من المنتظر أن توقع الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات عدة، من بينها اتفاقية لتوريد الديزل إلى فرنسا، وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس الأسبوع المقبل، في أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه الرئاسة في مايو الماضي.
توريد الديزل إلى فرنسا
قال مسئول في مكتب الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون الجمعة، إن البلدين سيوقعان أيضاً اتفاقية لاستكشاف آفاق الاستثمار المشترك في مجال الطاقة، بما في ذلك الهيدروجين والطاقة النووية، بينما ستشمل الاتفاقات الأخرى التعاون في مجال النقل –ربما مع شركة تصنيع القطارات الفرنسية “ألستوم” (Alstom)– فضلاً عن معالجة النفايات.
وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، في وقت سابق، إن الرئيس الفرنسي سيستضيف نظيره الإماراتي في باريس يومي 18 و19 يوليو الحالي لمناقشة الاتفاقيات الثنائية.
وأضاف قرقاش في مؤتمر صحفي افتراضي الجمعة أن هذه الزيارة تهدف إلى استكشاف المزيد من مجالات التعاون، مشيراً إلى أن إحدى الاتفاقيات ستكون في مجال الطاقة المستدامة.
كانت دولة الإمارات قد سرّعت تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد تحوّلها من مركز أعمال إقليمي يعتمد على النفط، إلى لاعب سياسي رئيسي– ويمكن القول إنها الدولة الأكثر تنوعاً اقتصادياً في الشرق الأوسط. كذلك، كانت الإمارات أول دولة خليجية تلتزم بالقضاء على الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري داخل حدودها، بحلول عام 2050.
مصالح مشتركة
وهناك مصالح واهتمامات مشتركة تجمع بين الإمارات وفرنسا، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو خارجها. ففي ليبيا الغنية بالنفط، يدعم البلدان القائد العسكري خليفة حفتر، فيما يقفان أيضاً إلى جانب اليونان في نزاعها مع تركيا حول التنقيب عن الغاز والسيادة عليه في شرق البحر الأبيض المتوسط. ورغم أن الإمارات قد تحركت باتجاه تحسين العلاقات مع تركيا، إلا أن هذه المسألة ستبقى شائكة على الأرجح.
وقال قرقاش: “هدفنا المشترك هو المحافظة على وقف إطلاق النار في ليبيا وضمان الاستقرار، والمُضيّ قدماً في العملية السياسية، وصولاً إلى إجراء إنتخابات تنهي عملياً كل الأزمات”.
وفي العام الماضي، وافقت دولة الإمارات الغنية بالنفط على شراء 80 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” الفرنسية، في صفقة بلغت قيمتها 17 مليار يورو (17.1 مليار دولار)، جرى التوقيع عليها خلال زيارة ماكرون إلى الإمارات.
تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا
قال قرقاش إن الإمارات، وهي ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة “أوبك”، قلقة من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، خصوصاً فيما يتعلق بأسعار الطاقة العالمية.
وفي الوقت ذاته، يقول ماكرون إنه يريد تنويع إمدادات الطاقة التي تحصل عليها فرنسا، بعيداً عن روسيا.
وارتفعت أسعار مزيج برنت هذا العام فوق مستوى 100 دولار للبرميل، بعدما فاقم الغزو الروسي لأوكرانيا أزمة الطاقة في أوروبا. وبحسب الأخبار التي نشرت مؤخراً، فإن ماكرون أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا الشهر الماضي، بأن الشيخ محمد بن زايد قال له إن الإمارات والسعودية تضخّان النفط قرب حدود طاقة إنتاجهما القصوى.
بايدن في السعودية
ووصل بايدن إلى المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة قادماً من إسرائيل، حيث من المنتظر أن يلتقي في جدة السبت، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب قادة آخرين من دول الخليج المصدرة للنفط. وكانت “بلومبرغ” قد ذكرت في وقت سابق أن الرئيس الأميركي سيغادر السعودية هذا الأسبوع، من دون إعلانات عامة حول زيادة إمدادات النفط.
وقال قرقاش: “سيكون هذا جزءاً مهماً من المناقشات، والإمارات العربية المتحدة ستكون حاضرة في أي اتفاق يتم التوصل إليه”. وأضاف: “مرة أخرى، قلنا دائماً إن لدينا رغبة قوية في رؤية سوق نفطية أكثر استقراراً، لكن في الوقت ذاته، نحن جزء من مجموعة، وسنتقيد بالقرارات التي تتخذها هذه المجموعة”.