الأوعية الادخارية ثابتة العائد تسيطر على هيكل ودائع البنوك بنهاية 2020

هيكل الودائع فى 13 بنكا

الأوعية الادخارية ثابتة العائد تسيطر على هيكل ودائع البنوك بنهاية 2020
جريدة المال

‫محمود الصباغ‬‎

فاطمة إمام

8:40 ص, الأحد, 18 أبريل 21

أظهر مسح أجرته «المال» على القوائم المالية لنحو 13 بنكًا أفصحت عن مؤشراتها، استحواذ أرصدة الودائع الادخارية ثابتة العائد على هيكل ودائع 11منها بنسبة تتراوح بين 57 و%91 فى نهاية العام الماضى. 

وبحسب المسح فإن 11 بنكًا من بين 13 شملهم المسح، تجاوزت أرصدة الأوعية الادخارية لديهم %50 من إجمالى أرصدة الودائع، بينما هناك بنكان فقط كانت الأرصدة ذات العائد الثابت تمثل %14.4 و%36.3.

ويرى مصرفيون ومحللون أن الأرصدة الثابتة تعد أحد أهم الاستثمارات الآمنة للمواطنين خلال فترة كورونا، وهى تقدم عائدا ثابتا بدون ضرائب، إضافة إلى أن مخاطرها «صفرية».

وقالوا إن الفترة المقبلة ستشهد زيادة فى حصة الأرصدة ذات العائد الثابت مدفوعة باتجاهات البنك المركزى المصرى بالتيسير النقدى وخفض معدلات العائد على الإيداع والإقراض. 

وكشفت بيانات صادرة عن البنك المركزى المصرى، ارتفاع إجمالى ودائع القطاع المصرفى المصرى بنحو 960.4 مليار جنيه خلال العام الماضى، لتصل إلى 5.196 تريليون جنيه فى نهاية ديسمبر 2020 مقابل 4.236 تريليون فى نهاية ديسمبر 2019.

وطبقا للبيانات تمثل الودائع غير الحكومية %83.3 من إجمالى ودائع الجهاز المصرفى، بينما تمثل ودائع الحكومة %16.7 فى نهاية 2020.

وتمنح البنوك فائدة على الودائع أقل من الشهادات الادخارية، لكنها مناسبة للعملاء الذين يحتاجون إلى الحصول على عائد بسيط مقابل حرية سحب أموالهم فى أى وقت.

وتتباين آجال الودائع لآجل أمام العملاء لاستثمار أموالهم بين يوم أو أسبوع، أو أسبوعين، أو أقل من شهر، أو أقل من شهرين حتى سنة، وبعض البنوك تتيح ودائع بمدد أطول.

ووفقا للبنك المركزى المصرى، انخفض المتوسط الشهرى لسعر الفائدة على الودائع التى يتراوح أجلها من 6 أشهر وحتى سنة، بنحو 200 نقطة أساس، ليصل إلى %8.3 فى نهاية 2020، من %10.3 فى نهاية 2019. 

ماجد فهمى : تبرز ثقة العملاء فى القطاع المصرفى

ويرى ماجد فهمى الخبير المصرفى، ورئيس بنك التنمية الصناعية السابق، أن صعود حصة الأرصدة الثابتة من إجمالى ودائع القطاع، يعد مؤشرا إيجابيا وسلبيا فى وقت واحد، وأنه على الجانب الإيجابى يحمل ثقة العملاء فى البنوك المصرية، أما على الجانب السلبى، فإن ذلك الصعود لايتماشى خطة دفع عجلة التنمية والاستثمار، و«يجب أن تكون مدخرات تلك الودائع فى الأنشطة الاستثمارية بكافة أشكالها  سواء استثمار مباشر أو استثمار غير مباشر على شكل أوراق مالية أو فى صناديق الاستثمار».

وحول توجه أغلبية العملاء إلى الودائع الثابتة، قال إن العملاء يتوقعون تراجع معدلات الفائدة فى الفترة المقبلة، تزامنا مع اتجاه البنك مسار التيسير النقدى بهدف دفع المواطنين لاستثمار مدخراتهم عبر وضعها فى وعاء ادخارى داخل البنوك.

وقال وليد ناجى نائب رئيس البنك العقارى المصرى العربى، إن الفائدة على الودائع الثابتة فى الوقت الراهن أعلى من الودائع متغيرة العائد وهو مادفع المواطنين للتوجه إلى ضخ استثمار أموالهم فى وعاء ادخارى ثابت العائد.

وأوضح أن الوديعة هى وعاء ادخارى قصير الأجل، يمتلك مرونة أكبر على مستوى الآجال مقارنة مع الشهادات مرتفعة العائد.

وخلال العام الماضى خفض البنك المركزى المصرى أسعار الفائدة بنحو 400 نقطة أساس، لتصل إلى %8.25 للإيداع و%9.25 للإقراض. 

