عانت محافظة الإسكندرية على مدار السنوات السابقة خلال فصل الشتاء من غزارة مياه الأمطار، التى تتسبب فى غرق مناطق بالكامل والتى طالما ارتبطت بحوادث إنسانية بسبب تراكمات المياه فى الطرق الجانبية وتعطل شبكة ترام المدينة وانقطاع التيار الكهربائى، وكذلك اللجوء من قبل القيادات التنفيذية لقطع مياه الشرب أيضا لتخفيف الضغط على شبكات المياه لاستيعاب كمية الأمطار، والتى عادة ما كانت ترتبط بإقالة المحافظ بسبب وقوع خسائر فى الأرواح و المبانى جراء هطول الأمطار على الثغر.
واتبعت الإسكندرية منذ سنوات قليلة ماضية إستراتيجية لتخفيف العبء على الطرق من خلال تمركز سيارات شفط المياه بالمناطق الساخنة ، وكذلك محاولات فصل شبكات مياه الأمطار عن الصرف الصحى بشكل مؤقت حين هطول الأمطار، ولكن بالتزامن مع التغيرات المناخية والتوقعات المؤكدة بشأن زيادة معدل سقوط مياه الأمطار خلال النوات المُقبلة وشِدتها، تستعد الإسكندرية خلال العام الجارى لشتاء أكثر أمانا لمواطنى الثغر من خلال البدء فى مشروعات من شأنها التحكم فى كمية المياه المتوقع سقوطها وكذلك الاستفادة بها.
الشريف: إتمام فصل الأمطار عن الصرف بأكثر 3 مناطق ساخنة نهاية الشهر
وقال محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف إنه جار الانتهاء من ثلاثة مشروعات ضمن الإستراتيجية المُتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالمحافظة استعدادا لموسم النوات الشديد، والتى تتضمن 9 مشروعات مُتكاملة بتكلفة 750 مليون جنيه، تم البدء بـ 3 مشروعات حاليا لمعالجة أزمة المناطق الساخنة بـ «لوران، الشاطبى، وكليوباترا» والمُقرر انتهاؤهم بنهاية أكتوبر الجارى، بتكلفة 160 مليونا.
وأكد – فى تصريحات صحفية – أنه تم الانتهاء من شبكة منطقة لوران بنسبة %100 فيما يخص فصل شبكات مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحى، وجار العمل على رصف المنطقة وإعادة الشئ لأصله بطول كيلو متر، مشيرا إلى أن ذلك المشروع يستهدف تخفيض نسبة تراكمات مياه الأمطار بطريق الكورنيش بنحو %10 عن الأعوام الماضية.
وأضاف أنه وفقا للأبحاث والدراسات الخاصة بالمناخ، فهناك تأكيدات بأن النوات المُقرر أن نشهدها فى شتاء 2022 ستكون شديدة مقارنة مع الأعوام السابقة، ومن الممكن وصول معدل سقوط الأمطار لـ 100 مليون متر مكعب، لذلك تم العمل على الشبكات التى تستقبل مياه الأمطار لاستيعاب كميتها وسهولة تصريفها دون إعاقة للحركة المرورية.
وأشار محافظ الإسكندرية إلى أن هناك خبراء من كلية الهندسة يتابعون المشروعات الخاصة بالبنية التحتية بشكل لحظى، وكذلك الهيئة الهندسية تعمل على إنجاز الأعمال على مدار الـ 24 ساعة، وقبل الوقت المُحدد للانتهاء، مؤكدا أنه بنهاية أكتوبر الجارى سيتم الانتهاء من مشروعات فصل مياه الأمطار عن الصرف بأكثر 3 مناطق ساخنة بالمحافظة.
ولفت «الشريف» إلى أن المشروع يستهدف إنشاء شبكة لمياه الأمطار مُستقلة عن شبكة مياه الصرف الصحى، إلا فى أجزاء معينة سيكون بها اتصال جزئى، مُستهدفا من خلاله تجميع مياه الأمطار وتحولها مُستقبلاً إلى الدلتا الجديدة للاستفادة بها فى الزراعة والمناطق العمرانية الجديدة لتحقيق الاستفادة من كل نقطة مياه.
كان وكيل وزارة البيئة فى الإسكندرية الدكتور سامح رياض، أكد – فى تصريحات سابقة لـ «المال» – أن هناك مشروعات تتم حاليا للتكيف مع آثار التغيرات المناخية أبرزها مشروع إنشاء محطة الدلتا الجديدة جنوب العلمين التى تقوم به القوات المُسلحة، لمعالجة مياه الصرف الزراعى لـ 7.5 مليون متر مكعب يوميا، أى بنحو 2.7 مليار متر مكعب سنويا، لإعادة استخدامها فى الزراعة من جديد، مُستهدفا مياه الصرف الزراعى بمحافظات قطاع غرب الدلتا «الإسكندرية ومطروح والبحيرة».
ووفقاً لوكيل وزارة البيئة، يُعد ذلك المشروع – والمُقرر أن يستقبل مياه الأمطار التى تسقط على الإسكندرية من خلال الشبكات الجديدة – بمثابة حائط مجابهة أمام آثار التغيرات المناخية السلبية المتوقعة والمتمثلة فى قلة المياه العذبة مستقبلا، لذلك يتم تنفيذ معالجة لأكثر من محطة صرف زراعى أيضا.
وأكد الدكتور وليد عبد العظيم، استشارى مشروع إستراتيجية إدارة مياه الأمطار بالإسكندرية، أنه يشهد عملية فصل جزئى لأمطار الإسكندرية من خلال منظومة مُتكاملة، تستهدف تجميع مياه الأمطار فى بعض المناطق مثل الكورنيش وجنوب الإسكندرية ، بالتوازى مع تخفيف كميات المياه على شبكات الصرف الصحى الحالية لمعالجة جزء من المناطق الساخنة والتى كانت تتأثر من كمية المياه المتجمعة وتسبب إعاقة الحركة المرورية بشكل كبير.
وأضاف «عبد العظيم» – فى تصريحات صحفية – أنه وفقا لإستراتيجية المشروع، سيتم العمل على الانتهاء من ثلاثة مشروعات حاليا بالتزامن مع نهاية أكتوبر الجارى، ومن المُقرر استكمال الـ 6 مشروعات المتبقية ضمن الإستراتيجية خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر، لحين الوصول لعملية الفصل الكامل لشبكات مياه الأمطار عن الصرف الصحى بالثغر على أقرب مسطح مائى مباشر.
ولفت إلى أنه سيتم التوقف عن الأعمال فى 30 أكتوبر وسيتم استئنافها بنهاية فبراير المقبل مُرجعا ذلك إلى صعوبة إنجاز الأعمال بالتزامن مع موسم الدراسة ووقت الأمطار بسبب الزحام بالطرق، وصعوبة عمليات الحفر بسبب هطول المياه، مشيرا إلى أنه تم البدء فى الأعمال خلال فصل الصيف لتوفير الضغط على المضخات والمحطات خلال فترة النوات.