«الإمارات» تستهدف تدعيم قواها الاقتصادية عبر استقطاب العقول

«المال» التقت مسئولين بوزارة التربية والتعليم فى أبوظبى

«الإمارات» تستهدف تدعيم قواها الاقتصادية عبر استقطاب العقول
جهاد سالم

جهاد سالم

6:39 ص, الخميس, 5 مارس 20

التقت «المال» سامر السماحى، الوكيل المساعد للتخطيط والتطوير فى وزارة التربية والتعليم، وعمار بن ناصر المعلا، مدير إدارة المنظمات والعلاقات الخارجية فى الوزارة.

قال السماحى إن الإمارات تسعى لتحقيق التنوع الاقتصادى، الذى يبدأ بوجود التخصصات المختلفة فى التعليم، والأفكار الجديدة وريادة الأعمال والابتكار، ما يدعم خطة البلاد نحو تحقيق التنمية المستدامة.

أكد أن بلاده قطعت شوطا كبيرا فى تطوير المنظومة التعليمية، إلا أنها تستهدف أن يكون لديها أفضل منظومة تعليم فى العالم، طبقًا لاستراتيجيتها المئوية 2071.

لفت إلى أنه بخلاف الاستراتيجية المئوية طويلة الأجل فإن الإمارات تضع الخطط القصيرة ومتوسطة الأجل وتسقط على الجهات المختلفة من الحكومة فى التعليم، والصحة، والاقتصاد، وتتولى حكومة الإمارات مراقبة النتائج لمواجهة التحديات.

أضاف السماحى أن الإمارات تضم ما يزيد عن 70 جامعة (حكومية، وخاصة، ومشتركة) بين القطاع الخاص، لافتا إلى أن الدولة تولى التعليم اهتماما كبيرا على الصعيد المدرسى أو الجامعى.

أكد أن جامعات الإمارات تضم قطاعات وتخصصات وتمكنت من الحصول على أفضل التصنيفات الدولية، وتفوقت فى التصنيفات التى تحددها الدولة.

يذكر أن الإمارات تضم جامعات عالمية منها نيويورك الأمريكية، والسربون الفرنسية، وجامعة إنسايد الفرنسية.

استكمل السماحى أنه مؤخرًا افتتح فرع جامعة برمنجهام، وبصدد الانتهاء من إجراءات الاعتماد الأكاديمى.

أشار إلى أن التركيز على التعليم أحد أهم العوامل الداعمة لنمو الاقتصاد، وأنه تم وضع استراتيجية قومية مبنية على احتياجات سوق العمل والتركيز على التخصصات المرتبطة باقتصاد المعرفة فى العلوم، والهندسة، والطب، والطاقة المتجددة، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعى، لما لتلك التخصصات من تأثير قوى فى بناء اقتصاد متنوع.

لفت السماحى إلى أن الإمارات لديها مؤشرات وطنية لاعتماد الجامعات، كما تحفز جامعاتها للحصول على الاعتمادات الدولية فى مجالات تخصصاتها، من خلال الشراكات مع الجامعات الدولية، فضلا عن جاذبية الدولة لجذب أفرع الجامعات الدولية نظرا لوجود الشركات العالمية ومتعددة الجنسيات فى عدة مجالات بالإمارات.

السماحى: نستهدف الحصول على المتميزين من جميع الدول

قال إن الحكومة تركز بالأساس على جودة التعليم، من خلال الحصول على العقول المتميزة من الدول، وفى هذا الصدد أطلقت الإمارات حملة تعلم فى الإمارات، وتشارك من خلال تلك الحملة فى المؤتمرات الدولية سعيا لاستقطاب الطلاب المتميزين.، وتقدم مجموعة من المنح للمتميزين تصل إلى حد الإعفاء الكامل من الرسوم الدراسية.

لفت إلى أن الحملة تهدف لتعريف الطلاب بالفرص الدراسية، والالتحاق بالبرامج المبتكرة، خاصة فى مجالات الابتكار وريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا البازغة، من منطلق رؤية قومية أن الاقتصاد المستقبلى يعتمد على العقول وليس الموارد الطبيعية.

أشار السماحى إلى أن الجامعات الإماراتية يوجد بها برامج دراسية فى الذكاء الاصطناعى، التى يتطلبها سوق العمل، لا سيما فى برامج الماجستير، كما يوجد بها جامعة الذكاء الاصطناعى وتعد الإمارات العربية أول دولة دشنت وزارة للذكاء الاصطناعى.

قال إن التعليم الامارتى دائما ما يكون له الريادة فى استحداث برامج تعليمية جديدة، وكنا أول دولة تطلق برامج تعليمية فى قطاع الطاقة المتجددة.

لفت إلى أن الإمارات بصدد إطلاق مسبار لاستكشاف المريخ لأغراض علمية وبحثية خلال العام الجارى، ليصل إلى سطح المريخ العام المقبل، بالتعاون مع منظمات عالمية، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء.