أبانوب مجدى: الأكثر أماناً عن باقى الأوعية

ويرى أبانوب مجدى، محلل قطاع البنوك والمؤسسات المالية، أن ودائع الأفراد تستحوذ على نسبة كبيرة من إجمالى ودائع القطاع المصرفى، بهدف ادخار أموالهم  بفائدة مرتفعة وثابتة إضافة إلى أنها آمنة عن باقى الاستثمارات.

وأشار إلى أن تقلبات السوق فى أسعار العائد، دفعت البنوك إلى إطلاق أوعية ادخارية ذات العائد المتغير بهدف مضاهاة تلك الودائع لسعر «الكوريدور» المتجه بشكل دائم للانخفاض ضمن سياسة التيسير النقدى التى يتبعها البنك المركزى .

وخلال أول اجتماعين للجنة السياسة النقدية فى 2021 قرر البنك المركزى، الإبقاء على سعرى عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية عند %8.25 و%9.25 و%8.75 على الترتيب.

طارق متولى: «كورونا» دفعت العملاء نحو تأمين دخل محدد لارتفاع مخاطر الوسائل الاستثمارية الأخرى

وقال طارق متولى الخبير المصرفى، والنائب السابق لرئيس بنك بلوم إن الأوعية الادخارية طويلة وقصيرة ومتوسطة الأجل هى الأكثر تحكماً فى إجمالى الودائع، مضيفاً أن العملاء المدخرين بطبيعتهم يذهبون إلى البنوك التى تتيح لهم فوائد ثابتة لأنها الأكثر أمانا. 

وأوضح أن ضعف النشاط الاقتصادى كأحد انعكاسات أزمة كورونا دفع البعض للجوء للبنوك بغرض تأمين دخل ثابت لأسرته بالنظر لارتفاع مخاطر الوسائل الاستثمارية الأخرى لفائض السيولة لدى الأسر المصرية.

وأشار إلى أن ارتفاع ودائع الأفراد بعائد ثابت داخل القطاع المصرفى المصرى يرجع إلى عدة أسباب أهمها اتجاه العملاء لاستثمار أموالهم عبر البنوك فى أوقات التباطؤ الاقتصادى، وارتفاع معدلات التضخم، والاتجاه إلى توظيف فوائض الأموال فى ملاذات استثمارية آمنة ومربحة تحقق عائدًا يمتص الآثار التضخمية.

وبحسب المسح، سجلت أرصدة الودائع فى البنك التجارى الدولى 341.2 مليار جنيه منها 257.4 مليار موجهة للأرصدة ذات العائد الثابت تمثل %75.4 بنهاية ديسمبر 2020.

وبلغت أرصدة الودائع داخل بنك الشركة المصرفية «SAIB» نحو 3.79 مليار دولار وتمثل الأرصدة الثابتة ما قيمته 2.383 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2020، بنسبة %62.81. 

وسجل إجمالى أرصدة الودائع لدى بنك «QNB» الأهلى، نحو 233.3 مليار جنيه، وتستحوذ الأرصدة ذات العائد الثابت على %58 من إجمالى الودائع أو بمقدار 135 مليار جنيه فى نهاية ديسمبر 2020.

وسيطرت الأوعية الادخارية ذات العائد الثابت لدى البنك الأهلى المتحد على %58 من إجمالى أرصدة الودائع البالغة 46.57 مليار فى نهاية العام المنصرم. 

وفى بنك عوده بلغ إجمالى أرصدة الودائع نحو 75.3 مليار جنيه فى نهاية العام الماضى، استحوذت منها الودائع ثابتة العائد على 42.9 مليار، تمثل %56.98. 

وسجل إجمالى الأرصدة داخل البنك الأهلى الكويتى 33.45 مليار جنيه وتبلغ الأرصدة ذات العائد الثابت 19.9 مليار جنيه بنهاية ديسمبر الماضى، بنسبة %59.36.

وسجل إجمالى الودائع فى بنك الإمارات دبى الوطنى، 48.21 مليار جنيه منها 38.6 مليار أرصدة ذات عائد ثابت بنهاية ديسمبر الماضى بنسبة %80.11. 

وبلغ إجمالى الودائع لدى بنك قناة السويس، نحو 44.34 مليار جنيه وتمثل أرصدة الودائع بالعائد الثابت قيمة 37.4 مليار بنهاية ديسمبر 2020، أو بنسبة %84.68.

واستحوذت الودائع ذات العائد الثابت لدى بنك القاهرة، على %88 من إجمالى ودائعه البالغة نحو 162.77 مليار جنيه فى نهاية العام الماضى. 

وبلغ إجمالى أرصدة ودائع مصرف أبوظبى الإسلامى فى نهاية 2020، نحو 62.67 مليار جنيه، تستحوذ منها الودائع الثابتة العائد على %90.6، أو بنحو 56.77 مليار.

وفى بنكى الإسكندرية والتعمير والإسكان، استحوذت الودائع ذات العائد الثابت على النسبة الأقل من هيكل الودائع، إذ بلغت 14.36% فى بنك الإسكندرية، و%36.3 فى بنك التعمير والإسكان.