حذر مجلس التجارة والتنمية “الأونكتاد” التابع للأمم المتحدة، من أستمرارالاضطرابات المتصاعدة بمنطقة البحر الأحمر التي أثرت على التجارة العالمية،وأدت إلي إرتفاع أسعار الطاقة .
وأوضح “الاونكتاد” أن توقف عمليات نقل الغاز المسال أثر بشكل مباشر على إمدادات الطاقة خاصة في أوروبا كما تنعكس الأزمة أيضا في أسعار المواد الغذائية العالمية حيث من المحتمل أن تؤدي المسافات الطويلة وارتفاع أسعار الشحن إلى زيادة التكاليف.
وأكد خبراء النقل والبترول أن أستمرار تلك التوترات سيؤثر سلبا علي حركة البترول بقناة السويس بعد تراجع حركة الحاويات بجانب ارتفاع أسعار البترول و تأخير أمدادت الطاقة إلي اوروبا مما سيساهم في تعطل الإنتاج ووصول المنتجات بأسعار عالية جدا يصعب تحملها .
كما أعلنت منصة “بيانات كبلر” للتجارة العالمية عن تراجع كميات الخام المتجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا حيث انخفض إلى النصف تقريبا مسجلا نحو 570 ألف برميل يوميا في أواخرديسمبر2023 مقارنة بمرور 1.07 مليون برميل يوميا في أكتوبر الماضي
وتراجعت حركة عبور السفن بقناة السويس خلال يناير 2024 بنسبة 36.8% حيث سجلت عبور 1362 سفينة مقابل عبور 2155 سفينة في يناير 2023 بفارق 793 سفينة.حيث صاحبها تراجعا في حجم الحمولات العابرة بنسبة 50.6% خلال يناير الماضي مسجلة 61مليون طن مقارنة بعبور حمولات بلغت 123.5 مليون طن خلال يناير 2023
و سجلت قناة السويس إجمالي إيرادات بلغت 429 مليون دولار في يناير 2024 بنسبة تراجع بلغت 46.5 % مقارنة بتسجيل إيرادات بلغت 802.2 مليون دولار خلال يناير 2023 بفارق 375.4 مليون دولار .
وقال عمرو قطايا ، الخبير الملاحي أن التوترات بمنطقة البحر الأحمر تشهد تغيرات سريعة بدأتها بتوقف كبري الخطوط الملاحية لسفن الحاويات عن عبور البحر الأحمر وقناة السويس وسرعان ما لحقت بهم بعض ناقلات البترول والغاز بعد استهداف أحدي الناقلات البترول خاصة المتجهة إلي انجلترا ردا علي ضربات التحالف الامريكي البريطاني .
وقال “قطايا” أن ناقلات البترول والغاز تشهد تخوفات من أمرين وهما الدوران حول أفريقيا مما يعني زيادة في تكاليف الرحلة لأكثر من مليون دولار ، بجانب تأخر الشحنات لأكثر من 3 اشهر ذهابا وايابا وبالتالي زيادة أسعارها عن المتعاقد عليها بنحو 50% ،والامر الثاني هو التخوف من عبور البحر الأحمر والتعرض إلي مخاطر خاصة وأن الأطقم البحرية حاليا ترفض عبور البحر الأحمر لما تمثله الناقلات من مخاطر كبيرة في حال استهدافها .
وقال أن الشركات خاصة القطرية والخليجية تشهد ارتباكا في مسئولية تحمل التكاليف خاصة أن أوروبا في حاجة إلي أمدادات الطاقة لإستخدمها في التدفئة وتشغيل المصانع وغيره .مما خلق مشكلة أخري بين ملاك الناقلات والمؤجرين لها بسبب ارتفاع تكاليف التأمين وتكاليف الاطقم البحرية .
وتابع “قطايا”: أن إحدي الشركات الكويتية لنقل البترول أتجهت إلي تشغيل مركبين علي طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من عبور باب المندب للتفادي تعطل سلاسل الإمداد وحتي تفي ببنود التعاقد رغم طول الرحلة والتكاليف مضيفا أن ذلك أحدي الحلول المتوقعة خلال الفترة القادمة.
وقال” قطايا”أن الأمر الأكثر صعوبة هو تموين السفن حيث أن منطقة غرب وجنوب أفريقيا تفتقر إلي محطات تموين السفن حتي المتواجدة في مدينة”دربن بجنوب أفريقيا تشهد مشكلات حاليا بين موردي الوقود والجمارك مما يساهم اكثر في تعطل وصول الشحنات موضحا أن بعض شركات الغاز والبترول الخليجية أتجهت إلي تأجيل الشحنات أملا في ايجاد حلا للازمة .
وقال أن تأخير إمدادت الطاقة الي أوروبا سيساهم في تعطل الإنتاج ووصول المنتجات بأسعار عالية جدا يصعب تحملها ومتوقعا أن اثار التضخم هتظهر واضحة بنهاية فبراير 2024.
ومن ناحيته قال الدكتور رمضان أبو العلا خبير البترول أن أسعار البترول تتأثر بالأحداث سواء سياسية أو حروب أو ظروف جوية وسرعان ما ترجع لطبيعتها بعد إنتهاء الازمة مشيرا إلي أن توترات البحر الأحمر ساهمت في زيادة أسعار البترول بنسبة 15% .
وتوقع “أبوالعلا” أستمرار الأزمة بمنطقة باب المندب وبالتالي زيادة أسعار البترول الخام بشكل تدريجي يوميا مشيرا إلي أن عبور ناقلات البترول والغاز من البحر الأحمر يعد مخاطرة كبيرة لكونها قابلة للإشتعال مما سيجبر الناقلات علي الإتجاه إلي راس الرجاء الصالح أسوة بالحاويات مما سيزيد التكاليف بشكل كبير.