أضاف أن الإمارات فى صدد تدشين الدورة الثانية لجائزة محمد بن زايد للربوتات بقيمة 5 ملايين دولار، التى يشارك فيها جامعات من كل أنحاء العالم.

من جانبه أكد عمار بن ناصر المعلا ، مدير إدارة المنظمات والعلاقات الخارجية فى الوزارة، أن مشاركة الإمارات فى المحافل الدولية للتعليم بهدف الترويج للتعلم فى أبوظبى واستقطاب الطلاب الأجانب للدراسة، وتقوم الجهات الرسمية باصطحاب مسئولى الجامعات “الخاصة أو الحكومية” لتعريف الطلاب بالبرامج الدراسية المتاحة، والمميزات التى يحصل عليها الطالب من الالتحاق بالتعليم الإماراتى، والحوافز المقدمة من الدولة وكيفية الحصول عليها.

أشار إلى أن الإمارات يعيش بها أكثر من 200 جنسية، ويوجد فى جامعاتها جميع التخصصات والبرامج التعليمية التى يتم مراجعتها دوريا لمواكبة تطورات احتياجات سوق العمل.

استكمل أن بلاده تقدم التسهيلات للطلاب الوافدين فى إجراءات الحصول على الإقامة وتأشيرات الدخول، والعلاج أو الضمان الصحى.

أشار إلى أن حملة “ادرس فى الإمارات” بدأت العام الماضى، بانضمام 10 جامعات إماراتية بين جامعات حكومية وخاصة، وجار زيادة عدد الجامعات التابعة للحملة إلى 20 جامعة.

لفت إلى أن الحوافز والمنح التى تقدمها الدولة للطلاب الوافدين تختلف من جامعة لأخرى على حسب مستوى الطالب، إلا أنها تستند فى الأساس على بعض الشروط المعينة، التى يأتى على رأسها اجتياز اختبارات معيارية للقبول بالجامعات.

استكمل أن الاختبارات المعيارية فى الماجستير والدكتوراة، تعتمد على معايير دولية مثل “أس أيه تى، وجى آر أيه”، واختبارات إقليمية منها “إم سات” قبل الالتحاق بالجامعة، ولا بد من اجتياز الاختبارات فى عدة تخصصات، “الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، والأحياء العربية، واللغة الإنجليزية”.

عن العلاقات التعاونية المصرية الإماراتية فى التعليم؛ قال عمار إن الدولتين بصدد توقيع العديد من الاتفاقات المشتركة على صعيد التعليم الأساسى والجامعى، والاتفاق مع وزارة التربية والتعليم المصرية مؤخرا على تنظيم دورات تدريبة لطلاب المدارس المصرية بالإمارات، للإطلاع على النماذج التعليمة المختلفة بالإمارات، من خلال سفارتى البلدين لتحديد الأعداد والطلاب المستهدفين على أن يتم تفعيل الاتفاقية اعتبارا من العام الدراسى المقبل.

استكمل انه يجرى بحث اتفاقات تعاون مع عدد من الجامعات المصرية الحكومية، منها عين شمس، والقاهرة، والإسكندرية، لعقد شراكة مع جامعات إماراتية، ويدرس الطلاب المصريون فصل دراسى فى مصر، وآخر فى الإمارات والعكس، فضلا عن تبادل البرامج الدراسية، وتدريبات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وجار تفعيل الاتفاقات خلال العام الدراسى الجارى.

أشار عمار إلى أن بلاده تستهدف استضافة أكبر عدد من الطلاب المصريين للدراسة بالجامعات الإماراتية، موضحا أنه رغم ارتفاع تكلفة المعيشة فى الإمارات إلا أن هناك شريحة كبيرة من المصريين تبعث أبناءها للتعليم فى أوروبا وأمريكا، بتكاليف مقاربة لمستويات التكاليف فى الإمارات، فضلا عن تقديم الإمارات لمنح دراسية، وفرص التدريب أثناء الدراسة فى الشركات بالإمارات ومن ثم يتمكن الطالب من تغطية تكاليف الدراسة.

قال إن وزارة التربية والتعليم أنشأت مؤخرا مجلس القطاع الخاص بالشراكة مع 40 شركة محلية وعالمية، لبحث الاحتياجات المستقبلة لسوق العمل، وبناء على توصيات المجلس يتم تحديد المعايير الخاصة باعتماد الجامعات التخصصات والبرامج الدراسية المطلوبة.

تابع أن الوزارة تقوم بعمل مسوحات دورية مع شركات التوظيف لقياس مدى رضا أصحاب العمل عن مخرجات التعليم ومسوحات شاملة بشأن معدلات توظيف الخريجيين.

لفت إلى أنه طبقا للمسوحات فإن التخصصات الإنسانية تعد تحديثًا لمواكبة التغيرات، من خلال استحداث برامج دراسية تمتزج فيها التخصصات على سبيل المثال «الإعلام، وتكنولوجيا الاتصالات». لفت إلى أن الإمارات بدأت فى استحداث برامج دراسية متداخلة، وجار اعتمادها من وزارة التعليم وخاصة على صعيد دراسات الماجستير والدكتوراة