خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني
وكشف الطيب عن تحرك جديد للأزهر.
وقال إن الأزهر الشريف خلال مسيرته يعكف على صياغة خريطة ثقافية”.
وأرجع ذلك لتجديد الخطاب الدين وتحصين المجتمع من عدوى الإرهاب الفكري والجسدي، وتقاوم تيارات الغلو والإفساد.
وأضاف: “لدى الأزهر ثقة كاملة في الله تعالى أننا سوف نجتاز جميع التحديات”.
وتابع: “بهذه المناسبة الكريمة أتقدم لكم سيادة الرئيس وللشعب المصري وللأمتين العربية والاسلامية بأطيب التهاني بذكرى مولد رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم”.