تقترب مهمة دولة الإمارات العربية المتحدة في استكشاف المريخ من تحقيق الحلم، حيث من المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر في السابعة من مساء يوم غد الثلاثاء بتوقيت أبوظبي، ضمن مهمة تهدف إلى توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ.
مسبار الأمل يدخل مدار المريخ
وتشغل مهمة وصول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ دولة الإمارات التي تحبس الأنفاس لحين الوصول إلى الهدف بنجاح بعد الساعة السابعة بتوقيت أبوظبي، فيما يؤكد الفريق العلمي المعني بالمهمة بأن فرص النجاح لا تتعدى 50%.
وحسب المعلومات التي نشرها موقع مركز محمد بن راشد للفضاء، فقد تم تصميم ثلاثة أجهزة علمية حديثة لإتمام مهمة «مسبار الأمل» في استكشاف المريخ، ودراسة الجوانب المختلفة للغلاف الجوي لهذا الكوكب، وهي قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، ما يمنح المجتمع العلمي العالمي فهماً أعمق لعمليات الغلاف الجوي للكوكب.
وأعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أول أمس ( السبت)، أن «مسبار الأمل» أنهى بنجاح المرحلة الثالثة من رحلته التاريخية لاستكشاف الكوكب الأحمر، وهي «الملاحة في الفضاء»، التي استغرقت نحو سبعة أشهر.
وتعدّ هذه المرحلة الأطول بين المراحل الست للمهمة الفضائية الأولى التي تقودها دولة عربية لاستكشاف الكواكب.
مرحلة الملاحة في الفضاء
وكانت مرحلة «الملاحة في الفضاء» قد بدأت عقب انتهاء مرحلتي الإطلاق والعمليات المبكرة، وبلغ متوسط سرعة المسبار خلالها نحو 121 ألف كيلومتر في الساعة، وشهدت ثلاث مناورات رئيسة لتوجيه المسار حتى يكون في مساره الصحيح صوب مدار المريخ.
وبعد إنهائه مرحلة الملاحة في الفضاء بنجاح، يبدأ «مسبار الأمل» في مرحلة الدخول إلى المريخ، وهي أصعب مراحل المهمة الفضائية وأكثرها خطورة، وتستغرق 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر.
ويواجه المسبار في هذه المرحلة سيناريوهات عدة، منها ما يكلل المهمة بالنجاح، ومنها فقدان المسبار في الفضاء أو تحطمه.
ويؤكد مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، المهندس عمران شرف، أن مشروعات استكشاف الكواكب دائماً ما تكون محفوفة بالتحديات والمخاطر، خصوصاً مهام استكشاف المريخ، حيث أن تحديات إرسال قمر اصطناعي إلى الكوكب الأحمر تعادل خمسة أضعاف القيام بالمهمة نفسها حول كوكب الأرض.
ويوضح شرف أن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ درس كل التحديات المحتملة – الرئيس منها والفرعي – التي يمكن أن يواجهها «مسبار الأمل» في رحلته لاستكشاف المريخ، وجرى أخذ جميع هذه الاحتمالات في الحسبان عند تصميم وبناء وبرمجة المسبار لمساعدته على تخطيها، ولكن هذا لا يمنع تعرضه لأية ظروف طارئة قد تؤثر في الجدول الزمني للرحلة أو في فرص نجاحها، خصوصاً في مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، التي تعد أصعب مرحلة في رحلة المسبار.
الدقائق الـ27 العمياء
ويقول المهندس عمران شرف إن على المسبار أن يخفض سرعته، البالغة 121 ألف كيلومتر في الساعة، إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، خلال 27 دقيقة فقط.
والتحدي الأكبر في هذه الدقائق، التي تسمى «الدقائق الـ27 العمياء»، هو انعدام تحكم مركز الخوانيج في دبي بالمسبار خلالها، لأن المسبار يعالج التحديات التي يواجهها فيها بنفسه وفي حال تعطل أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية، سيتسبب ذلك في أن يتوه المسبار في الفضاء العميق، ولا يمكن استرجاعه.
ويبين شرف أنه في حال استطاع «مسبار الأمل» دخول مدار المريخ بنجاح، ستكون دولة الإمارات الخامسة في تاريخ البشرية التي تصل إلى الكوكب الأحمر، ولكن نسبة نجاح الوصول إلى المدار تاريخياً لا تتعدى 50%.
وعند وصول «مسبار الأمل»، مساء غد بتوقيت الإمارات، إلى المرحلة السادسة والأخيرة في رحلته المريخية، وهي المرحلة العلمية، بعد استكمال إنجاز المراحل الخمس السابقة: الإطلاق والعمليات المبكرة والملاحة في الفضاء والدخول لمدار الالتقاط والانتقال للمدار العلمي، تبدأ الأجهزة الثلاثة على مدار سنة مريخية كاملة تعادل 687 يوماً أرضياً، قابلة للتمديد سنة مريخية إضافية، في أداء مهامها المتعددة، في رصد كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، اللذين يشكلان الوحدات الأساسية لتشكيل جزئيات الماء، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا، ومراقبة الظواهر الجوية، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.